خارج النص
يوسف عبد المنان
كردفان تحتضر
في الوقت الذي تضرب فيه المليشيا حصاراً لئيماً على مدن كردفان وتنهب وتسلب وتخنق العاصمة الأبيض لقتل سكانها أو إرغامهم على الاستسلام لها بالقهر، يتوقف الأطباء عن خدمة المرضى ويموت المرضى بسبب تحريض سياسي مستغلين عجز حكومة شمال كردفان الحالية وهوانها على نفسها وفشلها في دفع استحقاقات الأطباء الذين لا يرعون أخلاقا ولا قيماً، يتوقفون عن خدمة المرضى في المشافي الحكومية ويستغلون الناس في المستشفيات الخاصة ولا يضحي الأطباء مثل الجنود المقاتلين في الميدان وحكومة الأبيض، عندما كتبنا وكتب اخي إبراهيم عربي عن تدهور الأوضاع الأمنية والخدمية ثار الوالي وغضب وهو يعلم نحن أبناء تلكم الأرض ولا يعنينا غضبه وحبه لأن من تاسو على الحب هي النساء.
أمس شهدت بورتسودان ميلاداً جديداً لهيئة كردفان بعد إزاحة أحمد صالح صلوحة وجاء عبد الله محمد علي بلال الذي طالبنا وطالب أهل شمال كردفان رجالا ونساء ومثقفين ومجاهدين بتكليفه بمنصب الوالي لإنقاذ الأبيض وقيادة التحرير وحشد إرادة المقاتلين لدحر المليشيا ولكن لمركز السلطة تقديراته التي نحترمها لو كانت تقديرات واقعية ولم يجد أبناء كردفان الا الالتفاف حول شاب يرونه هارون آخر أو محمود حسيب جديد وجاء اختياره ومكتبه بمباركة ودعم الفريق شمس الدين كباشي لتوحيد الصف الداخلي وحشد إرادة الإصلاح أن كان للأصلاح سبيل.
وأولى مهام وواجبات القيادة الجديدة لهيئة كردفان إقناع المركز والقيادة العليا للجيش بضرورة فك الحصار عن الأبيض وفتح طريق الأبيض كوستي مهما كان الثمن ولن تسترد ام روابة والرهد بحسن الكلام وكثرة الاجتماعات ولكن يسترد البلاد رجال الهجانة اسود كردفان وحدهم إذا وجدت الفرقة الخامسة الدعم والسند وعلى هيئة كردفان الجديدة حشد الإرادة من أجل التحرير.
ولكن لن يأتي ذلك بغير عمليات جراحية عميقة للولايات التي تعيش فراغا سياسيا لسوء اختيارات المركز ورهانه على الضباط الإداريين وقد فشلت تجربتهم في أغلب الولايات كما فشل الضباط المعاشيين مما يقتضي أن تستعين الحكومة المركزية بضباط شباب من الجيش والأمن والشرطة لإدارة شان الولايات في زمن الحرب ومن قبل قاد السجين يوسف عبد الفتاح ولاية الخرطوم وهو في رتبة المقدم وقاد إقليم دارفور العقيد الطيب إبراهيم محمد خير وقاد النيل الأزرق العقيد بابكر جابر كبلو وهناك الآن العشرات أمثالهم أو أفضل منهم في الجيش والأمن والشرطة ولكن من يفتح بصيرة حكومتنا هداها الله.