رندة بخاري تكتب.. بقايا أوراق: جمهور المسرح خلقته شدة الحرب
بقايا أوراق
رندة بخاري
جمهور المسرح خلقته شدة الحرب
1
قبل حراك ديسمبر الثوري الذي أوقف الحراك الثقافي والفني بسب المواكب لم تكن العلاقة بين الجمهور والمسرح بخير فعلاقتهم مع بعضهم البعض أصابها الفتور وأصبحت العروض المسرحية لا تستمر طويلاً بسبب ضعف الحضور وأصبحت مقولة (حضرنا ولم نجدكم) هي السائدة ومن ثم عائد الشباك لا يفي بمنصرفات العرض المسرحي فيجد المسرحيون أنفسهم أمام خيار واحد لا ثاني له وهو التوقف خوفاً من تراكم المديونيات عليهم.
2
اندلعت الحرب وتفرق شمل المسرحيين في بقاع السودان والكثيرين منهم حاولوا أن يقدموا عروضاً توعوية للنازحين بمراكز الإيواء وكيف لا والجمهور الذي لم يكن يأتي إلى المسرح لمشاهدة العروض المسرحية موجود الآن وفي حوجة إلى الترويح عن النفس التي أثقلتها الحرب بتفاصيل كثيرة أولها الخروج من منازلهم والتنقل من ولاية إلى أخرى كل هذه الأشياء جعلتهم يتحلقون حول خشبة المسرح بدور الإيواء في كل أنحاء السودان فحاول القائمون على تلك العروض انتزاع ابتسامة عزيزة في زمن الحرب وأخبار الموت والخراب.
3
هذه الظروف التي فرضت على الجميع قادت إلى أن يتم بناء الجسر من جديد بين الجمهور والعروض المسرحية التي سعى المسرحيون عبرها إلى معالجة كل آثار الحرب عبر جرعات توعوية ترفيهية وبعد أن تضع الحرب أوزارها وتعود الحياة إلى طبيعتها وتعود إعلانات العروض المسرحية بشوارع المدن الثلاث أم درمان وبحري والخرطوم لن يكون هناك وجود لعبارة (حضرنا ولم نجدكم) فجمهور المسرح الذي خلقته شدة الحرب سيظل وفياً لهم بعد أن يعم السلام.