إبراهيم الدلال يكتب: شناقيط في بادية الكبابيش (2)
إبراهيم الدلال يكتب: شناقيط في بادية الكبابيش (2)
قال الشاعر الشنقيطي المورتاني مولود :
حلفت برب اليعملات الرواسم 🔹أصيلال دجنٍ غبَ صوب الغمائم
إلى ام بادرٍ من ام قوزينَ سايرت🔹 حراجيج بزلاً في بطون المخارم
تخير عبد الخير اماتها لها 🔹وأباءها من كل عيطٍ عياثمِ
وملكها رهط العوائد أمرها 🔹على كل مجهولٍ من الأرض طاسم
لفي الشعر مالايستحق مروره 🔹على مسمع المنطيق لومة لائم
وجاراه الشاعر الشنقطي الاخر ابو سنينة بمقطوعة رائعة ذكر فيها مجموعة من محطات السكة حديد بالسودان رويتها عن والدي سنين خلت وسقطت من ذاكرتي يقول فيها :
حلفت برب اليعملات الرواسم 🔹ترى ما ببيدٍ طامسات المعالم
وفي القُطُر المزجاة كل عشية 🔹بعطبرةٍ تنساب انسياب الاراقم
وعبد الخير العايدي الكباشي من أهل الهنيدات من الإبل وكان رجلاً سمحا جواداً.
ومولود ولد الجيه التاشد بيتي ثم من الصقيعات يقول :
أنا الصقيعي نجل الجيه مولود 🔹وثمرة العود منها يعرف العود
وهو شاعر فحل زاحم الشعراء على أبواب محمد شين، جاء إلى السودان شيخاً طاعنا ادرد قد سقطت اسنانه.
عاش بامبادر وغادر إلى الحجاز، وسمعت اصداء لشعره بمجالس السناب بالقضارف، فقد قرأ عليّ أمير شعراء الدوبيت المرحوم أحمد ود الفكي حمد مقطوعة من شعر مولود فلعله جلس في القضارف وهو في رحلته الأخيرة إلى الحجاز، والسناب من محطات الحج المعتبرة عند الشناقطة وأولاد ابو سن هم سلاطين الشعر والكرم.
ومدح النوراب الكبابيش بقصيدة مطلعها :
حي الرجال رجالاً فضلهم عرفا 🔹قوم من العُرب بالحمرا بنو غرفا
والحمرا : يقصد بها حمرة الشيخ
ويقول فيها :
ولي زوجة بالعديد اذا ما جئتها🔹صفر اليدين من الجدوى بكت اسفا
والعديد هو عديد مويه شرق ام بادر . ومدح الملك عبد العزيز بقصيدة طنانة مطلعها :
قم ناج رسما محيلاً لا ترى طلله 🔹ولا حبيباً بأيام الصبا نزله
وقد وصله الملك عبد العزيز بجائزة سنية.
وكان قد هجا مطوفين احدهما يدعى البحيري والاخر يدعى برهان، وقد ألقى الأبيات أمام جمعٍ من المصلين بأحد مساجد مدينة جدة بعد أن تلى قوله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم)
أقول وقد خان البحيري واخلفا 🔹ولم نلق برهاناً على نية الوفا
فلا عمر الله البحيري بعدها 🔹ولا دب برهان لقومٍ مطوفا
توفي مولود رحمه الله بمدينة الحبيب على مشرفها أفضل الصلاة وازكى التسليم.
ومخطوطة ديوانه كانت بحوزة ابن عمه الأديب الفاضل المرحوم أحمد ولد عبد العزيز، والشيخ أحمد أيضاً يعد من شناقطة السودان، وهو من الأدباء العارفين بالعربية، وقد انبهر الشيخ ضياء الدين العباسي بمعرفته الفائقة بالعربية أخبرني بذلك المؤرخ والنسابة والشاعر الكبير الشيخ محمد سعيد ود نور الدايم الطيبي.