بين ميدان القتال ومقعد الدرس.. الفدائي “الخبير” لـ(سودانيون ميديا): انتظر انتهاء الامتحانات لأعود للعمليات
علي صلاح الدين (الخبير) شاب صغير السن كان يعد العدة للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية للالتحاق بالجامعة مثله وبقية أقرانه قبل أن “يدق البروجي” معلناً الاعتداء على البلاد من قبل (ملي.شيا الدعم السريع)، ليضع كتبه ودفاتره ويخرج من منطقته بالنيل الأبيض ويلتحق بمعسكرات الاستنفار لحماية أرضه وعرضه.
واجه الفدائي علي رفضاً من أسرته ولكن الرفض تراجع مع إصراره وتمسكه بقراره، ليصول ويجول في الميدان، رغم صغر سنه إلا أن كثيرين يعتبرونه فألاً حسناً بظهوره المتكرر وإرساله التطمينات أثناء المعارك.
علي عاد اليوم لمقاعد الدراسة لأداء امتحانات الشهادة السودانية، لكنه متشوق للعودة إلى أرض المعارك مع وضعه لآخر ورقة امتحان.. (سودانيون ميديا) التقى به بين ميدان المعركة وفصل الدراسة ليخرج بهذه الخلاصة:
سودانيون ميديا
* متى بدأت علاقتك بالعمليات والاستنفار؟
أنا بدأت العمليات منذ شهر 7 عام 2023م يعني بعد اندلاع الحر.ب بـ 3 أشهر.
معركة الكرامة أول تجربة قتالية وهذا (…) ما استفدته
* هل لك أي تجارب سابقة مع العمليات؟
لا.. معركة الكرامة كانت أول تجربة بالنسبة لي ولم أشارك في حر.ب قبلها.
حملت السلاح دفاعاً عن أرضنا وأهلنا وبلادنا الحبيبة
* ما هو السبب الأساسي الذي دفعك إلى حمل السلاح مع القوات المسلحة؟
حملت السلاح مثلي ومثل غيري من أبناء الوطن دفاعاً عن أرضنا وأهلنا في ربوع بلادنا الحبيبة.
* هل واجهت أي اعتراض من الأسرة بحكم أنك ممتحن للشهادة السودانية وتحتاج للتركيز والدراسة؟
نعم، واجهت اعتراضاً من الأسرة في بداية الأمر نسبة لأني أول مرة أخوض تجارب كهذه، وكانت التجربة جديدة بالنسبة لي وللأسرة، وكنت أنوي أداء امتحان الشهادة السودانية، لذلك الأسرة لم تتقبل الأمر في البداية، ولكن بمرور الأيام أصبح الأمر عادياً.
* ماذا استفدت من هذه التجربة؟
اكتسبت خبرة كبيرة جداً في العمل العملياتي واعتبر نفسي أصبحت أكثر نضجاً ومعرفة بتفاصيل المعارك من ذي قبل، وأكيد هذا جاء بحكم التجربة والاحتكاك والممارسة.
* هل أثرت العمليات عليك سلبياً فيما يخص الدراسة؟
نعم.. بسبب البعد عن الدارسة لفترة طويلة، ولكن الحمد الله الأمور عادت وتأقلمت مع وضع الدراسة الآن واستطعت الدخول في أجواء الدراسة والأكاديميات.
* عندما استنفرت، هل كنت وحدك أم برفقة الأصدقاء؟
في البداية بلغت لوحدي وبعدما وصلت مكان العمليات وجدت عدداً من أصحابي وإخواني ومعارفي، ومن ثم تعرفت على إخوان جدد واندمجت معهم وأصبح الجميع إخواني.
هذا (…) موقف ومعركة ستظل عالقة بذهني
* موقف أو معركة عالقة بذهنك؟
حقيقة عدد من المواقف والمعارك ظلت خالدة للتاريخ وعالقة في الأذهان منها:
معركة 11/ 5 بالمدرعات ومعر.كة كبري العرب بسنار ومع.ركة مايرنو واستش.هاد الش.هيد حذيفة آدم.. هذه من المواقف التي لا أنساها أبداً.
ظهوري في فيديوهات المعارك قربني لكثير من الطلاب والزملاء
* بحكم ظهورك المتكرر في فيديوهات المعارك وأنت تطمئن الشعب السوداني أصبحت أكثر شهرة.. هل مثل لك هذا عائقاً وأنت في المدرسة برفقة زملائك وأصحابك؟
لا أبداً.. لم تمثل لي أي عائق، بل العكس جعلتني مقرباً من كثير من الطلاب والزملاء في المدرسة وهذا شئ اعتز به.
أرغب بدراسة القانون وهذه (…) رسالتي للنازحين والمشردين
* وأنت الآن على أعتاب الامتحان، هل حددت رغبتك في الدراسة الجامعية؟!
نعم.. رغبتي أن أدرس في كلية القانون.
* ثم ماذا بعد الامتحان؟
انتظر نهاية الامتحان بفارق الصبر لكي أعود للعمليات.
في هذه اللحظة (…) تيقنت أن الم.عركة ستطول وتحتاج لصبر
* عندما وصلت إلى الميدان لأول مرة، هل كنت تتوقع أن المعركة ستطول؟
لا صراحة، ولكن بعد أن قضيت فترة وتدرجت اكتشفت أن المعر.كة ستطول نسبة لوضعية العدو وتسليحه والدعم اللا محدود من الإمداد الذي يجده، حينها تيقنت أن الم.عركة تحتاج لصبر، ولكن ثقتنا أن القوات المسلحة قادرة على حسمها.
لا يوجد خيار غير الحسم العسكري بعد هذه الجرائم والفظائع
* انقسم الناس بين من يرى حسم المعركة عسكرياً وبعضهم يرى حسم المعركة بالتفاوض وبأي نتيجة؟
هذه المعر.كة وبعد الفظائع التي ارتكبت والمرت.زقة الأجانب الذين استباحوا البلد والج.رائم التي ارتكبوها لا يوجد خيار غير الحسم العسكري.
* ختاماً.. هل لك من كلمة أو رسالة تريد إيصالها للنازحين والمشردين؟
اصبروا واحتسبوا الأجر عند الله، وأن النصر قريب إن شاء الله.