مصطلح “قانون الوجوه الغريبة الذي يمتطيه بعض الصحفيين والناشطين كسباً للشفقة او إثارة للراي العام وتأليب المنظمات هو أسلوب قديم متجدد، حيث ظلت المنظمات عبر ازرعها الداخلية تلتقط وتسلط الضوء علي أي فعل تقوم به السلطات بمختلف مكوناتها املا في تجريمها ولا ننسي في ذلك قانون النظام العام….ومحاربة قحت بمختلف واجهاتها له ، ولان قانون النظام العام كان خنجرا مغروساً لمرتديات “البنطلون” كان اول قرار بعد نكبة ديسمبر الاجهاز علي هذا القانون وكأن الثورة قامت من أجل كيف تلبس ولمن تلبس..
كلها قضايا انصرافية يسوق لها اصحاب الغرض والمرض من أجل الحصول علي لقب “مناضل” او تذكرة خروج للحج “بنيروبي سابقاً وكمبالا لاحقاً….
الاعيب واساليب واصطياد في الماء العكر يتحينه مدعي الحقوق لإظهار قوانين البلد ومنفذيها بالمتضهدين، ولا يعلمون ان سلوكهم هو المنافي للذوق العام والعادات والتقاليد.
هذه الحرب عانينا فيها ما عانينا فكان حري بنا ان نتعامل بمقولة “ما ضرني الا الذين عرفتهم” لأنه فعلا تضررنا من الذين مكناهم من امننا وسلحناهم من مالنا…. ..ثم ماذا بعد….اتزلينا ..واتشردنا واتعمرت فينا الطبنجة والثنائ والمسيرات ….كيف لا ندقق …كيف لا نتاكد..كيف لا نعرف صليحنا من عدونا ….
كان لزاماً علينا ان نعرف من يريد بنا خيرا ومن يريد بنا شراً …نفعل ونضع أي قانون لحماية ما تبقي من امننا بعد استباحة الخرطوم….
هذه الحرب شاركت فيها مكونات اجتماعية كثيرة خاصة في جانب المليشيا من الشرق والوسط والشمال وكردفان…ولان المصائب تجمعنا المصابينا كان نصيب قبائل دافور وكردفان النصيب الاكبر للمشاركة في هذه الحرب مع المليشيا….وقد اختلفت مشاركة هذه القبائل ،فهناك من شارك علي مستوي الشراتي والعمد وهناك من شارك بالمال والولد وهناك من شارك مرغما لانه لا يسانده أحد ، نقدر كل ذلك وننزل كل مكون منزله وللسلطات تقديراتها التي توقف بها من تشتبه في افعاله واقواله او حتي صمته….
قانون الوجوه الغريبة وان وجد فهو يدخل في اطار ان الضرورات تبيح المحظورات …وفي الحرب “البشاكل ما بقول عورتني”.
أنا عن نفسي تعرضت للتوقيف مرتين مره داخل ولايتي الشمالية وفي طريقي من مروي الي دنقلا في زيارة عائلية تم توقيفي والتحقق مع قرابة نصف ساعة ..مع توجيه سؤال ماشه لي شنو وعندك منو في دنقلا…نعم امتعضت من الطريقة ولكن تعاملت معها بالمثل البقول “الضاق لدغة الدبيب بخاف من مجر الحبل” …”واللي اتلسع من الشوربة بنفخ في الزبادي”.
المرة الثانية تعرضت للتوقيف أيضا وأنا مسافرة لمناسبة اجتماعية بولاية كسلا وفي القضارف تم توقيفي بتهمة التعاون مع الدعم السريع….مع الاصرار علي التفتيش الشخصي…وجرجرة لقرابة الساعة بعدها تم الأفراج عني وفي هذه الواقعة بالذات لو كنت من عضوية شبكة الصحفيين ،لكنت الان في كمبالا استمتع بلقب “مناضلة” وكل العروض تتري علي شخصي الضعيف…إذا هو اختلاف تسويق وحشد راي عام يتم ازاء موضوع ما تعرض له اي شخص …ولكن يتم تحميل هذا الموضوع ما لا يطيق ووضع له من البهار ما يفسد طعمه ورائحته فيصبح #نتناً او متعفنناً….
هذا البلد وما يعانيه اكبر من التكسب الشخصي او العبور تحت بند التجني…فكلنا ضحايا في هذه البلاد…ضحايا التسويق الخاطىء لمشاكلنا وضحايا الاحزاب السياسية في الوصول للمناصب السيادية….
كلنا في الهم سواء…..هذه الحرب ساوت بين الكل من فقر مدقع وتعليم في وضع اليم ،لا أحد يستطيع ان يزاود علينا …
لا للتكسب لا للمزايدات ..يكفي رفع شعار التهميش يكفي التسويق تحت مسمي اننا مستهدفون…لماذا نستهدفكم ؟
ما عاد التركيز #والدق علي وتر القبلية او المناطقية يجدي في شىء ..لقد مللنا من هذا الاستعطاف..فكلنا مستعطفون وكفي……