(عيد بأية حال عدت با عيد)***بشارةِ النصر أعلاها الصناديدُ
من كل أروعَ يمضي غير مكترثٍ***إن الشهادةَ في أيامه العيدُ
(مجرتقٌ) بدماء المسك ضوعها***عرس الشهيد وزفته الزغاريد
إن الأولي حرروا الخرطوم وانتصروا لواءهم بجبين الشمس معقودُ
جاءوا غيارى لنار الح ر ب يقدمهم ضرب تلين له الصم الجلاميدُ
تحدّرَ النيلُ من علياء ربوته***وللعصافير في الجناتِ تغريدُ
خمر ٌمن النور في الخرطوم حانتها*تفنى الليالي وما تفنى العناقيدُ
تمايلَ البانُ في امدرمانَ واشتبهتْ***نضارةُ الفرع والغيدُ الأماليدُ
وأخجل الفجرَ إذ جاءت طلائعه***(بِرشٌ) بساحتها الغراءَ ممدودُ
وقد تغنى خليلٌ والدُنا فرحٌ***وأورق الفنُ لما اخضوضرَ العودُ
(أصخرة أنا مالي لا تحركني*** هذي المدام ولا هذي الأغاريد )1
و(عزةٌ) من نضار العُرب معدنها*بِيضُ الصنائع هم أبناؤها السودُ
سادوا البريةَ بالأخلاق ديدنهم***فعل المروءات والإقدامُ والجودُ
وضمخوا الأرض مسكاً أينما ذهبوا*زَهرٌ سقته الجراحاتُ الأخاديدُ
أُسدُ الح روب إذا حلت بساحتهم*** وفي السلام مطاعيمٌ أجاويدُ
تبؤاوا جنة النيلين من قِدمٍ***أخلاقهم لجراح الناس تضميدُ
(شعب كريم ويخفي عنك عسرته*حتى تراه غنياً وهو مجهود)2
هنا الوضاءةُ في أبهى مظاهرها ***سماحة الناس زانتها التقاليدُ
يمضي على الجرح يطويه بخاطره شعبٌ على الفقرِ والإدقاع محسودُ
يا سيد الخلق من تُرجى شفاعته يومَ الحساب وفي الحاجاتِ مقصودُ
جئنا لطيبتك الغراء ياسندي*** ركائب الشوق تحدوها الأناشيدُ
قوافل الحب من سنار قد حضرتْ***وفي الأماديح إبداعٌ وتجويد
هذا (حياتي) على عنسٍ بجاويةٍ*** و(الماحي)و(البُرعي) همو مداحُك الصِيدُ
همو المجاذيبُ كم يشدو بساحتهم*شيخٌ يطير ب(طارِ) الذكر غرّيدُ
أحبابك السمرّ قد حلت بساحتهم ***قواصمُ الدهر تقتيل وتشريدُ
بلا بواكٍ وقد ناحت نوادبهم**وحام في الدارِ أيتام مجاهيدُ
فاسأل لنا اللهَ يا بوابَ حضرته***فأنت في حضرة الرحمن محمودُ
حتى تعودَ إلى السودانِ رفعتُهُ***ويعقب الهدمَ إعمارٌ وتشييدُ
ثم الصلاةُ على المختار ِمن مضرٍ***ما عطّر الكونَ تسبيحٌ وتمجيدُ
1 البيت للمتنبئ
2البيت لأبي الأسود الدؤلي بتصرف
#إبراهيم الدلال