إبراهيم الدلال يكتب: بين التاشيتي وأبو شامة
إبراهيم الدلال يكتب: بين التاشيتي وأبو شامة
قال الشاعر ابو شامة مخاطباً صديقه مولاي أحمد عباس أبو سنينة:
خلي هل نسيت العوائدا 🔹بام بادر ام هل نسيت الخرائدا
ومشتاك وفي ام قوز وحمرة🔹وقد امم القوم الغداة الحداحدا
وللحم صناع وللشاي مثله🔹يجيدونه كما اجدت القصائدا
وام بادر درة كردفان وحاضرة اهلنا الكواهلة والحمرة أو دارة الحمراء كما يسميها العباسي هي حاضرة دار ود التوم العامرة ودونكي الحداديات بجبل ميدوب من فلوات ومدامر العوايدة
والعوائدا يعني قبيلة العوايده من فروع الكبابيش وهم اهل ثروة وكرم واشتهر منهم حاتم زمانه عبد الخير ابو اللينة العايدي. وكانت لهم حفاوة ومزيد محبة مع اهلنا الشناقطة.
ورد عليه صديقه ابو سنينة:
خلي ما نسيت العوائدا 🔹وصحبتهم تلك التي كنت حامدا
وفي المقطوعة بيته السائر:
لعمرك ما ينسى الكبابيش ماجدا 🔹يقدر في الناس الحجا والمحامدا
وابو شامة هو الأديب والشاعر والدبلوماسي المرموق محمد محمود محمد المصطفى ول بوري التندغي من اهل حلة اربعين جيد. عمل دبلوماسيا لموريتانيا بالمملكة العربية السعودية، وعاش ردحا بالسودان متنقلا بين ام بادر ودار حمر واستقر به المقام بالتبون توفي في حدود 2006 ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة زادها الله شرفا.
وكان قد زار السودان في العام 99 وزار التبون وتبيلدي ومكث شهورا مع ابنه الفاضل زين العابدين ببابنوسة، وزرت الأخ زين العابدين بعيد مغادرة والده وقضيت معه أياماً بداره العامرة ببابنوسة، وقد كنت متشوقا للقاء ذلك الأديب والشاعر الكبير أعني أبا شامة.
وكنت قد قابلته حينما زار والدي بام درمان في أواخر سبعينيات القرن المنصرم. ووقفت على قصيدته التي رثى بها الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز منشورة بجريدة الأيام وذلك بالأبيض في صيف 1975 على ما اذكر، وقد احضر تلك الجريدة الشيخ الطالب سلام القرعاني المدفون بجزيرة توتي وهو من كبار تلامذة سيدي الشريف أحمد حماه الله. وكنت قد نقلتها بين يدي سيدي الشر حماه الله وعلق بذاكرتي منها:
ولما طغى نكسون وهدد شعبنا🔹تصدى له فازور في الحال جانبه
وما كان نكسون قبل ذاك يهابنا🔹وتلسعنا في كل يوم عقاربه
ويقول فيها:
وما هو إلا نفحة الله للورى 🔹مذهب من ضاقت عليه مذاهبه
يعني الملك فيصل رحمه الله.