سودانيون

ما الذي يحدث في كواليس السوشيال ميديا؟.. تقرير يكشف المستور

موجة الابتذال على وسائل التواصل.. هل تضيع الهوية السودانية؟

تقرير: رحمة عبد المنعم

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في السودان في الآونة الأخيرة تنامي ظواهر سلبية تهدد القيم المجتمعية المتجذرة في البلاد، أبرزها انتشار الكلمات البذيئة، الصور والفيديوهات الخليعة، والظهور العلني للمث لي ين، هذه الظواهر أثارت جدلًا واسعًا بين المواطنين، وسط دعوات لاتخاذ خطوات صارمة لحماية الحياء العام والمحافظة على صورة الشعب السوداني الذي عرف بالتدين والأخلاق الحميدة.

خبراء وقانونيون يدعون لتفعيل القوانين لمواجهة الابتذال في الميديا

تهديد الهوية

وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي في السودان ظاهرة مثيرة للقلق تمثلت في انتشار محتوى مبتذل يخدش الحياء العام ويهدم القيم الاجتماعية والأخلاقية الراسخة ،تزايد مشاهد الكلمات النابية، الصور والفيديوهات الخليعة، والظهور العلني لسلوكيات دخيلة على المجتمع السوداني المعروف بتمسكه بالقيم والتقاليد المتأصلة.

هذا الابتذال، الذي يتنافى مع هوية المجتمع السوداني، أصبح مثار جدل كبير بين المواطنين، حيث رأى البعض أن هذه الظاهرة تعكس تغيرات خطيرة في السلوك المجتمعي، بينما دعا آخرون إلى وضع حد لهذه الممارسات عبر التوعية والقانون
لم تعد منصات التواصل الاجتماعي مجرد فضاء للتعبير والتواصل، بل تحولت في بعض الأحيان إلى ساحة تروج لممارسات وسلوكيات دخيلة يرى كثيرون أن هذا الابتذال يعكس تأثيرًا خارجيًا سلبيًا على الأجيال الشابة، التي أصبحت مستهدفة بمحتويات تهدم قيمها الأخلاقية، في ظل غياب الوعي الكافي بأهمية الاستخدام المسؤول لهذه المنصات، تفاقمت الظاهرة، لتصبح خطرًا يهدد الهوية السودانية التي عُرفت بالعفة واحترام الحياء العام.

ناشطون يحذرون من تأثير المحتوى المخل على الأسرة السودانية

دور الإعلام

وقال الصحفي ضياء الدين الطيب في تصريح خاص لصحيفة الراي السوداني:”ما نراه اليوم من انتشار محتوى مبتذل على وسائل التواصل الاجتماعي يُشكل تهديدًا مباشرًا لصورة السودان كدولة تُعرف بتاريخها الأخلاقي العريق، للأسف تُسهم بعض الحسابات والمجموعات في نشر هذه المواد بدافع جذب المتابعين، غير مدركين تأثيرها السلبي على الشباب.

واضاف: على الإعلام أن يلعب دورًا أساسيًا في التوعية بخطورة هذه الممارسات، وأن يقدم محتوى يعزز القيم السودانية الأصيلة، نحن كصحفيين نتحمل مسؤولية تسليط الضوء على هذه الظاهرة والتحذير من تبعاتهاو،كما يجب أن تعمل الجهات المختصة على فرض رقابة صارمة على المحتوى المنشور، مع محاسبة كل من يروج لهذه المواد الفاضحة”.

عبدون: قانون الجرائم الإلكترونية قادر على ردع نشر الابتذال إذا طُبّق بصرامة

تفعيل القوانين

وأوضح المحامي الطيب عبدون في حديثه لـ”الرأي السوداني ” أن القانون السوداني يتضمن نصوصًا كافية لمعاقبة من يروج للمحتوى الفاضح والمخل بالحياء، وقال:”قانون مكافحة الجرائ م الإلكترونية السوداني لعام 2007 يُجرم كل أشكال النشر غير الأخلاقي الذي يُهدد الحياء العام ،لكن المشكلة تكمن في ضعف تطبيق هذه القوانين وغياب الرقابة الفاعلة ..حدقوله
ودعأ عبدون السلطات المعنية، لا سيما الشرطة الإلكترونية، أن تبذل جهودًا أكبر في تعقب الحسابات التي تنشر هذا المحتوى المبتذل وتقديم أصحابها للعدالة كما أن الوعي القانوني ضروري؛ فالكثير من الشباب ينشرون مثل هذه المواد دون معرفة العواقب القانونية.

وأشار إلى أن تفعيل هذه القوانين بالتزامن مع إطلاق حملات توعية مجتمعية يمكن أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا، مؤكدًا:
“القانون وحده لا يكفي. يجب أن يرافقه حراك مجتمعي يعزز قيم الاحترام والالتزام الأخلاقي”.

مطالب مجتمعية بفرض رقابة صارمة على وسائل التواصل الاجتماعي

تأثير الظاهرة

وفي حديثها لـ “الراي السوداني”، أكدت الناشطة الاجتماعية ابتهاج عثمان أن هذه الظواهر تؤثر بشكل خطير على النسيج الأخلاقي والاجتماعي للسودانيين. وقالت:”هذه المواد البذيئة تُفسد عقول الشباب وتجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالقيم الغربية التي تتعارض مع هويتنا، المشكلة لا تتوقف عند الأفراد فقط، بل تمتد إلى الأسرة بأكملها، حيث يجد الآباء صعوبة في حماية أبنائهم من هذا النوع من المحتوى
وأضافت ابتهاج :نحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة تعيد بناء القيم السودانية الأصيلة لدى الأجيال الشابة، ويجب أن تبدأ التوعية من المدارس والجامعات، مع إشراك الأهل في متابعة أبنائهم.

الاستخدام المسؤول

الناشط الرقمي أيمن عبد الوهاب، الذي يدير منصة مخصصة لمحاربة الابتذال، دعا الشباب السوداني إلى تبني الاستخدام المسؤول لمنصات التواصل الاجتماعي. وقال لـالراي السوداني”:”السوشيال ميديا ليست شرًا مطلقًا، لكنها أداة خطيرة إن استُخدمت بشكل سيئ. هناك مسؤولية تقع على عاتق كل مستخدم؛ نحن كناشطين نحاول خلق وعي بين المتابعين من خلال كشف خطورة هذه الظواهر، ومطالبة الجميع بالمساهمة في نشر محتوى إيجابي يعكس قيمنا السودانية الحقيقية”
وأشار عبدالوهاب إلى أهمية وجود مبادرات جماعية، قائلاً:”لا يمكن لأي شخص أن يواجه هذه الظاهرة بمفرده،يجب أن نعمل كفريق واحد، سواء على مستوى المجتمع المدني أو الأفراد، للتصدي لهذه الممارسات

ويتفق جميع من استطلعت صحيفة “الراي السوداني “آراءهم على أن محاربة الابتذال في وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج إلى تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والإعلام ،عبر التوعية والتطبيق الصارم للقوانين، يمكن أن يستعيد السودان مكانته كدولة تعتز بقيمها الأخلاقية والاجتماعية، بعيدًا عن التأثيرات الدخيلة التي تهدد هويته.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.