سودانيون

عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: كواليس أم المعارك

عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: كواليس أم المعارك

🟥 معركة ٨/ ٨/ ٢٠٢٣م

🟥 مثلت معركة ٨/ ٨ علامة فارقة في معارك أمدرمان فقد تحولنا من محطة الدفاع إلى الهجوم.

🟥 الهجوم على عدو متمركز جيداً ومتمترس داخل العمارات والمباني لم يكن أمر هين لكن أبطال وأسود متحرك أسود العرين عزم على دك أوكار المليشيا ومهاجمتهم في عمقهم بالسوق الشعبي أمدرمان.

🟥 صدرت التعليمات للكتيبة الـ٣ بالتقدم بإسناد سرية + من الكتيبة الأولى على أن تكون الكتيبة ٤ إحتياطي أول.

🟥 في الليل تقدمت قواتنا نحو العدو… عانقنا بعضنا وتوادعنا فربما لا نلتقي مع كثيرين بعد هذه المعركة وقد كان ذلك.

🟥 أدى فرساننا صلاة الصبح وهجموا على العدو وأحدثوا فيه خسائر كبيرة لكن كانت القناصة في الموعد أصيب بسببها عدد كبير من الأخوان واستشهد بعضهم.

🟥 الثبات كان سيد الموقف رغم الإلتفاف الذي قام به العدو وحضور فزع كبير من بحري عبر كبري شمبات ومن صالحة وسوق ليبيا.

🟥 أشرقت علينا شمس ٨/ ٨ وجميعنا في حالة من الذهول فعدد الجرحى حتى الـ٨ ص تجاوز الـ١٠٠ جريح والشهداء يؤتى بهم من أرض المعركة في كل حين وأذكر وقتها إحضار عدد منهم أبرزهم الشهيد سامي الحاج المدير الإداري لمستشفى مكة للعيون… ذلك الشيخ الصادق الصالح وأذكر حينها الشهيد أبو العز إبن منطقة غرسلي الذي أصيب في فمه بطلقة قناص إستقرت في حلقه ، لن أنسى ثباته ونحن ننزله من عربة الإخلاء ودمه ينزل بكثرة من فمه وهو يرفع أصبع التكبير يكبر الله حتى استشهد.

🟥 عندما رأيت عدد الجرحى المتزايد وعربات الإخلاء التي لم تتوقف من إحضار الشهداء والجرحى عندما رأيت ذلك قلت للأخ فتح العليم الشوبلي الشغلة دي فيها مؤشرات ماااا كويسة عندها حضر الأخ الشهيد أشرف كسرى فأخذته على جنب وسألته يا أشرف الموقف كيف قال لي والله الحمد لله أخوانا ثابتين لكن القناصين تعبونا قلت ليه يا أخوي الموقف تمام كيف وعدد الجرحى كبير كده ، فقد إمتلأت الطبية بالجرحى والدم نجره بالسياكات لكثر.

🟥 قررت التوجه لأرض المعركة ذهبت مع ٢ من الأخوان الأخ العقيد عبد العزيز قبوجة والأخ المقدم حبيب بشير.

🟥 عند اقترابنا من منطقة الإشتباك ثبتنا عناصر من الجيش في إرتكاز متقدم قالوا لينا المعركة شغالة وساقط الذخيرة قريب جنبوا عربيتكم وما تمشوا قدام قلنا ليهم الحافظ الله فلم نكترث لحديثهم وتحركنا نحو الموقع.

🟥 أوقفنا العربة بجامعة التقانة وجدنا أمامنا الأخ العقيد أبو بكر عباس كان دامع العينين سلمت عليه فعانقنا وبكى قلت له سينصرنا الله يا سيادتك.

🟥 وجدت دفعتي فياض عبد الرحمن فعانقني وبكى وقال لي زهير استشهد قلت ليه عرفت كيف قال لي رد علي دعامي قال لي زولك دا إنجغم.

🟥 تحركت نحو منطقة الإشتباك حتى وصلت تقاطع الزينة فوجدت الأخ العقيد جلال قائد الكتيبة الرابعة والأخ الشهيد يوسف وعدد من ضباط الكتيبة الرابعة ومجموعة من أفراد الكتيبة مشتبكين مع العدو.

🟥 أعدنا توزيع قواتنا ومواجهاتنا وتحركت جنوباً نحو الشعبي مع ١٠ أفرد برفقة الأخ النقيب أحمد الفاتح عز الدين والأخ النقيب مجاهد والأخ النقيب محمد علي، وجدنا قتلى العدو و٢ من شهدائنا فبدئنا بإخلاء شهدائنا.

🟥 دخلنا لعمق العدو ونحن كل مرة نجد شهيد أو إثنين نخليهم ثم نتقدم ومع هذا كنا نواجه نيران العدو وقناصته لكن قررنا أن نخلي شهدائنا أو نموت معهم.

🟥 ونحن نخلي في الشهداء فإذا بي أجد أخي ودفعتي الرائد زهير عبد الرحمن… وجدته مستلقيا على ظهره ونظره إلى السماء كأنه يقول ها نحن قد متنا ميتة عز وكبرياء وكرامة دفاعاً عن شعبنا وأرضنا.

