وهبه الله وجها ” مكتسي بالصرامة والطيبة معا” ، صمته المهذب يجبرك على منحه إجلالا” قبل الود ، عندما يتكلم تتدفق الكلمات منه قصصا” وذكريات وحكمة ، وجوده بيننا كان يمنحنا شئ من الراحة النفسية والطاقات الإيجابية .
* دائما” ما أردد أن مشكلتنا الأساسية عدم المعرفة ببعضنا ومكونات السودان المختلفة وعدم قبول الآخر كشخص له بيئته وتقاليده وسلوكه الشخصي ، من الأشياء الغريبة التي حدثت لأهل السودان بعد الحرب أنهم سمعوا لأول مرة بأسماء قبائل تعيش بينهم، وأنهم تعرفوا على مدن وقرى تفصل بينهم وبينها ساعات قليلة وأخريات أقل من ساعة ، وكل ذلك لأننا إكتفينا بمحيطنا فقط ،وهذا هو الخطأ الذي لازال البعض بسببه مصدوم بكمية المعلومات التي عرفها في أصعب الأوقات ، لو كانت المعرفة متاحة لما وثق أحد بهؤلاء العربان دقيقة واحدة.*
يؤلمني جدا” أن يرحل رجل بعمق وصدق عبدالحميد مانيس دون أن يعرف كل السودان أن بدارفور رجال لا تهزم دواخلهم أبدا” مهما إلتفت عليهم الشدائد ، وأن بها قلوب لا تعرف الحقد والبغضاء و تكره كلمة الإنفصال ، وتعبت من الحروب.
* وآن للرجل أن يترجل عن الدنيا شهيدا” في ميادين ( الحرية ) لا مدبرا” ولا عميلا” ولا غدارا” ذميما
*تنجب النساء رجالا وسيدات ، لكن البعض يأتي للحياة رجل ويغادر وهو من الجبال الرواسي ، وهنالك من أتين للدنيا نساء ورحلن عنها وهن نيران وفتن والبعض إرتضى لنفسه أن يموت وهو بين الأحياء..
* الفقد مؤلم وبعض الخانات لا تملأها بدائل لكن أفتخر ببطولته لحين ملتقانا في جنات الفردوس حيث لا أطماع ولا غدر ولا جنجويد….