سودانيون

احتضنته القاهرة بعد غياب عن القارة الأفريقية 20 عاماً: المنتدى الحضري العالمي.. مصر تكسب الرهـان

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

لفت رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الأنظار بمشاركته في أعمال النسخة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة، واستحوذ البرهان على اهتمام المنتدى، وقد جلس داخل قاعة المؤتمر هادئاً مطمئناً وسط عدد من الزعماء ورؤساء الدول والحكومات ومسؤولي المنظمات العالمية، وهو رجل السودان القوي الذى واجه واقع حرب مرير سيطر على السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023م، وكيف يقلق البرهان أو يتوجس وقد ترك خلفه رجالاً من أشاوس القوات المسلحة خاضوا لهيب المعارك فبهروا الأعداء قبل الأصدقاء وهم يسطِّرون ملاحم البطولة، ويرسمون لوحات الإعجاز بعد أن قاموا بتحويل ميزان القوى لصالحهم، وقلبوا الطاولة في وجه الميليشيا المتمردة وداعميها من المحاور المحلية والإقليمية والدولية والتي أحكمت خطتها لتقويض الحكم والاستيلاء على السلطة خلال ساعات معدودات، ولكن هيهات.

تطلعات سودانية لمطلوبات التنمية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب..

أهمية المنتدى

وبعد غياب عشرين عاماً يعود المنتدى الحضري العالمي إلى القارة الأفريقية حاطاً رحله في جمهورية مصر العربية كأول دولة تستضيفه في إفريقيا منذ غيابه الطويل، والمنتدى الذي انعقد تحت شعار “كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة” .

وحظي المؤتمر بمشاركة 180 دولة، وأكثر من 30 ألف مشارك من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، لتسليط الضوء على الإنجازات المصرية في التنمية العمرانية خلال العقد الماضي، وتبادل الخبرات والابتكارات لتحقيق مستقبل أفضل للمدن، ويعيش حوالي 50% من سكان العالم في المدن، ومن المتوقع أن ترتفع هذا النسبة إلى 70% بحلول 2050م، ذلك أن الانتقال إلى المراكز الحضرية له تأثير كبير على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات.

ومن المقرر أن تشهد القارة الأفريقية أكبر معدل في النمو السكاني،  ويتوقع أن يتضاعف عدد سكان القارة الافريقية تقريبًا، خلال السنوات الـ 30 المقبلة، فتصبح العديد من مدنها ، من أكبر المراكز الحضرية في العالم..

البرهان يعرب عن سعادته باستضافة القاهرة للمنتدى، ويشيد بحفاوة المصريين..

أهمية مشاركة البرهان

الأهمية التي مثلتها مشاركة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، لم تقل عن أهمية المنتدى الحضري العالمي كتظاهرة دولية معنية بالتنمية الحضرية المُستدامة وهي تعود إلى أحضان القارة الأفريقية بعد أكثر من عشرين عاماً، ولعل من حسن الطالع أن تكون مصر هي المستضيفة بعد طول غياب عن القارة السمراء، وكم سعد السودان بذلك ارتكازاً على ما يربط البلدين من وشائج وصلات تجعل من القاهرة والخرطوم روحاً واحدة في جسدين، وهي القيم والمعاني التي حرص على إيصالها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في كلمته أمام المنتدى، حيث عبّر عن سعادته بالحضور إلى أرض الكنانة جمهورية مصر العربية الشقيقة، والمشاركة في أعمال المنتدي الحضري العالمي، معرباً عن شكره وتقديره للرئيس الشقيق عبد الفتاح السيسي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وزاد” ليس بمستغرب على الشقيقة مصر”، وتقدم البرهان بالتهنئة القلبية الصادقة لمصر على استضافتها لهذا الحدث الدولي.

السيسي يحذر من التأثيرات المدمرة للحروب على المدن والتجمعات السكانية..

مصر أم الدنيا

واستقبلت مصر بحفاوة وطيبة نفس ملايين السودانيين الفارين من نيران الحرب إلى دفء أحضان أم الدنيا، وهو موقف عكس مدى تأثر مصر بتداعيات الأزمات والحروب والنزاعات التي تندلع في المنطقة، لذلك فقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على تناول هذه الأزمات وإيجاد الحلول الناجعة لها، فأكد في كلمته خلال المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة، أن هذه النسخة من المنتدى تأتي في وقت حاسم، يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروباً لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية، وعلى كل مناحي الحياة فيها، وهو ما يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات، وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء، إذ يستحيل البَدْء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.

تركيز على بناء التحالفات لتنفيذ الأجندة الحضرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة..

ملفات وتوصيات

ويركز المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، كما سيناقش الاستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، وكذلك تسليط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.

خاتمة مهمة

ومهما يكن من أمر، فإن السودان ينظر بعين الاهتمام إلى المنتدى الحضري العالمي والذي أنشيء في العام 2001م لمعالجة قضية التحضر العالمي، فقضية التنمية وإعمار ما دمرته الحرب تبقى هاجساً يؤرق مضجع الحكومة السودانية التي تتطلع وبإلحاح شديد إلى حشد الاهتمام العالمي بمد يد العون والمساهمة في عمليات التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة، وفي تعزيز السلام والتطور الاستثنائي، لإعادة السودان سيرته الأولى.

* نقلاً عن صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.