الفنان حسين شندي: فقدت هؤلاء و(ابن شقيقتي) مازال مفقـودا…
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الفنان حسين شندي، الذي كان مقيمًا مع أسرته في إنجلترا ساعة اندلاع الحرب، فماذا قال:
(نجـوم في الحرب).. سلسلة حوارات يجريها: محمد جمال قندول
* أين كنت حينما اندلعت الحرب؟
كنت في انجلترا ولم أحضرها، حيث أنني غادرت لأزور أُسرتي وذهبت لأصوم معهم رمضان.
(معقول البــلد الآمــن والطيب يحصل فيه كـدا)
* كيف تلقيت نبأ الحرب؟
حتى الآن (ما مستوعب الحصل، معقول البلد الآمن والطيب يحصل فيه كدا)، اتصلوا علي أقاربي من السودان وأبلغوني بما جرى.
* ماذا كان شعورك حينما علمت بالأزمة؟
شعور لا أستطيع وصفه، أُصبت بحزنٍ شديد.
* ماذا خسرت في الحرب؟
كعامة الشعب (الحصل على الناس حصل علي، سكنوا بيوتنا وشالوا عرباتنا).
* عادة فقدتها مع الحرب؟
ممارسة المهنة على مستوى البلد والعلاقات الطيبة الجميلة فقدنا الاجتماعيات.
* مأساة عايشتها أيام الحرب؟
فقدت ثلاثة من جيراني في الحرب، هذا غير لدي ابن شقيقتي مختفٍ منذ ثمانية أشهر، وهو رائد في الجيش انقطعت أخباره في الجنينة.
(الحصل في السودان في غزة ما حصل)!!
* هذه حرب مختلفة عن سابقاتها؟
(دي مختلفة تمامًا في تاريخ العالم ما حصلت، الحصل في السودان في غزة ما حصل، يعني ناس يشردوا من بيوتهم واغتصاب وقتل ونهب).
* خيبة أمل كبيرة؟
خيبة أمل كبيرة جدًا.
* هل سنعود قريبًا؟
إن شاء الله وبإذن الله تعالى سنعود قريبًا وينتصر الجيش، ونحن مع الجيش قلبًا وقالبًا.
* هل للحرب فوائد؟
فائدتها أتوقع أن يعود السودان بقوة، ويتشكل بلدٌ جديد ومستقبلٌ أفضل.
هذا ما يحدث لي عندما أتذكر الخرطوم (…)
* الذكريات في الخرطوم؟
(لمن أتذكر الخرطوم أحزن جدًا).
* منزلك الآن، ما مصيره؟
منزلي كان محتلًا بواسطة الميليشيا ولا أعرف مصيره حتى الآن.
* ما دوركم كفنانين؟
دورنا واضح وملموس في هذه الحرب، هنالك من أخرجوا أعمالًا وطنيةً عظيمة تمجد الجيش وتحفز الشعب، ونتطلع إلى أن نقود ثورة الثقافة والوعي بعد نهاية الحرب.
* رسالتك للشعب؟
يجب نبذ الخلافات والاستفادة من هذه التجربة بشكل أفضل، وأن نبني سودانًا واحدًا موحدًا.
* هل كنت تتوقع اندلاع الحرب؟
أبدًا.. لأنّ الشعب السوداني لا يحب الشر والحروب وهو يحب السلام.
* إحساس اللجوء؟
إحساس إنك تكون (برا البلد غصبًا عنك مرعب ومحبط).
* الأطفال؟
تؤثر عليهم في التعليم والعادات والتقاليد، هم أكبر ضحايا الحرب.
السياسة و(لا بحب سيرتا وعمري ما كنت سياسي)
* علاقتك بالسياسة؟
(ولا بحب سيرتا وعمري في يوم ما كنت سياسي).
* البعض يرى بأنّ الساسة هم سبب الحرب؟
نعم أوافق هذا الرأي، ما جرى الآن يتحمل وزره السياسيون.
سأغني (يجو عايدين) عندما (…)
* بعد البلد ترجع وتكون في الخرطوم أول أغنية ستغنيها؟
(يجو عايدين).
* ماذا يجول في خاطرك وأنت بعيد عن البلاد؟
(ربنا يصلح بلدنا الواحد ما بنوم بالحاصل دا).
(الغناء برا الخرطوم زي اكل المستشفى ما عندو طعم)
* الغناء برا الخرطوم؟
(زي اكل المستشفى ما عندو طعم)
* نقلاً عن صحيفة (الكرامة)