تقرير- محمد جمال قندول
اختتمت مجموعة (تقــــدم) اجتماعات هيئتها القيادية بـ(عنتيبي) اليوغندية، وذلك أمس (الجمعة)، حيث أسدلت الستار ببيانٍ ختامي، كشف بوضوح حجم التعاون الوثيق والتنسيق بينها والميليشيا، حيث واصلت في وحل إسناد التمرد سياسيًا.
هدم السودان
بدا واضحًا، حالة الانقسام والصراعات للجناح السياسي للتمرد، وتلك الخلافات التي ظهرت بشأن تشكيل حكومة من المنفى، وللخروج من المأزق، تم تشكيل لجنةٍ لدراسة الأمر.
ويرى المراقب العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هشام الزين بأنّ اجتماعات هذه المجموعة لم تعد تهم الشعب السوداني في شيء، مشيرًا إلى أنّهم مجرد أداةٍ لهدم السودان وإرضاء الأجنبي.
واعتبر هشام أنّ توصيات المؤتمر الأخير لـ(تقـــدم)، محاولة بائسة لنزع الشرعية من الحكومة الحالية، وتزوير رغبة الشعب السوداني في من يحكمه وكيف يحكمه في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الوطن السودان.
وأردف بالقول: (يتحدثون عن نزع شرعية، وهم مجرد أدواتٍ يحركها الخارج لتنفيذ أجندتهم في السودان).
الاختراق
ويقول عضو المكتب السياسي لحزب الأمة محمد الأنصاري إنّ (تقـــدم) تعيش حالةً من الانقسام، وذلك لأنّ الميليشيا اخترقت الأجهزة القيادية لـ(تقـــدم)، وتريد أن يُمرر موضوع تشكيل (حكومة منفى) عبر أعوانها أو مجموعة تمولها داخل (تقـــدم)، مما جعل أحزابًا مثل (الأمة، والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي) وبعض الشخصيات، ترفض هذا الاتجاه.
ويضيف الأنصاري أنّ المجموعة التي رفضت الاقتراح، استطاعت أن ترحل الخلافات لمرحلةٍ أخرى، عندما اقترحت أن تحيل هذا الموضوع لآلية سياسية لحسمه، وزاد محدّثي قائلًا: (في تقديري، أرادت أن تنهي اجتماعات الهيئة القيادية دون إحراز الميليشيا لهدفها، وخصوصًا بعد أن حصل التمرد على 70 عضوًا بالهيئة القيادية من أصل 140).
وتوقع الأنصاري انقسام تحالف (تقـــدم) خلال الفترة المقبلة بعد اختراق الميليشيا له بشكلٍ كبيرٍ، لافتًا أنّ مجموعة الأمة، والمؤتمر السوداني، والتجمع، تريد أن تتخلص من هذا الائتلاف الذي أصبح حملًا ثقيلًا عليها بعد أن تم اختراقه.
وثمّة صراعٌ خفيٌ مشتعل داخل أروقة (تقـــدم) فيما يتعلق بإعادة تشكيل الأمانات بالائتلاف، الذي خرج للمشهد عقب اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل.
وكانت مصادر واسعة الاطلاع قد كشف لـ(الكرامة) قبل أيامٍ عن وجود تيارين داخل التحالف، حيث يقود خالد سلك وطه عثمان تيارًا ضد جناحٍ آخر يقوده الصديق الصادق وبرمة ناصر وآخرون.
ويرى مراقبون أنّ أنشطة الجناح السياسي للميليشيا لم تعد ضمن اهتمامات الشعب والأوساط السياسية، مستدلين بشح الاهتمام الإعلامي لفعالية (عنتيبي).
وأضافوا: (إنّ الائتلاف المساند للتمرد والأحزاب المنضوية بداخله، سيجدون أنفسهم بعد وقتٍ قليلٍ في مواجهةٍ مباشرة مع الشعب السوداني الذي لفظهم، وأصبحوا كرتًا محروقًا تحاول الميليشيا استخدامه لضمان أي أرضية سياسية، غير أنها بلا جدوى).
خطاب كراهية
وقال الكتاب الصحفي المحلل السياسي إبراهيم شقلاوي عن بيان “عنتبي ” لتنسيقية القوى المدنية “تقدم” انه لم يبارح محطة خطاب الكراهية الذي ظلت تنتهجه تقدم منذ اندلاع الحرب المتهمة بالتسبب في اشعالها. حيث وصفت في البيان افرازات الحرب دون توصيف المتسبب فيها – كما تحدثت عن تسبب اطراف خارجية في اطالة امد الحرب دون ان يسمها البيان.
ويضيف شقلاوي : الملاحظ ان البيان دعا لحل سياسي سلمي في ذلك اشارة واضحة علي دور محتمل للمليشيا في الحياة السياسية او الامنية في السودان. في حين ان السودانيين قد حزموا امرهم ان لاوجود للمليشيا في اليوم التالي من الحرب، تحت اي لافتة او عنوان، مره اخري تحدثت تقدم عن اليات العدالة الدولية.. في اشارة الي الحرص علي التدخل الدولي. دون الاعتبار للسيادة الوطنية.
ويشير محدثي الي ان البيان اكثر من الحديث عن حماية المدنيين دون الإشارة الي وثيقة اعلان المبادئ التي وقعتها “تقدم ” مع مليشيا الدعم السريع في أديس أبابا في فبراير الماضي. أيضا تحدث البيان عن تكوين الية للمساعدات الاتسانية دون ان يسمي اطرافها كذلك اعاد مره اخري فكرة المناطق الامنة لحماية المدنيين في اشارة الي تكريس حيازة الارض لصالح مليشيا الدعم السريع بجانب مطالبته لحظر السلاح وساوي بين الجيش الوطني و المليشيا-
واعتبر الكاتب الصحفي ابراهيم شقلاوي البيان في تقديري بانه يمثل حماية كاملة لمليشيا الدعم السريع. كما انه عمق خلفيات الصراع السياسي و عزز مفهوم خطاب الكراهية مشيرا الي ان المجتمعون اخفقوا في التوصل الي تفاهمات لاعلان حكومة منفي بحسب المخطط الدولي والاقليمي الراعي لتنسيقية القوي المدنية.
* نقلاً عن صحيفة الكرامة