سودانيون

أحداث “كيرياندونغو”،، اللاجئون السودانيون في خطر..

تجددت للمرة الثانية من قبل "متفلتين جنوبيين"،،

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

لقي لاجئي سوداني مصرعه، وأصيب نحو 14أخرين في تجدد الاشتباكات في مخيم كيرياندونغو، وكان المخيم الواقع في شمال أوغندا قد شهد الأسبوع الماضي توترات دامية بين لاجئين سودانيين وآخرين من دولة جنوب السودان، أدت إصابة العشرات بجروح خطيرة وحرجة، حيث استخدمت في الاشتباكات أسلحة بيضاء تمثلت في السكاكين والمناجل، وهو ما ضاعف من حجم الخسائر البشرية وأدى إلى حالة من الذعر وسط الأسر السودانية التي اضطرت إلى النزوح المؤقت خارج المخيم بحثاً عن الأمان، في ظل عجز واضح للمنظمات الإنسانية عن احتواء الموقف في بداياته، ونشير إلى أن جرحى الهجوم الأول كانوا 19 جريحاً، ليصبح إجمالي عدد حرجى اللاجئين السودانيين في الهجومين إلى 33 جريحاً.

مقتل لاجئ سوداني وإصابة 33 في حادثين تكررا خلال أسبوع..

أسف ومناشدة

وهرع نائب سفير السودان بيوغندا السفير مجاهد عبد الرحمن إلى مستشفى كرياندونغو عقب تجدد أعمال العنف على خلفية الهجوم الذي شنه متفلتون جنوبيون على لاجئين سودانيين في المعسكر، وأعرب السفير مجاهد عبد الرحمن عن أسفه البالغ لتجدد الأحداث المؤسفة في مخيم كيرياندونغو للاجئين، مبيناً أن الهجوم قد أوقع قتيلاً واحداً من اللاجئين السودانيين، وسقوط 14 من الجرحى والمصابين، وأن إصابات بعضهم خطيرة، منوهاً إلى عدد من المستشفيات اليوغندية التي تم توزيع المصابين فيها بما في ذلك مستشفىً حكومي في داخل المخيم وذلك لتلقي الرعاية والخدمات الصحية العاجلة، وناشد السفير مجاهد عبد الرحمن السلطات اليوغندية المختصة بضرورة تقديم المعينات اللازمة، واتخاذ الإجراءات التي تحفظ الأمن وتعيد الاستقرار إلى مخيم كيرياندونغو للاجئين.

سفارة السودان بكمبالا، تستنكر وتبحث مع السلطات اليوغندية تأمين اللاجئين..

احتواء التداعيات

وفي خطوة مهمة لاحتواء التداعيات السلبية للأحداث، بحث سفير السودان لدى يوغندا السفير أحمد إبراهيم جردة، مع مفوض اللاجئين بمكتب رئيسة الوزراء اليوغندي، باتريك أوكيلو، في مكتب الأخير بالعاصمة كمبالا، تطورات الأوضاع في مخيم كرياندونغو للاجئين على خلفية تجدد الأحداث التي وقعت خلال اليومين الماضيين، حيث أعرب المسؤولان السوداني واليوغندي عن أسفهما البالغ، وسعيهما من خلال تنسيق الجهود والمواقف لاحتواء تداعيات الأحداث، حيث أكد الجانبان على أهمية استمرار التواصل وتكثيف اللقاءات بين سفارة السودان بيوغندا، ومكتب السيد المفوض من أجل تجسير التحديات التي تواجه اللاجئين السودانيين بيوغندا، هذا فضلاً عن تحديات العودة لمن يرغب من اللاجئين السودانيين، ونشير إلى السفارة السودانية في أوغندا ظلت تتابع مجريات الأحداث في مخيم كيرياندونغو، وأصدرت بياناً أدانت فيه الحادثة المؤسفة، وأكدت أنها تعمل بالتنسيق مع السلطات الأوغندية ومع مفوضية شؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية لضمان سلامة اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية، كما دعت إلى ضرورة ضبط النفس وتفادي التصعيد حفاظاً على أرواح الأبرياء.

مناشدات للحكومة بترتيبات العودة الطوعية للراغبين من اللاجئين السودانيين.

هشاشة الأوضاع الإنسانية

وأبدت الإعلامية هالة محمد عثمان حزنها العميق على وفاة لاجئي سوداني وإصابة العديد من السودانيين داخل مخيم كيرياندونغو للاجئين، وقالت الأستاذة هالة في إفادتها للكرامة إن التوترات قد اندلعت على خلفية نزاعات واحتكاكات متكررة بين لاجئ الدولتين، مبينة أن تجدد الحوادث المؤسفة في هذا المخيم قد كشفت عن هشاشة الوضع الإنساني داخل المخيمات، ولفتت الانتباه إلى عمق الأزمات التي يعاني منها اللاجئون في مناطق النزوح، وسلِّطت في الوقت نفسه الضوء على تحديات الأمن الغذائي وضيق الموارد في بيئات النزوح، وزادت: “غالباً ما تُغذي الحاجة والصراع على الموارد المحدودة النزاعات الداخلية وتخلق بؤر توتر دائمة في المخيمات المكتظة”، وأكدت الإعلامية هالة أن هذه الأحداث المؤسفة تبين حقيقة تقلص المساعدات الدولية في وقت تتزايد فيه أعداد اللاجئين، داعية إلى ضرورة تدخل المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية للقيام بدورها المطلوب، مناشدة في هذا الصدد الحكومة السودانية بضرورة الإسراع في ترتيبات العودة الطوعية للراغبين من اللاجئين السودانيين إلى المناطق الآمنة في السودان.

خاتمة مهمة

ومهما يكن من أمر فإن ما جرى في مخيم كيرياندونغو ليس حادثاً عابراً، بل جرس إنذار يستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مراجعة آليات إدارة المخيمات المشتركة، وتعزيز التوعية والتماسك بين المجتمعات اللاجئة، فضلاً عن أهمية دور السفارات والحكومات الوطنية في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للاجئين، وتيسير العودة الطوعية أو إعادة التوطين في بيئات أكثر أمناً واستقراراً، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

* نقلا عن صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.