النجم نزار جمعة لـ(سودانيون ميديا): الممثل السوداني ليس متكلفاً ولكن (…)
لم يكن فيلم وداعاً جوليا علامة فارقة في تاريخ السينما السودانية فقط، بل شكل علامة فارقة أيضاً في تاريخ أبطال العمل الذين قدموا أفضل ما عندهم عبره، ومنهم الممثل النجم نزار جمعة الذي تحدث إلى (سودانيون ميديا) في عدد من المحاور بالمساحة التالية:
حوار: رندة بخاري
* الولوج لمجال التمثيل يبدأ من خطوة الموهبة ثم الطريق نحو الاحتراف، فكيف كانت بدايتك؟
البدايات كانت عبر الدورة المدرسية والكشافة أي منذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة، برنامج رعاية المواهب ثم قصر الشباب والأطفال، بجانب المشاركة بالتمثيل في مشاريع الزملاء عبر كلية علوم الاتصال التي درست بها الإخراج.
* كل منا يحتاج في ضربه الإبداعي لشخص ما يأخذ بيده ومن ثم يكون هو عرابه؟
العرابين عددهم كبير وهذا شئ يسعدني، كل الأساتذة كانوا عرابي، الذين عملت معهم منذ المرحلة الثانوية وقصر الشباب والأطفال وبرنامج رعاية المواهب لهم أثر كبير في مسيرتي.
* الممثلون السودانيون نجد أن حكم التكلف يلف خاصرة تجاربهم؟
الممثل السوداني مظلوم بشدة ظرف الإنتاج وبيئة العمل هي العائق وليس التكلف كما يقال.
رأس المال السوداني ضعيف تجاه الدراما السودانية
* الدراما السودانية على وجه العموم تعاني من انعدام الممولين؟
رأس المال عموماً جبان وفي الدراما السودانية أكثر جبناً، ولو أدركوا حجم هذا الجمال في الدراما لاعتبروه منجماً يدر عليهم المال والذهب، فالدراما معروفة في العالم أنها تدر أموالاً تستردها أضعافاً مضاعفة وبأشكال غير مباشرة مثل الإعلانات، رأس المال السوداني ضعيف تجاه الدراما السودانية ونتمنى في المستقبل أن تكون النظرة أكثر بعداً.
فريق إنتاج “وداعاً جوليا” كان العنصر الأساسي في نجاحه
* فيلم وداعاً جوليا هو من صنع نجوميتك؟
نعم.. وداعاً جوليا قدم لي الكثير بل أكثر مما كنت أتوقع، عملت كثيراً في مجال الدراما والمسرح والتلفزيون وكانت قليلة، ولم اكن متفرغاً لانشغالي بالإخراج، والسينما كانت حلم وتحقق هذا الحلم، ويمكنني القول إن وداعاً جوليا كان نقطة انطلاق مختلفة لنزار جمعة.
* اعتلاء سلالم العالمية أمر ليس بالسهل وفي الوقت ذاته المحافظة عليها أمر صعب أيضاً؟
الوصول للعالمية صعب والصعب هو المواصلة في هذا الخط لكن السودان موعود بأن يكون لاعباً أساسياً في السينما العالمية خصوصاً بعد ستموت في العشرين ووداعاً جوليا بالرغم من أن السودان عرف في العالم بالحروب لكن تفتحت عيون العالم عليه للتعرف على موروثه وثقافة مختلفة.
فريق “وداعاً جوليا” شباب متفهمين وواعين ومثقفين
* من واقع تجربتك في فيلم وداعاً جوليا ما هي الأشياء التي جعلت منه عملاً ناجحاً؟
الفريق الذي قام على إنتاج العمل إذ كان العنصر الأساسي في نجاح العمل لأنهم شباب متفهمين وواعين ومثقفين ولديهم إدراك، خططوا لصناعة عمل رائع إذ جمعوا رأس مال جيد لأإنتاج وداعاً جوليا وهذا دليل إثبات على أن الناس إذا عملت بعقولها بشكل متقدم فنحن شعب عظيم والإرادة أحياناً وأحياناً أيضاً ينقصنا المال، إذا توفرت كل العناصر فالكادر البشري السوداني قوي جداً.
* حرب السودان بها روايات تصلح لأن تكون أفلاماً سينمائية؟
السودان مر بمنعطفات خطيرة جداً عبر تاريخه والآن أخطرها وأكبرها الحرب وفيها مادة ثرة للسينما وفيها دروس كبيرة وعبر والقصص المؤلمة جداً يمكن أن تكون عنصرا أساسياً في الكتابة للسينما، للأسف نحن سنكون مادة للسينما في العالم، كنا نتمنى أن نكون بتاريخنا وحكاوينا وأساطيرنا لا بالحرب التي ستأخذ مساحةً كبيرةً جداً في الأعمال الدرامية القادمة.
* استقطاب الممثل السوداني عبر الدراما المصرية بحكم تواجد ممثلين كثر بها، فهل نتوقع تعاملات مشتركة؟
السودانيون عبر الدراما المصرية ليس بالأمر الجديد، وهنا لابد أن أذكر الأستاذ السني دفع الله والأستاذ عبد الخالق فقد شاركوا في أعمال درامية والآن أصبحت المشاركة بشكل أكبر وأوسع وأكثر جمالاً خاصة الأستاذ السراج، إسلام مبارك وعدد جيد بجانب الشباب الذين شاركوا في مسلسلات منهم قصي والبحر وغيرهم، وسيكون هناك عدد أكبر مع وجود جالية أكبر الآن في مصر، ستكون هناك أعمال كثيرة، بكل أمانة مصر فتحت ذراعيها للفنانين السودانيين واحتضنت عدد لا يستهان به من الأساتذة والدكاترة في مختلف مهن الدراما مثلها ومثل باقي المهن، وكماً وكيفاً سيكون هناك حراك كبير للدراميين السودانيين، وهناك تجمعات كبيرة حتى الاتحاد والنقابة لديهم وجود كبير بجانب عدد من الشباب الذين يدرسون ويتدربون في ورش مصرية.