عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: فزع شرق الجزيرة ونبيح الكلاب
بعد استباحة مليشيا آل دقلو لشرق الجزيرة وتمبول بهذه الصورة الانتقامية، تفازعت قبائل شرق الجزيرة وتحركت مقاومتها الشعبية والقوات المسلحة لحماية أهل تلك المنطقة من المجازر.
مع هذا الفزع والتحشيد المبارك، خرجت أصوات ترفض هذا الفزع وتخوفنا من حرب أهلية، مع العلم أنه معلوم لدينا أن هذه الأصوات متحالفة مع المليشيا وتقبض ثمن تحالفها من المليشيا وراعي المليشيا (إمارات الشر).
هذه الأصوات الخائفة والغاضبة من فزع الشكرية وقبائل شرق الجزيرة والبطانة، لم نسمع حناجرها ترتفع ضد تحشيد حميدتي القبلي من أول يوم في الحرب وحتى الآن.
هم يريدون من قبائل شرق الجزيرة أن يقابلوا الإغتصاب والقتل بالخنوع والركوع لقاتلهم القادم من صحاري تشاد وغرب أفريقيا، يريدونهم أن يموتوا في هدوء وصمت دون فزع أو ضوضاء، يريدونهم أن يموتوا أذلاء مقهورين لا أن يموتوا شرفاء أعزاء في ميدان المعركة كما مات الشهيد البطل العميد أحمد شاع الدين ومن معه.
كل من يرى أن ما يحدث في شرق الجزيرة تحشيد قبلي، نقول له نعم هو تحشيد قبلي لكن ليس مدفوع الثمن وجنوده ليسوا مرتزقة أو مأجورين، بل هم أهل وجعة وغبينة.
نعم هو تحشيد قبلي ضد مليشيا آل دقلو وضد المرتزقة الذين أتونا ليقتلونا في أرضنا، في حواشاتنا ومشاريعنا وقرانا الآمنة.
هو تحشيد قبلي ضد مليشيا لم تدع للناس عذراً لقتالها فهي فعلت ما لم يفعله التتار.
هو تحشيد قبلي لقبائل سودانية ضد غزو أجنبي أراد قتلنا وتغيير تركيبتنا السكانية وتهجير أهل البلد والأرض من ديارهم.
هو تحشيد قبلي لكنه تحت قيادة الجيش وأجهزة الدولة التي فتحت أبواب المقاومة الشعبية لكل الشعب السوداني مسلم كان أو مسيحي يساري كان أو يميني، شكري كان أو رزيقي، سلفي أو صوفي، فالكل في المعركة خلف القوات المسلحة ومعها في خط النار.
فتحت الدولة باب المقاومة الشعبية لكل من أراد أن يحمي وطنه وداره وماله وعرضه… فلماذا كل هذه الضجة من دخول قبائل شرق الجزيرة وقبيلة الشكرية للحرب؟، لماذا هذه الضجة وقد أدخل الدعم السريع قبائل كاملة للحرب ورغم ذلك لن نظلمها ونشملهم بالتمرد فمنهم رجال كثيرون يقاتلون في صف الوطن والجيش وإن شوش آل دقلو وبعض اللصوص على الناس صورة تلك القبائل المجاهدة صاحبة التاريخ المشرف في ميدان الجهاد في السودان.
لقد أدخل الدعم السريع قبائل وأجانب من خارج الحدود لقتل الشعب السوداني فلم نسمع الأصوات والحناجر التي ارتفعت اليوم بالنباح خوفاً من فزع قبائل بطانة أب سن وأهل تمبول وقراها.
يا أهل تمبول وشرق الجزيرة تفازعوا واحتشدوا وقاتلوا كالبنيان المرصوص مع قواتكم المسلحة وتحت إمرتها فهذا هو السبيل الوحيد لإدخال الرعب في المليشيا وهزيمتها، وأعلموا أنكم بقتالكم هذا لا تقاتلون قبيلة ولكن تقاتلون مجرمين أتوا من داخل وخارج السودان لقتالكم والمجرم لا قبيلة له، قال تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}.