سودانيون

الوصاية الدولية،، الشعب يريد سلام الكرامة..

تحاول بعض الدوائر الغربية فرضها على الحكومة السودانية،،

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تواجه الحكومة السودانية ضغوطاً دبلوماسية من بعض المحاور الإقليمية والدولية، المسنودة محلياً بغرف إعلامية ودوائر محسوبة على ميليشيا الدعم السريع، وذراعها السياسي من القحاتة وأشياعهم، حيث تسعى هذه التحركات لدفع السودان نحو القبول بمخرجات الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، والإمارات، وتأتي هذه المساعي في وقتٍ تستعد فيه الآلية الرباعية لعقد اجتماعٍ مهمٍ في واشنطن خلال الشهر الجاري، وسط توقعات بسعيها لفرض مسار تفاوضي جديد على الأطراف السودانية، يُعيد إنتاج المشهد السياسي على نحوٍ يتعارض مع تطلعات الشارع السوداني الرافض لأي وصايةٍ خارجية أو شرعنةٍ للميليشيا المتمردة.

حسمها البرهان بلاءاته الشهيرة، ولا مكان للميليشيا والقحاتة في المشهد..

وحسمها البرهان:
وفي خضم أجواء ملبدة بغيوم مخاوف شعبية من رضوخ الحكومة لهذه الضغوط والقبول بالتفاوض، قطع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قول كل خطيب ملوِّحاً بلاءاته المعروفة لا تفاوض، لا تراجع، لا جلوس إلا بما يُصلح السودان، ويُنهي الحرب بصورة تعيد للسودانيين كرامتهم، وللبلاد وحدتها، وتبعد احتمال حدوث أي تمرد، وأكد البرهان الذي كان يتحدث في عزاء الشهيد المقدم مزمل عبد الله الذي سقط في مدينة الفاشر، أنه لا تراجع عن العهد الذي قطعوه مع الشهداء، وأنه لا تفاوض مع أي جهة كانت، سواء كانت رباعية أو غيرها، مؤكداً أن التضحيات التي قدّمها الشهداء لن تذهب سدى، وأنّ الجيش ماضٍ في استكمال معركته حتى تطهير البلاد من التمرد.

الخبرة السياسية والوعي الوطني حافزان لصياغة حلٍ سوداني خالص..

المزيد من المشاركات

وعي وخبرة سياسية:
ووفقاً لمراقبين فإن السودان رغم جرا حاته، يمتلك من الوعي الوطني والخبرة السياسية ما يؤهله لصياغة حلٍ سوداني خالص ينبع من إرادة أبنائه لا من أجنداتٍ مفروضة، فالوصاية الدولية لم تثمر في أي تجربةٍ سابقة سوى مزيدٍ من الانقسام والتبعية، لذلك فإن الرفض الشعبي والسياسي لمحاولات الآلية الرباعية يعبّر عن تمسك السودانيين بحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم وحماية سيادتهم من أي اختراق، حيث ترى قطاعات واسعة من السودانيين، من مؤسسات الدولة ونخبها السياسية والمجتمعية، أن السودان ليس قاصراً عن إدارة شؤونه، وأن أي محاولة لإملاء أجندة خارجية تمسّ جوهر السيادة الوطنية مرفوضة جملة وتفصيلاً.

تجاوز الحدود:
ويُجمع محللون وطنيون على أن ما يُعرف بالآلية الرباعية، أو بعض القوى والمحاور الغربية والإقليمية، تجاوزت حدود دورها الداعم إلى دورٍ موجّهٍ يفرض إملاءات مرفوضة على السودانيين، بدءاً من يجلس للتفاوض وصولاً إلى محاوره وجدوله الزمني، ويؤكد هؤلاء أن السودان الذي خاض حروباً شرسة دفاعاً عن أرضه وهويته، لن يفرّط في حقه في تقرير مصيره السياسي بنفسه، فمؤسسات الدولة وكياناتها الوطنية، وفي مقدمتها القوات المسلحة، أثبتت أن البلاد قادرة على الصمود، وعلى تصحيح مسارها بذاتها، دون الحاجة لوسيطٍ يملي أو يرعى ما لا يعبّر عن إرادة الشعب، مشددين على أن التفاوض المقبول هو ذاك الذي يجمع السودانيين وحدهم، على أساس حفظ سيادة الدولة ومؤسساتها لا إعادة إنتاج الأزمات.

السفير نادر: الشعب الذي لم يُهزم في المعارك، لن يُهزم على مائدة التفاوض..

الوصاية لا تصنع الأوطان:
ويشدّد السفير نادر فتح العليم، الخبير في العلاقات الدولية وفض النزاعات، على أن السودان لا يمكن أن يقبل بأي وصاية دولية، أو ينقاد لأي فروض خارجية تحدد من يتفاوض، أو على ماذا يتم التفاوض، وقال السفير نادر في إفادته للكرامة إن شعب السودان الذي لم يُهزم في المعارك، لن يُهزم على مائدة التفاوض، وأن أي محاولة لإعادة المشهد إلى ما قبل حرب الكرامة لن تُمرَّر على هذا الشعب الأبي الكريم، مبيناً أن المعركة لم تكن بين الجيش والدعم السريع فحسب، بل بين السودان بكل قيمه ومؤسساته وموروثاته وبين قوى عميلة أرادت طمس هويته، لذلك فإنّ من تورطوا في سفك دماء السودانيين لا يمكن أن يكونوا جزءً من الحل، داعياً القوى الدولية أن تدرك عمق الجرح السوداني وأن تترك القرار لأهله دون وصاية أو تدخل، مؤكداً أن السودان ماضٍ في طريق السلام الوطني الذاتي، المبني على إرادة شعبه الحرة، وعلى قاعدة أن لا أحد أدرى بمشكلاته أو أحق بتحديد مستقبله من أبنائه، وزاد: “إن الدروس التاريخية أثبتت أن الوصاية لا تصنع الأوطان”، مؤكداً أن الشعوب الحرة، مهما اشتدّت بها المحن، تخرج منها أكثر عزماً وتمسكاً بسيادتها واستقلال قرارها.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فإن السودان اليوم ليس في وارد الانقياد لمخرجات الآلية الرباعية، لأن القضية تجاوزت الأشخاص والقيادات، وأصبحت في يد الشعب السوداني نفسه، الذي يرفض كلياً إعادة إنتاج الميليشيا أو تحالف القحاتة في معادلة المشهد الوطني، فالشعب الذي قدّم أبناءه شهداء في سبيل كرامته، لن يسمح بعودة البلاد إلى ما قبل الخامس عشر من أبريل 2023م، ولن يقبل أن يُفرض عليه واقعٌ لا يُشبه تضحياته، ولا يعبّر عن تطلعاته في الحرية والسيادة والسلام العادل.

* نقلا عن صحيفة الكرامة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.