في جلسة مجلس الأمن قدمت روسيا للسودان السبت.. هل ستجد الأحد؟!
سودانيون ميديا: متابعات
كانت جلسة مجلس الأمن امس والتي دعت لها بريطانيا من اخطر الجلسات في الملف السوداني حيث سبقتها تحركات ومؤامرات كثيرة من اعداء السودان بضرورة فرض حظر لسلاح الطيران السوداني وجلب قوات دولية تعيد بعض القوى السياسية لحكم البلاد واعادة مليشيا الدعم السريع للحياة من جديد . الى ان الموقف الروسي كان واضحًا وحمل مجموعة من الاعتراضات والدفاع عن الموقف السوداني الذي ظل يعاني من التسلط الغربي والبريطاني بالتحديد (حاملة القلم) هذا مااسمته روسيا تدخلا خارجيا في الشؤون السودانية. كانت الاعتراضات حول عدة نقاط تتعلق بالسيادة السودانية رغم ان الغرب ينظر لها من نواحي إنسانية أو حماية المدنيين.
سبت روسيا
المندوبة الروسية تحدثت بلسان سوداني فصيح حيث بدأت اعتراضها بتأكيد موقف بلادها ضد نشر القوات الأجنبية في السودان تحت دعاوى حماية المدنيين أو إيصال المساعدات الإنسانية. في هذا السياق، انتقدت مندوبة روسيا الاقتراحات التي تنادي بتدخل قوات أممية أو أفريقية، معتبرة إياها محاولات غير مبررة وأنها تؤدي إلى انتهاك السيادة الوطنية . واكدت موقف بلادها الثابت من دعم السيادة الوطنية السودانية، معبرة عن دعمها للسلطات الشرعية في السودان، وفي مقدمتها مجلس السيادة . بل اعتبرت مجلس السيادة هو السلطةالشرعية الوحيدة في البلاد والتي يجب دعمها.
المندوبة الروسية عبرت عن موقفها الرافض لاي تدخل في اختيار طرق إيصال المساعدات مُشيرة الى ان الحكومة السودانية اتخذت إجراءات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معابر برية وجوية وبحرية، مثل معبر أدري ، بل رفضت روسيا أي تدخل خارجي في تحديد المعابر، واعتبرت أن القرار حول فتح المعابر هو من صميم السيادة السودانية، ولا يجوز لأي طرف خارجي فرض شروط على الحكومة في هذا الشأن. في ذات الاتجاه روسيا انتقدت بشدة تجربة بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس)، مشيرة إلى أن أي محاولة جديدة لنشر قوات أممية ستكون مرفوضة وتؤدي إلى إضعاف الثقة في الأمم المتحدة.
المندوبة الروسية في كلمتها أيدت بقوة الجيش السوداني باعتباره العمود الفقري للدولة في مواجهة التمرد. واشارت الى أن المدنيين الذين يفرون من الصراع يتوجهون إلى مناطق تحت سيطرة الجيش، وهو ما يبرر دعم روسيا للجيش السوداني كطرف اساسي في استقرار البلاد. واكدت بشكل واضح رفضها لأي تدخل خارجي في الشؤون السودانية، مشيرة إلى أن أي محاولة للتدخل ستكون مدمرة ولن تُقبل من قبل السودان . في ذات الصياغ انتقدت روسيا بشدة الحديث عن مجاعة وشيكة في السودان، مؤكدة أن الطعام متوفر في البلاد، وأن المشكلة تكمن في كيفية إيصال المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالصراع (مثل مناطق الدعم السريع). على الرغم من الظروف الإنسانية الصعبة، دعت روسيا إلى ضرورة التقييم الموضوعي للوضع الإنساني بعيدًا عن المبالغات السياسية التي قد تُستخدم لتبرير التدخلات الخارجية.
هل سيقدم السودان الاحد؟!
بعد الموقف الروسي الواضح والداعم للسودان في جلسة مجلس الامن يرى البعض ضرورة ان يرد السودان التحية بافضل منها ويقدم لروسيا الاحد بعد قدمت له السبت حيث تنظر روسيا للسودان باعبتاره من اهم دول القارة السمراء لما يمتلك من ثروات وساحة على البحر الاحمر يقدر ب٧٠٠كيلو متر بل يعتبر السودان بوابة الدخول للعلاقة الافريقية العربية فمازالت روسيا تتطالب بتخصيص محطة تزود على ساحل البحر الاحمر ولكن ظلت الحكومة السودانية تتردد في اتخاذ القرار اضافة لرغبة الشركات الروسية للاستثمار في السودان خاصة في مجال الذهب فهل حكومة البرهان تحسم امرها وتتجه شرقا نحو الدب الروسي لخلق علاقة استراتيجية حقيقية مع روسيا والخروج من الهيمنة الغربية وانانية اوربا ؟!
هذا السؤال يجب ان تجيب عليه الايام خاصة ان معركة السودان الدبلوماسية مازالت طويلة وتعقيداته كثيرة والاطماع في موارده قائمة.