الملحن أحمد المك لـ(سودانيون ميديا): أنا برئ من هذه التهمة (…) وهذا رأيي في الساحة الفنية (…)
“مشغول أنا بمشاريعي الفنية”.. هذه هي المقولة التي كثيراً ما يرد بها الملحن أحمد المك على منتقديه، وبالرغم من ذلك نجد أن الآراء منقسمة حول تجربته التي أدرنا حولها الحوار التالي:
حوار: رندة بخاري
علاقتي الفنية مع خالي حسن عطية بدأت متأخرة
* صلة القرابة التي تربطك بالفنان الراحل حسن عطية أمير العود استندت عليها في بداية مشوارك اللحني من أجل تحقيق الشهرة في وقت قصير؟
حقا خالي هو الفنان الراحل حسن عطية ولكن لكم أن تعلموا أن علاقتي الفنية بدأت مع خالي حسن متأخرة جداً وفي بداية الأمر لم أكن أعلم عنه شيئاً إلا عبر الراديو وكنت وقتها ملم بأمور الفنون والغناء على وجه العموم ووقتها كان هو مطرب صاحب لونية غنائية متفردة وله عدد كبير من المعجبين وكذلك عواد ماهر وشقيقي الأصغر هو الأقرب وقتها له ولكن في أيامه الأخيرة كنت اقربهم اليه وكثيرا ما عبر لي اعجابه بعزفي لالة العود وكان قبل النوم يطلب منى ان اعزف واغنى له الاغنيات التي يحبها.
* ألا ترى أن تأثرك به جاء متأخرا ومن ثم هذا الأمر مثير للدهشة؟
أنا في الأصل نشأت في اسرة فنية وبها الملحن المعروف فتحي المك والذي لحن مجموعة من الاغنيات ابرزها الرمش فوق الرمش التي تغنى بها الفنان الكبير عبد العزيز المبارك وكذلك اغنية تحرمني منك ومن ثم تعودت اذني على سماع موسيقى رصينة بالإضافة الى استماعي لموسيقى عالمية ووقتها برز اهتمامي بالاستماع للفنان محمد وردي بشكل مكثف ثم أضفت اليهم بعد فترة الاستماع الى عائشة الفلاتية والفنان عثمان حسين وعبد الكريم الكابلي، وفى تلك الفترة كنت صغيراً في السن وكل الاسماء التي ذكرتها كانت تأتي في منزل فتحي المك وكنت اشعر بسعادة غامرة حينما يطلب منى احد المطربين الكبار مثل الكابلي (يقول لي أمشى يا احمد جيب لي موية) فالجو المفعم بالفن هو ساعد في اتجاهي للتلحين.
أول من قدمني عبر التلفزيون القومي هو الفنان الكبير كمال ترباس
* وراء كل مبدع عراب يضعه في بداية الطريق فمن هو الذي تولى تلك المهمة معك؟
الذي قام بتلك المهمة وقدمني عبر التلفزيون القومي هو الفنان الكبير كمال ترباس وظهرت معه في برنامج نسائم الليل الذي يقدمه الاستاذ ابراهيم عبد الكريم رحمة الله عليه وقبلها بيومين كنا مجتمعين في منزل الصديق الدكتور والشاعر على كوباني ويومها كنت اعزف اغنية للفنان عبد الكريم الكابلي وأشاد الجميع بعزفي وبعدها ظهرت لأول مرة بصفتي موسيقي.
أسباب غرورك التي قدمها الراحل نادر خضر أول ألحاني ووجدت نجاحاً كبيراً
* وأول لحن قمت بصياغته؟
اللحن الأول كانت كلماته للشاعر الصديق على كوباني وهي أغنية أسباب غرورك التي قدمها الفنان الراحل نادر خضر وشاءت الاقدار ان يقدم اول عمل لي أيضاً عبر برنامج نسائم الليل وبحمد الله حققت الأغنية نجاحاً كبيراً.
* في مسيرة أي مبدع مطرب، ملحن، موسيقي عمل غنائي ما يصنع له الفرق ويحدث له نقلة في مشواره؟
أغنية أسباب غرورك وجدت بعد تقديمها رواجاً كبيراً ثم توالت الاعمال وقدمت مع نادر خضر رحمة الله عليه أغنية أخرى وهي كلام الناس التي اشتهرت (بهو البقولوا الناس شوية) وأغنية يا مناي فتلك الاغنيات وجدت رواجاً كبيراً وكان يطالب بها الجمهور في الحفلات وبعده أيضا قدمت اعمالاً أخرى لعدد من الشعراء ابرزهم الشاعر الراحل حسن الزبير الذي لحنت له اغنية يا قلبي خلي الجوجوة ثم اغنية لو حتى نبدا من الصفر كل تلك الاغنيات احدثت لي نقلة في مشواري اللحني.
