سودانيون

محجوب فضل بدری ..يكتب .. عودة ديجانقو

 

مثلما كُنَّا نَنْحاز للبطل فی كل أفلام الويسترن القديمة،ونتعاطف معه، فی كل موقفٍ يتخذه،أو أی تحَدٍ يواجهه،ونحنُ فی كامل الإطمٸنان بأنَّ[البطل] لن يموت، حتَّیٰ راجت الطُرفة التی تقول(تعرَّض بطل أحد الأفلام لموقفٍ حرج،وقبض عليه [الخاٸن]،وضربه وعذبه حتی شارف البطل علی الهلاك،وضجَّت قاعة السينما بآهات الحسرة علی البطل،
فصعد واحد من الجمهور علی الخشبة
،وقال إطمٸنوا البطل ما هيموت أنا خشيت الفيلم دِی فی قَدَارِف !!)
-وبعودة دونالد ترامب لمكتبه فی البيت الأبيض تعود لذاكرتنا صورة [البطل] فی أفلام الكاوبوی القديمة، وصورة رامبو الرجل الفرد الذی يهزم جيوشاً كاملة، بعد أن قَهَرت فيتنام، الفقيرة، أمريكا بكل جبروتها وآلتها الباطشة،ببوارجها الحربية وحاملات طاٸراتها،وقنابل النابالم المحرمة دوليَّاً، وكل جنود المارينز بتدريبهم العالی،
فاحتاجت أمريكا إلیٰ أن تُعيد للأذهان الصورة الذهنية للبطل الأمريكی الذی لا يُقهر،فعمدت آلة الدعاية الأمريكية الضخمة إلیٰ إنتاج سلسلة أفلام (رامبو) !!
-أمريكا الآن فی حاجةٍ إلیٰ إثبات قدرتها علی حل مشاكل العالم دون إستخدام قوتها العسكرية وترسانتها الحربية التی لا تُضاهيها فيها أَیٍّ من دول العالم.
۔وقد رأت ماما أمريكا بإمِّ عينها،كيف وقفت حركة حماس بقدراتها العسكرية البسيطة فی غزة ذات المساحة الجغرافية المحدودة،
فی مواجهة القوة الأمريكية بواجهةٍ إسراٸيلية لأكثر من عام كامل،بفضل الإيمان المطلق بالله،ثمَّ الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية،وقبلها جَرَّبت أمريكا إستحالة إخضاع دولة فقيرة مثل أفغانستان،فما نفعها كل الكرازايات الذين أتت بهم ليحكموا شعباً آثر الموت علی حياة الذل،
وخرجت أمريكا من افغانستان تُجرجر أذيال الخيبة والهزيمة بشكلٍ مُذِل شَهِد به العالم أجمع !!
-وبنفس الصَلَف والإستكبار والذی يُجَسِّد صورة اليانكی،كان مبعوثوا الرٸيس الأمريكی يتبعون نهج من كان قبلهم، وآخرهم توم بيرللو الذی ما أُبتُعِثَ إلَّا لأن فی سيرته الذاتية سطرٌ يقول(إنه زار دارفور من قبل!!) فبدا وكأنَّه قد أٌوتِیَ الحكمة وفصل الخِطاب !! ولم يُكَلِّف نفسه بزيارة السودان البتة،وعندما فكَّر المبعوث المفعوص فی مقابلة الفريق أول البرهان،رٸيس مجلس السيادة القاٸد العام للقوات المسلحة،إشترط أن تكون المقابلة فی مطار بورتسودان!! شوف البجاحة والغباء،
ولم يتذكر أنّ والی شمال دارفور عثمان كِبِر رَفَضَ أن يُقابل كوندليزا رايس الأرفع من المبعوث درجةً، فی مطار الفاشر،فَخَضعت لرغبة الوالی،فكيف سيستجيب رٸيس مجلس السيادة لطلب مبعوث!!
-وهاهو وقد توِّلیٰ رٸيسه بايدن الذی ابتعثه،يعنی (زمانو فات وغنَّايو مات) ولم نَعُد فی حاجةٍ إلیٰ سماع إسمه مَرَّة أُخریٰ.
-عاد ديجانقو لمكتبه البيضاوی،صحيح إن ديجانقو فی الفيلم كان بطلاً يُطارد الأشرار، وينتقم لمقتل أبيه من المجرمين كما هی صورة [البطل] فی ساٸر أفلام الويستيرن القديمة،كذلك ترامب يری فی نفسه البطل الذی سيعيد لأمريكا مكانتها المفقودة من وجهة نظره،وسيعيد الجميع حساباتهم مع أمريكا ساٸر الدول الأوربية وروسيا واوكرانيا والصين وإيران وإسراٸيل والتی سمِّیٰ رٸيس وزراٸها نتنياهو فوز ترامب فی الإنتخابات (بالعودة التاريخية) من شدِّة إحتفاٸه بها .
-وعلينا فی بلادنا التركيز علی فی يدنا من حلول سودانية سودانية ولا نسمح بالتدخل الخارجی فی شأنِنَا الداخلی ولن يكون ذلك:-
-بغير الوحدة الوطنية الشاملة.
-والمزيد من إلتفاف الشعب حول جيشه،لسحق التمرد تماماً فی حرب الكرامة.
-ومعاقبة كل من أجرم فی حق الوطن والمواطن من العملاء المأجورين،خاصةً القحاطة(الله يكرم السامعين).
-والمطالبة بالتعويض من كل الدول التی أطالت أمد الحرب بإصرارها علی إمداد المليشيا المتمردة بالسلاح والذخاٸر والأموال،خاصةً دويلة mbz.
-والإستفادة القصویٰ من مكامن القوة فی موقع بلادنا الإستراتيجی، وإقتصادنا الواعد بكل الخير.
-وحينها لن يجد ديجانقو حرجاً فی التعامل معنا،فهو لا يحب دول الخليج من أجل سواد عيون حكامها
،بل من أجل نفطها ودولارتها، وغباء مشيخاتها،وهزال سياساتها،فهو لايُراهن علی مصارعٍ خاسر !!
-فمتیٰ ما وجد فينا قوة،حَسَبَ لها حساباتها (ورَحِمَ الله من أراهم منه قوة فی هذا اليوم )كما علمنا النبی صلَّ الله عليه وسَلَّم.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.
-الخِزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر،ولا نامت أعين الجبناء

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.