أبشر الماحي الصائم يكتب: عندما اختفت الدولة تجلت قدرات المواطنين السودانيين!!
عشنا الايام الاولى من الحرب تحت القصف المتبادل بين سلاح الجو والمضادات الارضية،، ولما خرجنا اليطى الطرقات فوجئنا بالانتشار الكثيف للتاتشرات القتالية، المتموضع منها والمتحركات،، كنا يومها،، كرعايا ومواطنين،، بحاجة الى جهة رسمية تخرج لتخبرنا ما الذي يجري في البلاد على وجه الدقة، وكيف نتصرف كمواطنين مدنيين،، هل نظل داخل بيوتنا وأن الامر سينجلي خلال ساعات و أيام قليلة،، ام ان الامر سيتطور ويطول وعلينا أن نخرج،، وهل نخرج بما خف ام نأخذ كل امتعتنا بما في ذلك سياراتنا!! فليس هنالك اجابة، بل تدريجيا اكتشفنا بان ليس هنالك حكومة، بل ليس هنالك دولة،، فقد اختفت الدولة في ظروف قاهرة!! واختفى تلفزيونها واذاعتها وكل أجهزتها!! فحتى خلال فترات العودة التدريجية للحكومة واجهزة الدولة، لم تخرج اي جهة رسمية لتخبر المواطن ماذا يفعل،، فخلال اكثر من عامين ظل المواطن يتخذ قراراته وفق مشاهداته وتقديراته وتوقعاته، ومن ثم يتحمل نتيجة وتبعات هذه القرارات،، فمن الناس من فضل الاستماتة والبقاء في منزله، ومنهم من اختار اللجوء ومنهم اجبر على النزوح،، وبالمناسبة حتى اليوم ظلت قرارات العودة و الخروج قرارات شخصية بامتياز،، صحيح ان هنالك جهات تطوعية تقوم بتنظيم رحلات عودة،، ولكنها عودة تبدو كما لو انها الى المجهول،، وصحيح ايضا قد ظهرت في الفترة الأخيرة دعوات من السيد والي الخرطوم ومن بعض قادة في الشرطة،، لكنها دعوات أقرب الى المناشدات ولا ترتكز على معطيات واقعية على (ارض المعياد)،،، فلم يخرج مجلس السيادة ولا مجلس أركان الجيش ولا مجلس وزراء الحكومة، في اي فترة من فترات الحرب بقرار واضح المعالم يقطع بالهجرة او العودة، الخروج او الدخول
# انا هنا حقيقة احتفل بالمواطن الذي ظل هو الحكومة في ظل غياب الحكومة والدولة،، بل لما توقف دولاب العمل والانتاج كان عليه ان يتحمل تبعات ذلك ويدبر امور معيشته وتذاكر تحركاته ومصروفات اقامته،،
# خلاصة الامر،، عندما نجلس غدا للاحتفال بالمقاتلين والمجاهدين، فيجب ان تخصص فقرة باهرة للاحتفال بالمواطنين الصابرين والمحتسبين، الذين دفعوا اثمانا باهظة في هذه الحرب، وكان لصبرهم واحتسابهم وصمودهم سهم كبير في النصر، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.