* أن تلج لمجال وتجد فيه أسماء سبقتك قد يشكل ذلك الشئ بعض العقبات في الوصول الى النجومية، كيف تجاوزت ذلك الأمر؟
في حقيقة الامر عندما فكرت في الولوج لمجال التلحين لم اكن ارغب في ان اصبح ملحناً والسلام ووجدت اسماء كبيرة سبقتي في المجال مثل الملحن الكبير عمر الشاعر وبشير عباس والحانهم احببتها للغاية وعمر الشاعر كان صديقي وكثيراً ما يسدي لي النصح فعمر مبدع خلوق واستاذ له مكانته الكبيرة في نفوسنا.
* الساحة تعاني من أزمة ملحنين لذلك اتجه بعض الفنانين إلى تلحين أغنياتهم بأنفسهم ما هو السبب الذي افضى لهذه الازمة من واقع خبرتك؟
التلحين ليس بالأمر السهل فمثلاً في المدرسة قد يكتشف أحدهم انه شاعر من خلال حصة التعبير وكتابته لمواضيعها المختلفة وفي المقابل نجد ان موهبة التلحين عصية ولا يمكن لأي أحد أن يصبح ملحناً فتوفر الالات الموسيقية مثل العود او الكمان في البيئة التي ينشأ فيها الملحن قد تساعده في اكتشاف موهبته وفي ظل غيابها قد يصعب الامر، وفيما يخص صياغة الالحان بالنسبة للمطربين هناك مطرب موهوب على سبيل المثال الفنان عبد الكريم الكابلي مطرب صاحب موهبة حقيقية في الغناء وصياغة الالحان وفي فترات سابقة كانت الساحة الفنية بها ثنائيات غنائية جميلة فعلى سبيل المثال بين الشاعر عوض الكريم القرشي والفنان عثمان الشفيع، حسين بازرعة والفنان عثمان حسين هؤلاء كانت لهم مواهب لحنية جيدة وكذلك السني الضوي الذي عرف بأنه ملحن قبل ان يشكل ثنائيته مع إبراهيم ابو اديه (كثنائي للعاصمة) فالتنوع عادة يثري مجال الغناء.
* لازلنا بعيدين تماماً عن ثقافة التوزيع الموسيقى التي يرى البعض انها ما هي الا تغيير في لحن الاغنية من الأجمل إلى الأسوأ؟
اتفق معك تماماً وهذه مشكلة سائدة في الساحة الفنية والغالبية العظمى لا تحبذ أن يغير التوزيع في (عضم اللحن) حتى لا يحدث تغيير في اللحن الأصلي فنحن نحتاج إلى انتشار ثقافة التوزيع الموسيقي التي تضفي بعداً جمالياً على الأغنيات.
* المك لازالت تلاحقه تهمة أنه يركض خلف المواهب الشابة وخاصة النسائية؟
البعض يعتقد أنني اركض خلف المواهب وخاصة الشابات بينما الأمر افرغ من معناه الحقيقي فأنا دعمت أيضاً مطربين شباب عاصم البنا، جمال فرفور وغيرهم فهل دعمتهم لغرض ما، كل ما في الأمر أن المطربات اللائي وقفت بجوارهن لم يحدث أن هضمت إحداهن حقي الأدبي وذلك من باب حفظ الحقوق لا غير فخيل لكل من شاهد برنامج عبر قناة فضائية أو محطة إذاعية ذكر اسمي عبرها أنني لا أرعى سوى المطربات فقط.
مكارم بشير لم تتنكر لي وهذا هو المطلوب منها (…)
* هل حقاً تنكرت لك المطربة مكارم بشير بعد أن ساندتها في بداياتها؟
مكارم مطربة تمثل الفتاة السودانية البسيطة من حيث تعاملها والغرور لا يعرف الطريق إليها وتجربتها لازالت جديدة ولابد أن يدعها المنتقدون في حالها وهي لم تتنكر لي كما أشيع في الوسط حيث ظلت تذكر دعمي إياها في أكثر من مناسبة، فقط عليها أن تسعى لتكوين رصيد من الأغنيات الخاصة.
* الساحة الفنية كيف تنظر إليها؟
الساحة الفنية فيها (زحمة شوية) بالإضافة إلى أغنيات ضعيفة لا ترقى إلى الاستماع إليها ولكن في نهاية الأمر الخطأ هو خطأ الدولة متمثلة في المصنفات الفنية والأدبية فأي أغنية لا ترقى للمستوى يجب أن لا تغنى عبر مكبرات الصوت.