سودانيون

المخرج د. أبو بكر الشيخ يروي لـ(سودانيون ميديا) قصته مع النزوح

قصة النزوح التي بدأها المخرج السوداني الدكتور أبو بكر الشيخ منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام ونصف العام، كل تفصيلة من تفاصيلها وإن بدت صغيرة مليئة بالمشاهد الدرامية، وقادته رحلة النزوح هذه إلى زيارة أماكن كان يطالعها عبر السيناريوهات- على حد قوله.

حوار: رندة بخاري

* للنزوح قصص تعلق بالذاكرة ولا أظنها ستغادرها يوماً!

قصة النزوح في الحقيقة جميعها مشاهد درامية منذ أول أيام الحرب وحتى هذه اللحظة، فأنا أولاً بدأت رحلة نزوحي إلى ولاية الجزيرة ثم إلى مدينة بورتسودان ثم إلى الولاية الشمالية، وبعدها عدت مرة أخرى إلى مدني ثم عدت إلى بورتسودان وأخيراً جئت إلى القاهرة، وكل هذه السفريات أقل سفرية تستغرق يومين في الطريق إذ كان الناس يسافرون عبر طرق فرعية أما الرئيسة فلم يكن من الممكن السفر عبرها نسبة للحرب، وفي هذه الرحلات زرت العديد من المواقع التي كنت أقرأها فقط في السيناريوهات فكانت فرصة جيدة فعلى سبيل المثال في الولاية الشمالية قمت بالزراعة ومن ثم زرت أهلي، يمكنني القول إنها كانت رحلة نزوح ثرة جداً اكتشفت فيها نفسي واكتشفت فيها السودان ايضاً.

* مشقة السفر وتجربة التنقل من مكان إلى مكان، كيف كانت؟

الأسرة خاصة الأبناء التجربة كان فيها شئ من القسوة باعتبار أنهم عاشوا في ظروف غير هذه الظروف في الأول، فكان عليهم التكيف على الحياة حسب المنطقة التي ننزح إليها، بالنسبة لهم كانت غريبة وجديدة بالرغم من أنني شعرت أن هذه التجربة منحتهم القوة ومن الممكن في المستقبل أن يتعايشو مع أي ظرف وهذا الأمر عاشته كل الأسر السودانية.

تقديم مسلسل عن النزوح الذي عاشه كل الشعب السوداني لابد أن يكون صادقاً

* وأنت تتنقل من مكان لآخر لابد وأنك خرجت بأفكار تصلح لأن تكون أعمالاً درامية أو مسرحية؟

أفكر حقيقة الآن في الأمر وأكثر من قصة تدور في خلدي حتى أصدقائي يبعثون لي بقصص فالأفكار كثيرة وكل واحدة منها تصلح لأن تكون مسلسلاً ممتازاً جداً والخطورة في الفكرة أن تقدم مسلسل عن النزوح الذي عاشه كل الشعب السوداني لذا لابد أن يكون العمل صادقاً فيه بنسبة مئة في المئة إذ أنك ستقدم أشياء عاشها الناس.

من نزحوا للخارج تفاجأوا بأن السودان غير معروف بالقدر المطلوب

* من أشهر ما قدمت درامياً سلسلة حكايات سودانية، فهل نتوقع سلسلة عن حرب السودان؟

بعد توقف هذه الحرب اللعينة سيكون السودان أفضل مما هو عليه وسيكون الإنتاج أفضل خاصةً وأن السودانيين شعروا بأهمية السودان بداخلهم ومكانته كما شعروا بأهمية الأمن والأمان وهم الآن يحتاجون إلى التعبير عن أنفسهم حتى من نزحوا خارج السودان شعروا بأن السودان غير معروف بقدر الإمكان وتفاجأوا بأنه غير معروف بالقدر المطلوب والدراما هي التي تعبر وتأتي بالفرق لأنها هي التي تعبر عن أهل السودان بشكل ممتاز فلابد من توفر الإمكانيات للتوثيق السليم والحقيقي.

ما أحدثته المليشيا دمار وحقد تجاه المواطن الذي لا علاقة له بالظرف السياسي

* التوثيق لكل ما حدث في الحرب نجده مهماً، فهل من عنوانين لما ستوثقه؟

بالتأكيد قصة الحرب نفسها والتدوين والرعب الذي حدث والرحلة التي خرجت فيها ولا تدري إلى أين أنت ذاهب هذا مسلسل،. بعيد عن وطنك مسلسل آخر، ووطن ينزف هذا مسلسل ثالث، المليشيا وما أحدثته من دمار وحقد تجاه المواطن البسيط تجاه أناس لا علاقة لهم بالظرف السياسي وليس لديه علاقة بأهداف المليشيا هذا أيضاً مسلسل من كذا جزء، فالمشاهد كثيرة جداً.

* مجموعة من الدراميين والمسرحيين متواجدين في القاهرة، هل فكرتم في الاستفادة من هذه الجمعة في إنتاج أعمال مسرحية أو درامية تعالج إسقاطات الحرب؟

نعم.. الآن هنا بالقاهرة عدد كبير من الدراميين وجميعهم غير متوقفين عن العمل وأنا العام الفائت قدمت جنقو كايرو شارك بها عدد من الممثلين تحكي عما حدث للسودانيين في رحلات نزوحهم والآن نجهز لتجربة قادمة تتحدث عن الوطن البديل وهل السوداني قادر على أن يتعايش في وطن غير وطنه ويتحدث أيضا عن معاناتهم والظروف التي تعرضوا لها في ظل الحرب وانقطاع الناس عن بلادهم والشوق للعودة إلى السودان وما فقدوه من أملاك ومن أموال.

* هل من تعاون مشترك بين الدراميين السودانيين والمصريين باعتبار أن مصر بها حراك درامي جيد؟

أتمنى أن يكون هناك تعامل مشترك لكننا بعيدون عن التجربة المصرية، وحتى هذه اللحظة بالرغم من مرور عام ونيف على الحرب لا يوجد تقارب بيننا في مجال الدراما فالدراما عندهم تختلف عنا فلديهم نقابة قوية جداً وكل ممثل لابد أن يكون عضواً في النقابة، فالأمر ليس من السهل فنحن في حوجة إلى إحكام ممارسة الفنون في السودان وأن تكون تحت سياج محكم جداً جداً ونتمنى ادأنه بعد الحرب لا يمارس أي شخص العمل الدرامي أو المخرج، ولابد أن تكون هناك شروط قاسية لكل من يرغب في ممارسة المهنة ومع ذلك هناك مشاركات بسيطة من بعض الشباب مع المصريين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.