نقيب الدراميين الرشيد أحمد عيسي لـ(سودانيون ميديا): تضررت من الحرب وزوجتي قُتلت برصاصة طائشة
سودانيون ميديا: رندة بخاري
طرحنا على نقيب الدراميين السودانيين الفنان الرشيد أحمد عيسى سؤالا مفاده: كيف هي أوضاع أعضاء النقابة في ظل هذه الحرب؟ ودورهم كفنانين تجاهها، خاصةً وأن شملهم تفرق ما بين ولايات السودان وخارجه في عدد من الدول، فروى لـ(سودانيون ميديا) بعضاً من قصص المعاناة التي تعرضوا لها.. تالياً التفاصيل:
رحلة نزوح طويلة
الرشيد أحمد عيسى قال إنه منذ بداية الحرب في الخامس عشر من ابريل وجد الدراميون مثلهم ومثل بقية الشعب السوداني، أنفسهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومن ثم بدأت رحلة النزوح الطويلة لمعظم الدراميين من الخرطوم إلى مدني ومدن أخرى منها على سبيل المثال كوستي، دنقلا، كسلا وبورتسودان، وفي كل هذه المدن سكن الدراميون في مراكز إيواء لأن هذه الحرب عندما اندلعت لم ينل معظمهم حقوقه المادية من الإذاعة والتلفزيون وغيرها من الجهات الأخرى.
لدينا مجموعة من الفنانين سجلوا غياباً ولا نعلم عنهم شيئاً
أوضاع مزرية
وأضاف بالقول: إن الدراميين واحدة من الشرائح التي تعاني مثل ما يعاني كل أفراد الشعب السوداني معلمين، أطباء، مهندسين بمعنى آخر الذين ارتبطت مرتباتهم بموارد الدولة وللأسف الشديد وعن نفسي مكثت في هذه الحرب مدة ستة أشهر إذ أقمت في مدينة ود مدني وهناك زرت الدراميين في مراكز الإيواء وأوضاعهم كانت مزرية للغاية بالرغم من أن الدراميين في تلك الولايات اصطفوا لخدمتهم خاصة وأن النقابة لها أربعة عشر فرع في كل ولايات السودان ما عدا أربع ولايات، ووفروا لزملائهم على الأقل الحد الأدنى فمثلاً في ود مدني وفر مركز إيواء خاص بالدراميين فقط وكذلك في كوستي وكسلا وبورتسودان اتحاد الأدباء استطاع أن يفرد لهم سكناً (طابق كامل) قطنوا به، بجانب عدد من المساعدات التي جاءت من جهات بعينها لكنها لم تف بالحاجة، وآخرين انتقلوا إلى جنوب السودان والقاهرة وأوغندا.
الفنان الحقيقي هو الذي يمتلك وجهة نظر ورؤية ولن يقبل باستمرار هذه الحرب
سيراً على الأقدام
وتابع عيسي: وبعد أن سقطت مدني في يد المرتزقة نزح العدد الذي وجد منهم إلى القضارف وكسلا وبورتسودان وعانوا كثيراً من أجل الوصول إلى هذه المدن إذ ساروا على أقدامهم مسافات طويلة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن لدينا مجموعة من الفنانين سجلوا غياباً ولا نعلم عنهم شيئاً، وبعد أن أطلقنا عدداً من النداءات هناك من استدلينا على مكان وجوده وآخرين لم نستدل عليهم وكذلك لدينا أعداد مقدرة منهم في أم درمان وضاحيتي الحاج يوسف والفتيحاب التي كانت موجودة بها الفنانة إخلاص نور الدين وأسرتها وعانت ما عانت بل ولا زالت تعاني وفي أمبدة هناك الرائد حسبو محمد عبد الله والممثل والكاتب الدرامي محمد خلف الله، وبعد اشتداد المعارك في أمبدة نزح إلى أم درمان بجانب الأستاذة فائزة عمسيب والأستاذ عبد الرافع حسن بخيت ومحمد المهدي عضو فرقة الأصدقاء المسرحية، هؤلاء وغيرهم لازالوا موجودين في أم درمان ورغم معاناتهم إلا أنهم لم يتخلوا عن أدوارهم إذ قدموا عدداً من العروض المسرحية في مراكز الإيواء عن التماسك والمقاومة، بل لازالوا يعملون في كل ولايات السودان.
تقديم ما يمكن
وأكد نقيب الدارميين الرشيد أحمد عيسي في حديثه معنا، أنهم لازالوا على وعدهم للشعب السوداني في التعبير عن قضاياهم وأنهم لن يتخلوا عن أدوارهم حتى في هذه الظروف وفي هذه الحرب القذرة، وسيظل الدرامي متماسكاً يقوم بدوره على أكمل وجه وسينحاز دوما لقضايا أهله “وقلوبنا دائماً معهم مع المحاولة لتقديم ما يمكن من المساعدات في محاولة لجعل الحياة ممكنة ومستمرة”.
الذين يقولون إنهم سيحكمون على جثث الشعب السوداني لن يتمكنوا من ذلك
حرب ضد المدنيين
وقال عيسى: “الفنان الحقيقي هو الذي يمتلك وجهة نظر ورؤية ولن يقبل باستمرار هذه الحرب وإيقافها اصبح ضرورة فرضتها عدد من الأشياء فهي حرب ضد المدنيين ومن قتلته منهم تجاوز العشرين ألف وإذا استمرت ستأتي على الباقي من أهل السودان الذين إن لم يموتوا بالرصاص ماتوا جوعاً لذا إذا كان هناك قائد حكيم عليه بوقفها أما الجهات التي تريد استمرار الحرب فحسابنا معها عسير ولن نترك أي شخص يتحدث عن استمرارها والإعلاميين جزء من استمرار هذه الحرب وأنا أكثر الناس تضرراً منها إذ قتلت زوجتي بها وهذا يعني أن انتقم وأدعو إلى عدم توقفها فهذا لا علاقة له بالإنسانية، كما أن هناك فكرة كبيرة بدأت تتجلي وهي الانتقام ولأن الأمر لا يستقيم هكذا ستنتهي الحرب ويصبح السودان وطناً واحداً بالرغم من أن الحرب أصبحت الآن في غاية الخطورة والذين يسعون إلى فناء هذا الشعب نحن نعرفهم جيداً والذين يقولون إنهم سيحكمون على جثث الشعب السوداني لن يتمكنوا من ذلك وما حدث في الجزيرة ودار فور لن يقبله العقل فالله هو السلام والفن يدعو للسلام”.