سودانيون

يوسف عبد المنان يكتب.. خارج النص: عودة توت؛؛؛

خارج النص

يوسف عبد المنان

عودة توت؛؛؛

أصدر الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت قرارات بتعيين وزراء ومستشارين في حكومته وبدل بعضهم من موقع لآخر وابقى على نائبه بول ميل ولكن اهم قرار اعادة الفريق توت قلواك كمستشار أمني للرئيس بعد أن أبعدته في ظروف غامضة ومن غير مبرر واضح ولكن الآخر عاد توت قلواك الرجل الوفي للرئيس سلفاكير والقيادي الجنوبي الوحيد من الوزراء والمستشارين قلبه مع السودان مثل الفريق سلفاكير بيد أن من تحت الرئيس ومن خلال أجهزة الأمن والمخابرات ووزير الخارجية يكيدون للسودان سرا وعلانية وتعبث دولة الإمارات بالعلاقة التاريخية بين الشعب الواحد في الدولتين

السؤال لماذا عاد توت قلواك لموقعه مرة أخرى؟

تختلف الإجابات وتتعدد الآراء ولكن تبقى الحقيقة أن توت قلواك من أكثر القيادات إخلاصا ووفاء لسلفا كير ووقف معه حينما قرر أغلبية النوير خوض الحرب الأولى ضد سلفاكير وصبر توت على كثير من الأذى ونجح في استمالة إعداد كبيرة من النوير لصالح الشرعية فانتصر سلفاكير بفضل توت قلواك وآخرين وارتفعت أسهم الرجل وبطبيعة الحال بدأ الكيد له والحفر والتخطيط لازاحة سلفاكير من السلطة ولن يتثني لهؤلاء الطامعين في كرسي الرئاسة في جوبا قبل تدمير الدبابة التي تحرس القصر ونجحت خطة القضاء على توت وازاحته من القصر ولكن أمثال توت يمرضون ولايموتون وبعد شهور من التأمل والمتابعة اكتشف الرئيس سلفاكير ميارديت أن ثغرة كبيرة خلفها إعفاء قلواك ومصلحته الشخصية ومصلحة حكومته وشعب جنوب السودان عودة توت قلواك  وهي عودة تماثل عودة مصطفى السعيد في رواية موسم الهجرة للشمال حينما سأل من أين جئت وكانت إجابته ليس مهما من أين جئت ولا لماذا جئت ولكن المهم أنني جئت

السؤال أين يقف توت قلواك من الذي يحدث في السودان وهل توت أقرب للملشيا ام للجيش؟

بطبيعة الحال توت قلبه مع السودان ومسكونا بحب اركويت والمسيرية والنوبه ولم ينسى تاريخه ولم يتنكر لماضيه وظل وفيا لأهل الشمال لايحمل في قلبه ضغينة أو حقدا وهو أقرب إلى شمس الدين كباشي وياسر العطا والفريق البرهان وكل قادة القوات المسلحة ولكن موقفه وموقعه الرسمي يفرض عليه التعامل مع كل مكونات الشعب السوداني وخاصة أن الرجل كان المهندس الأول لاتفاقية جوبا للسلام ومد علاقات التواصل مع حميدتي ومع مني اركو مناوي وجبريل إبراهيم وإبراهيم الشيخ وخالد سلك وحتى شوقي عبدالعظيم وصغار القحاته ومن يمشي على رجلين ومن يمشي على أربع وبعد نشوب الحرب سعي توت قلواك لحلول قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقبل الرباعية ولكن لأن جنوب السودان دولة فقيرة لاتملك مالا ولا نفوذا لم يسمع لقصيرها رأي وحتى مبادرة توصيل الغذاء لجبال النوبه اجهضت من فوق توت ومن تحته

الان عاد الفتى قصير القامة ضخم البنية بقلبه الأبيض وابتسامته التي تسبق مد يده لمعانقة ضيوفه فهل بمقدور توت قلواك لعب دورا في تحسين العلاقات المتدهورة بين الخرطوم وجوبا؟

نعم يستطيع توت قلواك تخفيف حدت التوتر خاصة وأن الرئيس سلفاكير ميارديت ظل وفيا للجيش السوداني ووفيا لسلاح المظلات ووفيا لتاريخه الشخصي لكن احيانا المصالح ترغم الدول على أن تجترع الدواء المر وهذا مافرضته دول المال والنفط على أشقاء كثر من الشمال والجنوب والغرب الا اسياس افورقي الذي وقف وحده مع الشعب علنا وركل بحذائه (الشدة) كل نعيم الخليج وانتصر لقيمته كرئيس ثوري

شكرا سلفا كير وانت تعيد للرجل الوفي اعتباره كمستشار أمني وسياسي واجتماعي والاخيرتين من عندي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.