سودانيون

مرام البشير.. تكتب ..البندق يتساقط من الفضاء”

 

ذكرت في مقالي السابق “الفيتو الروسي حلقة من حلقات الصراع الدولي” أننا على شفا حرب عالمية ثالثة خاصة بعد أن ضربت أوكرانيا بموجب الضوء الأخضر الأمريكي أهدافاً في الحدود جنوب غربي روسيا بص واريخ “أتاكمس” الأمريكية و”ستورم شادو” البريطانية،
وبالفعل جاء رد موسكو سريعاً وقاس ياً حيث نشرت مواقع وقنوات روسية الخميس ٢١ نوفمبر الجاري مقطع فيديو أظهر تدمير مصنع “يوجماش” الأوكراني الواقع في مدينة دنيبرو الأوكرانية بسيل من المتف جرات إنهالت على المدينة كالنيازك ،
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينغ للصحفيين “كان هذا نوعاً جديداً من القدرات القاتلة التي تم نشرها في ساحة المعركة ، لذا فإن هذا الأمر يثير قلقنا بالتأكيد” ،هذا التصعيد الروسي يجعلنا نقترب أكثر من خيار الحرب النو وية القادمة لا سيما في ظل تعقيد متنامي لمشاهد الصراعات في العالم ، ولكن دعونا نفهم طبيعة هذا الس لاح الجديد؟؟ وهل سيجعل وتيرة الح رب تتراجع للوراء أم العكس؟

ص اروخ “أوريشن يك” البالس تي فرط الصوتي متعدد الرؤوس ،هذا الس لاح الجديد التجريبي والذي أشتهر في الأوساط العسكرية الروسية باسم “شجيرة البندق ” ينتمي إلى صنف الص واريخ الفرط صوتية التي تزيد سرعتها أضعافاً عن سرعة الصوت ، وهو ص اروخ باليس تي متوسط المدى يصل مداه من ١٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ كيلومتر، ويحلق بسرعة هائلة تصل  ١٠ ماخ (نحو ١٣ ألف كيلومتر في الساعة أو ٣-٥ كيلومترات في الثانية) ،

يحمل “أوريشن يك” عنقوداً من الرؤوس الحر ب ي ة يتراوح عددها بين ٣ إلي ٦ رؤوس ، لكنها غير نو وية ومحشية بمتف جرات خاصة لذلك أظهرت اللقطات المنشورة ٦ توهجات ساطعة فوق أقسام المجمع الصناعي في دنيبرو تشبه سقوط نيازك كبيرة.

أحدث “أوريشن يك” دماراً مرعباً في دينبرو بسرعة غير مسبوقة وأثبت الص اروخ الروسي الجديد أنه مَنيع أمام منظومات الدفاع الجوي الغربية ، لذلك حدثت ضجة كبيرة في الإعلام الغربي بصفة عامة وتعالت الأصوات السياسية والعسكرية الغربية بضرورة تهدئة الأوضاع لأن الح رب الن ووية على الأبواب، هذا ما نشرته فورين بوليسي الأمريكية والتي تعتبر أقوى صحيفة في التحليل السياسي ،ذكرت الصحيفة أن هذا الص اروخ هو إمتداد لص ار وخ روسي ن و وي معروف ب “بيونير” تم تدميره بناء على إتفاقية أمريكية روسية لتدمير الص وار يخ متوسطة المدي ولكن روسيا إحتفظت بالتصاميم وباشرت في تصنيع الص ارو خ قبل خمس سنوات ،أخطر ما في الص ارو خ هو قدرته على إطلاق رؤوس حربية نووية متعددة ،كما أنه وبحسب خبراء من الصعب إن لم يكن من المستحيل تقريباً إعتراض هذا النوع من الص وار يخ ، لذلك من المرجح أن يتعامل الغرب وفقاً لهذه الحقائق بمزيد من الهدوء وعدم الإنجرار وراء ردود الأفعال التى قد تدخل العالم أجمع وأوروبا بالتحديد في نفق مظلم لا سيما وأن بوتين سمى دولاً بعينها سيتم إستهدافها اولاً في الهجوم القادم على رأسها بولندا .

أيضا من الهواجس التى قد يضعها الغرب في حساباته بشأن التروي في الرد على ص ار وخ روسيا الجديد والتي من شأنها أن تهدئ وتيرة الحرب هو أن الحليف الأقرب للروس “كيم جونغ أون” رئيس كوريا الشمالية لن يتراجع في دعمه لبوتين كما تريد أوكرانيا وحلفاءها خاصة بعد إتفاقاته الدفاعية المشتركة والتي تضمنت كثير من الحلول لبيونغ يانغ على سبيل المثال مساعدتها في إطلاق أول قمر صناعي تجس سي بعد فشلها مرتين في السابق ، بجانب تلقيها أكثر من مليون برميل من النفط من روسيا على مدى ثمانية أشهر خلال العام الحالي في انتهاك صارخ للعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة. من خلال ماذكر يمكننا القول أن هناك أسباب متعددة قد ترجح كفة التهدئة والتعقل وتخفيض حِدة الردع ، كما أنه بالمقابل لا يمكن الجزم بصحتها ففي مسار العمليات العسكرية قد تطرأ اشياء غير مخطط لها تقلب كافة الموازين وهو مارجحته الصحافة الغربية بأن موعد المواجهة الكبري قد إقترب كثيراً ولكن لا أحد يعلم متى تندلع ؟ كما أن اندلاعها أو عدمه قد يغير موازين القوى الإقليمية ويلقي بظلال كثيرة على الحرب في السودان وهذا ما سنتحدث عنه في المقال القادم بإذن الله.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.