سودانيون

الموسيقار البروفيسور الفاتح حسين: تم نهب كل ما أملك ولا نعلم شيئاً عن كلية الموسيقى

سودانيون ميديا: رندة بخاري

الموسيقار البروفيسور الفاتح حسين، مثله ومثل كل الشعب السوداني تعرض منزله للنهب والسرقة وفقد مقتنيات ثمينة تخص مجال عمله بالموسيقى، تحدثنا إليه من مقر إقامته بالمملكة العربية السعودية فكانت هذه التفاصيل:

تأثير حي دردق

الموسيقار الفاتح حسين، نتوقف اليوم عند رحلة معاناته مع الحرب، وقبلها دعونا نسرد بعضاً من سيرته الذاتية، فهو قد نشأ في حي دردق بمدينة ود مدني، ذلك الحي عبارة عن تركيبة مجتمعية تضم كل قبائل السودان فهو كان يمثل (القومية السودانية)، تركيبته السكانية سكانها استقر بهم المقام بالحي بعد الحرب العالمية الثانية التي شاركوا فيها.

دردق بدايةً كان عبارة عن معسكرات ثم تحول إلى حي (دردق) بجانب ذلك كان الناس يفدون إلى المنطقة بحكم مشروع الجزيرة الذي كان ينتج القطن، فالجميع وقتها كان يعتمد على مشروع الجزيرة وكان الفاتح حسين شاهداً على الكثير من المناسبات التي تقام بالحي اليوم نقارة للنوبة وغداً حفل زواج للدينكا والنوير، وبحكم عمل سكان الحي (بالبوليس) كانوا يأتون بموسيقى الجيش فلفت نظره آلات النفخ وعندما يستمع إلى تلك الموسيقي يكون بعالم آخر. وهنا لابد من الإشارة إلى أن حي دردق به مجموعة من الموسيقيين اللامعين منهم محمد آدم المنصوري، جمعة جابر، إسماعيل عبد الرحيم.

جيتار من الصفيح

آلة الجيتار تعرف عليها  حسين عبر الفنان شرحبيل أحمد الذي كان يشاهد صوره عبر أغلفة المجلات ومن بينها مجلة الأذاعة والتلفزيون ويمعن النظر بالجيتار.

يقول: “أتذكر جيداً أنه في إحدى المناسبات بحي دردق كان الحفل بفرقة جاز البوليس وكانت الفرقة بها آلات موسيقية كثيرة ويومها وبعد أن سمعت الأصوات الموسيقية خاصة آلات النفخ أصبت بحالة تشبه (الزار).. ذلك الشغف قادني إلى صناعة آلة الجيتار من الصفيح والأسلاك وكان عمري أربعة عشر عاماً، وبعد الانتقال للمرحلة الثانوية بمدرسة مدني الثانوية التي كانت تعتبر من المدارس المميزة ولا تقبل إلا المميزين كان بها جمعية الموسيقى ويديرها العم قسم الله مليجي، وجدت بالفرقة التابعة للجمعية آلة الجيتار وطلبت من عم مليجي أن يعلمني العزف وكان كبار الفنانين مثل محمد الأمين ومحمد وردي وغيرهم يحيون حفلات بمدني ولم يكن يهمني من الذي يغني بقدر ما اهتم بالشخص الذي يعزف على الجيتار”.

نهب كل الممتلكات

مرت كل تلك الذكريات والموسيقار البروفيسور الفاتح حسين يحدثنا من مقر إقامته بالمملكة العربية السعودية التي قصدها من أجل المشاركة في مهرجان أيام الرياض ومن ثم انتهز الفرصة ليقيم بها.

وقال لـ(سودانيون ميديا): “أنا الآن اقيم في الرياض جئتها منذ نوفمبر الماضي بدعوة من هيئة الترفيه وأقمت بها بعد أن تم نهب كل ما أملك من سيارة واستديو وتسجيلات ومقتنيات ثمينة وأشياء أخرى”.. صمت لبرهة ثم أكمل حديثه قائلاً: “الآن شرعت في تأسيس مركز موسيقي في العاصمة السعودية الرياض وقريباً ستبدأ الدراسة به”.

الخطورة قائمة

وفيما يخص وضع كلية الموسيقى والدراما التي يشغل فيها منصب العميد قال حسين: “الأساتذة مبعثرين في بقاع الأرض (ربنا يلمنا والسودان يكون آمن وفي سلام).. ومنذ اندلاع هذه الحرب لا نعلم شيئاً عن كلية الموسيقلا إذ لم يتمكن أحد من الذهاب إليها فالمنطقة لازالت بها خطورة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.