🟥 تقطعت من الألم حينها لكن لا وقت للعواطف فلا بد لي كقائد أن أصبر وأواصل في إخلاء بقية الشهداء وأوجه النيران على فلول المرتزقة.

🟥 وجدت زهير ومعه شهيد آخر، وفي أحد الأزقة وجدت جريح كاد أن يموت من العطش والنزيف فهو لا يستطيع الحركة والشمس كادت أن تحرقه فقلت له لا تخف نحن أخوانك وسنخليك.

🟥 حضر إلينا الأخ المقدم الصادق وقمنا بإخلاء الشهيد زهير وإخوانه، تقدمت قليلاً فوجدت ٩ شهداء جميعهم في مكان واحد وجدت جوارهم ٢ من هلكى العدو.

🟥 حملت شهيدين في عربة دوشكا ورجعت لتقاطع مجك لاند لإحضار عربة حوض فعدد الشهداء كبير، قلت للسواقين داير عربية حوض وسواق ما بخاف حضر لي سواق ملتحي طويل القامة يتبع للكتيبة الأولى نسيت إسمه قال لي أنا جاهز يا سيادتك قلت ليه المهمة صعبة ونحن داخلين جوة النار قال أنا بي هناك للنار بمشي معاك، تحركنا في وسط الرصاص ووصلنا لموقع الشهداء حاولنا إخلائهم فإذا بقناص في مئذنة مسجد بالسوق الشعبي يطلق علينا النار طلبت من الأفراد الذين معي الدخول إلى مبنى به ساتر جيد، أما أنا فلم أجد ما أحمي به نفسي من نيران القناص إلا عمود كهرباء ظللت محتمي به حتى أتاني أبطال الإحتياطي المركزي بعربة لاندكروزر بهاء دوشكا يقودها واحد من أبناء الرزيقات ومعه أمهر ضارب دوشكا الأخ زايد الرزيقي، قلت ليه يا زايد في قناص في المئذنة حيدوا لحدي نخلي أخوانا ديل وبالفعل كان زايد في الموعد وزايد عندما يعزف على الدوشكا لا أحد يقف أمام نيرانه.

🟥 أثناء تحييد القناص ظهر لنا بعض الملايش بطريق فرعي حاولوا الإلتفاف علينا لكن اشتبكنا معهم وولوا هاربين.

🟥 أخلينا الشهداء ورجعنا للمعسكر وشمس ٨/ ٨ أوشكت أن تغيب، نظرت في الشهداء فوجدت فيهم أعز أخواني وجميعهم أعزاء وجدت فيهم الشهيد ميل محمد سعيد هذا الشاب الذي لا يشبه زماننا.

🟥 حضرت للمعسكر وذهبت لقائد المتحرك السيد الفريق محمد عباس اللبيب وكان حينها في رتبة اللواء قلت ليه يا سيادتك ديل أخوانا أخليناهم هسي دا ميل وأخوانه شهداء.

🟥 فدمعت عيناه وأدار وجهه عني، وكيف لا يسيل دمعه وهو يفقد أعز وأفضل الرجال في يوم واحد.

🟥 أخذت الشهداء للطبية فوجدت ٢٨ شهيد ينتظرون مواراة جثامينهم الطاهرة.

🟥 في هذه المعركة كان الفقد عظيم والمصيبة كبيرة لكن هي مشيئة الله وقدره المحتوم وضريبة الوطن والمعارك.. تجاوز عدد شهداء المعركة الـ٣٥ شهيد و١٦٠ جريح وعدد من المفقودين.

🟥 هذا ما شهدته في ٨/ ٨ وهنالك تفاصيل أخرى لا يتسع المجال لذكرها وبطولات أخرى لم أحضرها عند بداية المعركة.

🟥 قال تعالى (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما) رغم فقدنا الكبير في ٨/ ٨ إلا أن العدو قد تجرع الحنظل وهرب من أرض المعركة مهزوماً فقد أفادت مصادرنا أن قتلاهم فاقوا الـ١٠٠ وجرحاهم لا حصر لهم ومسيراتنا حصدتهم وحصدت عرباتهم.

🟥 تقبل الله شهداء ٨/ ٨ المقدم محمد علي ومجتبى وزهير ومصعب وأحمد أب سقرة وميل والزبير وبقية الشهداء.

✅ في زروة الزفاف سيعبق البارود.

✅ يعطر المكان ويسكر الوجود.

✅ فيطرب الزمان ويرقص المكان.

✅ ونمتطي رصاصة نغيب في الوجود.

✅ نعانق الشهيد في جنة الخلود.

🟥 سلام على أبطال أسود العرين.

🟥 كرري_الصمود

🟥 #هذه_الأرض_لنا.

قد يعجبك ايضا
2 تعليقات
  1. Braa يقول

    تقبل الله شهداء معركة الكرامة قبولا حسنا وان يسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قدموا نفوسهم رخيصه فداء للدين والوطن

  2. […] حي العرب، وهي منطقة مفتوحة تقع جنوب الإحتياطي المركزيعبد الرحمن أحمد البشير يكتب: كواليس أم المعارك أمدرمان،  يحدها من الشرق مقابر البكري وهي مساحة شاسعة […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.