نايلة علي محمد الخليفة ..تكتب ..زاوية خاصة .. أوفوا بوعد الحوري
العودة بقطاعي التعليم العالي والعام إلى مساره المعتاد ، كان من أكبر التحديات التي واجهت الدولة بعد اندلاع الح ر ب ، إذا تأثر هذا القطاع تأثُراً كبيراً بالدمار الواسع والإستهداف المباشر ، الذي لحق بمؤسساته في كافة المستويات العالي منها والعام ، ففي اي منطقة استباحتها المل يش يا كان لمؤسسات التعليم نصيب الأسد من الدم ار والت خريب المتعمد ، وكأن من يفكر لهؤلاء الأوباش أراد إيصال رسالة مفادها ، أن القضاء على الدولة السودانية ، يبدأ من تدمير البنية التحتية للتعليم.
بالفعل توقفت العملية التعليمية لشهور ، ولكن سرعان ما استعادت الدولة توازنها ، واتخذت قراراً ببدء استئناف العملية التعليمية ، متحدية للواقع والظروف ، فبدأت مؤسسات التعليم العالي ولحقت بها مؤسسات التعليم العام ، وتم تنسيب الطلاب في المدارس الولائية التي نزحوا لها ، وفي فروع المدارس السودانية في دول الملجأ ، وكانت العقبة الكبري في طريق القائمين على أمر التعليم ، إمتحانات الشهادة السودانية للطلاب العالقين دفعة ٢٠٢٣م ٢٠٢٤م.
حديث وزير التربية والتعليم العام المكلف ، الراحل محمود سر الختم الحوري طيب الله ثراه ، قبل وفاته وفي شهر يوليو أحيا الأمل في نفوس الطلاب العالقين وفي نفوس أسرهم ، إذ قطع الراحل عهداً بقوله ستقام الإمتحانات في أواخر العام ، إن مد الله في الآجال وقد كان ، قامت الإمتحانات في الموعد الذي ضربه ، وفاضت روحه على الوعد الذي جاء كفلق الصبح .
زملاء الحوري في الوزارة وفي مهنة التعليم ، كانوا كالعهد بهم اوفوا بما وعد ، وهم يسابقون الزمن حتى لا يدخل عليهم العام الجديد دون الوفاء له ، بل وزادوا البعير كيلاً عندما حددوا تاريخ إمتحانات الدفعة ٢٠٢٤م ، بعد ثلاثة أشهر من سابقتها ، وإلحاق الطلاب الذين تخلفوا بسبب ظروف الحرب من إمتحانات الدفعة ٢٠٢٣م ، فهذا في حد ذاته وسام إنجاز ، في عنق كل المعلمين في البلاد .
هذا الجهد من الدولة ممثلة في الوزارة ، قابله جهد موازي هدام ، يسعى بكل قوة ، للوقوف في وجه قيام الإمتحانات في موعدها المحدد ، فأطلقت الملي ش يا أبواقها تهديداً ووعيداً ، باستهداف مراكز الإمتحانات ، ونشطت أذرع تقدم وواجهاتها كلجنة المعلمين ، التي لا تمثل المعلمين ولا أخلاقهم ، في التحذير من قيام الإمتحانات متحججة بعدم المساواة ، لأن عدد من الطلاب لن يتمكنوا من الجلوس لها ، وفي سبيل إثناء الدولة عن قرارها بقيام الإمتحانات في موعدها ككرت ضغط ، نجحت الملي ش يا في حرمان الطلاب السودانيين ، الذين لجأوا إلى دولة تشاد والبالغ عددهم ثلاثة عشر ألف طالب ، من الجلوس للإمتحان بإنتزاع قرار من ربيبتهم دولة تشاد ، يرفض السماح بقيام مراكز إمتحانات للطلاب السودانيين على أراضيها ، رغم الجهد الذي بذله السودان في هذا الملف.
قيام الإمتحانات في موعدها يعد هزيمة لمشروع دولة آل دقلو ، والمساندين لها الذين ظلوا يبثون رسائل سالبة ، تفيد بتأجيل الإمتحانات إلى ماقبل إنطلاق أولى الجلسات ، التي كانت بمثابة رصاصة الرحمة على أمانيهم ، التي تسير عكس رغبات وآمال الشعب السوداني..لنا عودة.