مرام البشير تكتب: الضربة الموجعة.. قصة الحاخام الإسرائيلي
المشهد الأول بدأ منذ الأسبوع الماضي بعد تعيين يوسي شيلي المدير العام لمكتب نتنياهو سفيراً لإسرائيل في الإمارات ليقابل فور وصوله لأبوظبي الحاخام اليهودي “تسفي كوغان” ثم بعد يومين من المقابلة يختفي الحاخام في ظروف غامضة ومن دون أى أثر أو دليل .المشهد الثاني يتم العثور على جثة الحاخام اليهودي أمس في مدينة العين، ويتم إعلان القبض على الجناة بعد تعاون لصيق بين المخابرات الإماراتية والموساد الذي أرسل وفداً سرياً للتحقيق في إختفاء الحاخام . وهنا تتبادر للأذهان عدة أسئلة ، ما هي قصة الحاجام المقت ول؟ وما هي الرسالة وراء توقيت مقت له ؟ وماتأثيرات هذه القضية على علاقة أبوظبي بالك يان الصه يوني؟تسفي كوغان الجندي الإسرائيلي السابق ومبعوث حركة “حاباد” اليهودية الأرثوذكسية المتشددة إلى أبو ظبي ، هذه الحركة التي لا تؤمن بوجود الفلسطينين وتدعو لطردهم من فلسطين ومعارضة أى إتفاق يمنحهم جزءاً من أرضهم ، يوجد أعضاء للمنظمة في عدة دول كأمريكا وفرنسا وكندا والإمارات التي أنشاؤا فيها المركز المجتمعي اليهودي وكان كوغان مساعداً للحاخام الأكبر في أبوظبي. يمتلك متجرا للمنتجات الإسرائيلية الكوشر (الحلال) في دبي ويعمل به كغطاء بينما يدير عمله التنظيمي السري من تقديم خدمات دينية وتوسعية للجالية اليهودية في أبوظبي التي تتكون في الغالب من المغتربين في الإمارات ومناطق اخرى . قضية م ق تل هذا الحاخام في الإمارات سيكون لها مابعدها من الأحداث وفي اعتقادي سيكون لها تأثيرات كبيرة جداً خاصة على تواجد اليهود خارج إسرائيل في ظل موجة من الع نف ضدهم تجتاح العالم أجمع ، لذلك تصدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بين الحين والآخر تحذيرات لليهود بالحرص الشديد وعدم تقديم أوراقهم التي تثبت أنهم إسرائيليين، وعلى صعيد آخر فأن أكبر تأثير للحادثة سيكون على صورة النموذج الإماراتي المصنوع . فمن المعروف أن دويلة الإمارات من أوائل الدول التي سعت بحماس للتطبيع مع إسرائيل بكل ماتملك حيث طبعت علاقاتها علناً مع تل أبيب عام ٢٠٠٢م بعد سنوات من التحالف السري مع نظام أبوظبي. فهي بذلك التطبيع تحاول أن تظهر للعالم أجمع وللغرب بصفة خاصة أنها دولة تنتهج نهجاً ديمقراطياً وليس لديها عداء مع أى دولة أخرى حتى لو كانت إسرائيل ولا تتمسك بأي ثوابت دينية فهى بلد الحريات والثقافات المتعددة والإنفتاح على الآخر كما أنها لا تتقن أى لغة سوى لغة المال والأرقام هكذا تسعى الامارات لتقديم نفسها للعالم . وبالفعل أصبحت الإمارات حديقة خلفية للكي ان الصه يوني وفعلت معه في ح ر به ضد قطاع غزة ولبنان ما لم تفعله مع فلسطين ولبنان وبشهادة العالم الغربي نفسه ،ولكن لسوء الأقدار تغافلت الإمارات أنها ساحة تعج بكل مافيات العالم وإستخباراته ، فهي كما فتحت الباب على مصراعيه لليهود فتحته أيضا للمجرمين ورجالات الماف يا والم رت زقة وما وجدته قواتنا المشتركة من وثائق وإثباتات على إستجلاب مرت زقة من كولومبيا ومن جنسيات أخرى للقتال في دارفور أكبر دليل على ذلك . فالامارات هي الدولة الوحيدة التي تسمح بحركة الأموال المشبوهة في بنوكها مما جعلها قبلة لرجالات المافي ا العالمية والمجرمين والمرتزقة ، لذلك فأن أول رد فعل من الحكومة الإسرائيلية جاء مطابقاً للواقع هناك حيث ذكر بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الحادثة قد تكون متعلقة بـ”الإره اب” هذا بحسب موقع “واي نت” العبري ؛ وبالتأكيد هذا مؤشر خطير لدى أبوظبي يمكن أن يحولها لساحات حرب خلفية خاصة إذا ما إندلعت الحرب النووية بين الغرب وروسيا ، وكذلك لن تسلم إذا زادت حدة التصعيد بين إيران وإسرائيل.الكي ان الصهيوني لا يهمه إستقرار الشرق الأوسط ولا إستقرار العالم طالما يعاني من ضربات وهزائم موجعة من محور الم ق اومة في لبنان وغزة ، لذلك فإن أوهام أمراء الإمارات بأنهم في معزل عن تأثيرات الح روب التي حولهم ستصطدم بهذه الحالة الصهيونية غير المبالية بإستقرار الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بالتحديد . بالإضافة إلى أن دولة الإمارات رمت حجارها الثقيلة على بيوت الدول الشقيقة والصديقة وحرب السودان خير مثال ، لذلك لن يسلم بيتها الزجاجي من التكسير والتهشيم الذي سيطال أمراء الحرب في كل مكان.