دكتور امين حسن عمر ..يكتب .. السودان فوق والمشتركة فوق
من لم يعرف حتى الآن أنه يكتب للسودان تاريخ جديد فهو لا يعرف شيئاً من سنن التاريخ وفقه سيرورته أو هو فقط لا يريد يعرف، تكبرا ومكابرة،
لامني أحد حاملي الأقلام العنصرية لوقوفي المتحمس مع القوات المشتركة المتكونة في الغالب من قوات ح ركات حاملة للس لاح كنا يوما من الأيام نجلس في المقاعد المواجهة لهم في مفاوضات السلام ،وكانوا يعارضوننا ويهاجموننا، ويستعينون علينا بكل من يعينهم ، وكانوا يومئذ يروننا العدو ونراهم الخصم اللدود المعارض، لكنما جرت مياه كثيرة تحت الجسر من يومذاك. لأننا إلتقينا في سوح الوطنية، بعدما حدث من سيناريوهات قادها المتآمرون من الخارج والعملاء من الداخل، فمن يعارض تلك المؤامرات إذ كنا نعارض من الصف المقابل إلا الحركات التي كانت تحمل السلاح علينا، وتعدنا من أشد الأعداء، ورغم تحفظنا علي بعض ما ورد في اتفاقيات السلام الموقعة بعد ١١ ابريل فكنا نعد وقف الحرب خيرا على البلاد وقد كان ما إرتأينا وتوقعنا، فقد كانت عودة حركات دارفور كابحا من أقوى الكوابح للعملاء والخفراء من إكمال سيناريو المؤامرة حتى النهاية، فوقفت الحركات حائط صد في وجه صفقة بيع الوطن بثمن بخس، ووقفت في وجه إهدار العدالة بتسييس القضاء ،وقفت ضد لجنة قراقوش للتمكين الجديد،التي أدارها الخارج بعملاء من الداخل، وبرعاية من الملي ش يا، وصمت ويا للحسرة من قادة الجيش. لكن حركات دارفور تكلمت ولم تصمت، وكان دورها مشهودا في التغيير فيما جرى في٢٥ اكتوبر ثم كانت ممانعتها ومقاومتها للعودة للمربع القديم من خلال الإتفاق الإطاري. ولئن كانت الحركات قد إلتزمت ما أسمته هي حيادا في أول
الح ر ب، فقد كان ذلك بسبب الخوف من إب ادة الأهالي في دارفور وقت عنفوان قوة المل يش يا، لكنهم عادوا فإستدركوا ذلك بالموقف الصحيح، وهاهي القوات المش تركة تقاتل قتال الأبطال الصناديد في دارفور، و في أنحاء أخرى من السودان. فالسودان وطن الجميع ، ودارفور ليست كلها دارفوريين، ووادي. النيل ظل دارا لبعض أهل دارفور منذ قرون مضت، وإزدادت هجراتهم لأجزاء السودان الأخرى في العقود الأخيرة .
السودان دار ووطن للسودانيين جميعا، وهم الآن يقاتلون صفا واحدا دفاعا عنه ضد ملي ش يا ومرتزقة مستعملون من الخارج، وكلهم عندنا وطنيون شرفاء سواء كانوا من وادي النيل أو دارفور أو من الشرق أو الغرب وسواء كانوا من البجا أو الشايقية أو الزغاوة أو الفور أو الرزيقات أو المسيرية فكل من أصطف في الصف الصحيح فهو منا ونحن منه، ولا نامت أعين العملاء وكسرت أقلام حبرها الشك والكراهية والعنصرية.