هذه الأيام تعيش الفصائل السياسية المدنية ، الداعمة لملي ش يا الدعم السريع الإره اب ية ، حالة من القلق والتوتر الشديدين ، خوفا على مستقبلها الذي باتت فرصة في كف عفريت ، بعد أن علقت هذه القوى آمالها على إنقلاب خاطف ، من قبل الملي ش يا بدعم خارجي تم الترتيب له جيداً ، على أن تكون ذات القوى جناحاً سياسيا مدنياً ، يقود السودان مابعد الإنقلاب ، والملي ش يا بديلا للجيش الوطني السوداني ، إلا ان الجيش السوداني أفشل ماتم التخطيط له ، فأنتقلوا جميعا لمربع الح ر ب ، الذي إتسعت دائرتها بإنتصارات زائفة ، الهدف منها الدخول في مفاوضات سياسية برعاية دولية ، تعيدهم للمشهد السياسي مرة أخرى .
الخروج المبكر من السودان لقادة مايسمى بالأحزاب المدنية ، المستظلة تحت مظلة الحرية والتغيير ، ومواقفها من الح ر ب وغض الطرف عن جرائما (لملي ش يا) اللانسانية ، بحق المواطنين السودانيين العزل ، مع الظهور المتكرر لأعضاء هذه الكيانات التقزمية ، في الفضائيات ودفاعها المستميت ، تصريحاً وتلميحاً عن المل يش يا المتمردة، خصم من رصيدها في نفوس محيطها الإجتماعي الأسري ، داخل دائرته الضيقة ، مع الأخذ في الإعتبار أن رصيدها صفري في الشارع السوداني ، الذي يتعارض مع أفكار هذه الأحزاب ، ومبدأ تطبيقها على مجتمع أقل ما يوصف به ، أنه مجتمع ديني محافظ ، ينفر عن الأفكار الخليعة التي تتنافى ومعتقده.
أحزاب تقدم التي كانت تراهن على لي ذراع الحكومة ، والجيش السوداني عبر المجتمع الدولي ، للدخول في مفاوضات مباشرة ، تحت ضغط النار وإنتصارات
الملي ش يا وتمددها في ولايات الوسط ، لدرجة أنها أصبحت مهدداً لأمن الشرق والشمال ، عبر المسيرات الإنتحارية ، والتهديد بتوسيع دايرة القتال ، لتطال ولايات نهر النيل والشمالية ، وولايات الشرق ، الآن وبعد أن مالت الكفة لصالح الجيش ميدانيا على الأرض ، واستطاع قهر الملي ش يا وسحقها ، مع قطع خطوط إمدادها ، فأصبح أفرادها يستسلمون جماعات وفرادى ، هذا التحول أصاب تنسقية تقدم بحالة هستيرية جنونية ، لفقدانها جميع المساحات التي كانت تناور فيها ، وتراهن عليها كعامل ضغط ، فعادت مرة أخرى لترمي بآخر كروتها ، وهي تتحدث عن جينيف2 وعن مفاوضات غير مباشرة في المنامة ، وفي بعض التسريبات أن حمدوك وخالد سلك ، ينشطان هذه الأيام ، ويعملان بقوة لتحريك أصدقاء البرهان لحمله في الدخول لمفاوضات ، وإن كانت غير مباشرة لإيقاف الح ر ب كما يقولون وإنهاء أزمة السودانيين ، والبرهان في الجانب الآخر يرد أن أزمة السودانيين في طريقها للحل ، بإنهاء التمرد والقضاء عليه عسكرياً ، دون الحاجة إلى مفاوضات سياسية تعيد من كانوا سبباً في محنة المواطن ، إلى المشهد مرة أخرى ، فهذا لن يكون وربما من سابع المستحيلات .
تحركات تقدم في الزمن بدل الضائع ، هي أشبه بتحركات تلك الزوجة التي فرطت في زوجها ، بمعاملتها السيئة وعنادها غير المبرر ، وطلباتها اللا منطقية وعدم إحترامها له ولأسرته ، وكانت تظن انه لن يُقدِم على طلاقها ، لأنها الحسناء المدللة ، وقد عانى للوصول إليها ، والحصول على موافقتها وموافقة أسرتها للزواج منها ، رغم ان الزوج أظهر تمسكاً بها في بادىء الأمر ، ومنحها عدداً من الفرص للعدول عن مواقفها ، أملاً في أن لا يهدم بيت الزوجية ، وتحت إصرارها رمى عليها يمين الطلاق ، في المرة الأولى والثانية ، ثم أقتنع أن لا فائدة من الرجوع إليها ، وجهز نفسه للزواج بأخرى ، فجن جنونها وأرسلت إليه الجودية ، هذا يأتي وذاك يذهب ، يحملون وعوداً منها بالتغيير إلى الأفضل ، والزوج في نفسه يعلم انها خرجت من قلبه وإلى الأبد ، فإرضاءً للكبار اعادها إلى عصمته ، وفي نفس المجلس خطب الجمع ، قائلا فعلت ذلك لإرضائكم فقط ، والآن بضاعتكم ردت إليكم فلانة طالق بالثلاثة ، وهكذا الشعب السوداني كأني به يقول لتقدم وجناحها العسكري ، مفاوضاتكم مردودة عليكم ، فأنتم وهي طلاق بالثلاثة…لنا عودة.