بلغ عدد الفارين من الحرب الى كصر مليون و (200) ألف سوداني اغلبهم من النساء والاطفال
تقرير :رحمة عبدالمنعم
مع استمرار الح ر ب الدام ي ة في البلاد منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مليونًا ومائتي ألف سوداني عبروا الحدود إلى مصر. التقرير الأخير للمفوضية، الذي استند إلى بيانات مصرية رسمية ، يسلط الضوء على التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تواجه كلا من اللاجئين والدولة المضيفة
اللاجئين السودانيين
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اخر تحديث لبياناتها قالت أن عدد السودانيين الذين دخلوا مصر منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بلغ مليونًا ومئتي ألف شخص، وفقًا للتقارير الحكومية المصرية.
وأشارت إلى أن نحو 565 ألفًا من هؤلاء اللاجئين وطالبي اللجوء سجلوا رسميًا لدى المفوضية حتى الآن، فيما حصل الباقون على مواعيد لاستكمال إجراءات التسجيل
وأوضح التقرير الصادر عن المفوضية أن النساء والأطفال يشكلون النسبة الأكبر من اللاجئين السودانيين المسجلين، معظمهم من أبناء العاصمة السودانية الخرطوم، التي تأثرت بشدة بالنزاع المستمر.
كما أشار التقرير إلى أن تسجيل السودانيين لدى المفوضية شهد زيادة غير مسبوقة بنسبة تفوق 600% خلال العام الجاري وربما يعود السبب الى السعي لتقنين حالة الوجود خوفا من ملاحقات الشرطة المصرية للمخالفين للقوانين .
واقع مأساوي
الصحفي علم الدين عمر ، الذي يتابع أزمة اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الح ر ب، قال لـ”الكرامة”:”هذه الأرقام تعكس واقعًا مأساويًا ،مصر كانت دائمًا ملاذًا للسودانيين بسبب القرب الجغرافي والثقافي، ولكن حجم النزوح هذه المرة غير مسبوق، الح ر ب في الخرطوم حولت حياة الملايين إلى كابوس، مما أجبرهم على الهروب من منازلهم وترك كل شيء وراءهم.
وأضاف أن اللاجئين الذين وصلوا إلى مصر يواجهون تحديات كبيرة، بما في ذلك صعوبة الحصول على المساعدات والخدمات الأساسية بسبب الأعداد الهائلة التي تستنفد الموارد المتاحة.
تسجيل المفوضية
وبالاشارة الى التقرير اعلاه ان زيادة والزيادة الكبيرة في عدد المسجلين لدى المفوضية يبرهن حالة الازمة الانسانية التي تسبب فيها (ملي شيا) الدعم السريع وحلفائها داخليا وخارجيا .
الباحث في شؤون اللاجئين الدكتور محمود عبدالرحمن وقال في تصريح خاص لـ”الكرامة”:تسجيل اللاجئين لدى المفوضية لا يقتصر على توثيق وجودهم فحسب، بل يتيح لهم فرص الوصول إلى الدعم الإنساني والخدمات الطبية والتعليمية، لكن الأعداد الكبيرة تشكل عبئًا على عمليات التسجيل ذاتها وعلى الموارد المتاحة لتقديم المساعدات . وأضاف عبد الرحمن أن اللاجئين يأتون إلى مصر في ظروف صعبة للغاية، حيث يصل البعض دون وثائق سفر أو أموال كافية، مما يجعلهم عرضة للاستغلال أو العيش في أوضاع غير لائقة .
الدولة المصرية
وفيما يتعلق بتأثير هذه الأزمة على مصر، أكد الخبير الاقتصادي المصري أحمد جلال لـ”الكرامة”، أن تدفق اللاجئين السودانيين يشكل تحديًا مزدوجًا. مبينا ان الاقتصاد المصري يعاني بالفعل من ضغوط كبيرة بسبب التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة ،ومع وصول أكثر من مليون لاجئ سوداني، يتطلب الأمر تخصيص موارد إضافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، سواء في السكن أو التعليم أو الصحة، هذا الضغط يفاقم التحديات التي تواجهها مصر وأشار جلال إلى أن المجتمعات المحلية في المدن الحدودية المصرية مثل أسوان وقنا تشهد تأثيرًا مباشرًا لهذا التدفق الكبير، حيث يزداد الطلب على الخدمات المحلية بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية
المساعدات الدولية
وتواجه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحديات كبيرة في توفير الموارد اللازمة لتلبية احتياجات اللاجئين السودانيين، وفي بيانها الأخير، دعت المفوضية المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي لمصر والمنظمات الإنسانية العاملة فيها لضمان توفير المساعدات الضرورية للاجئين.
الناشطة الحقوقية ليلى محمد، التي تعمل مع منظمات المجتمع المدني في القاهرة، قالت لـ”الكرامة”:الوضع الإنساني للاجئين السودانيين في مصر ينذر بالخطر ،النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء و التعليم والرعاية الصحية، هناك حاجة ماسة لتعاون دولي لدعم مصر وتخفيف العبء عن كاهلها.
واقع اللاجئين
وفي مركز تسجيل اللاجئين التابع للمفوضية بالقاهرة، التقت “الكرامة” بالسيدة آمنة عبد الله، وهي أم لخمسة أطفال وصلت إلى مصر بعد أسابيع من النزوح تقول آمنة:هربنا من الخرطوم بعد أن أصبحت الحياة هناك مستحيلة ،تركنا كل شيء وراءنا، والآن نحاول البدء من جديد، لكن الأمر صعب جدًا. نعيش في غرفة صغيرة ولا نعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل.
وتعكس أزمة اللاجئين السودانيين في مصر حجم المأساة الإنسانية التي خلفتها الح ر ب المستمرة، وفي ظل الضغط المتزايد على موارد الدولة المضيفة، يصبح الدعم الدولي ضرورة قصوى لضمان توفير احتياجات اللاجئين وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ورغم التحديات، فإن قصص اللاجئين تعكس أيضًا صمودًا وإصرارًا على تجاوز المحنة والبحث عن حياة كريمة.