عثمان الإمام محمد يكتب.. في الفؤاد ترعاه العناية: وزارات هندسة البشر.. قطاع السياحة
في الفؤاد ترعاه العناية
وزارات هندسة البشر
وزارة الإعلام والثقافة
قطاع السياحة
بقلم: عثمان الإمام محمد
أوضاع قطاع السياحة في الولايات:-
في الحلقة السابقة تحدثت أن السبب الحقيقي وراء عدم استفادة السودان من موارده ومقوماته السياحية هو غياب الرؤية الوطنية التي حالت دون قطف ثمار السياحة.
والرؤية القاصرة تجاه السياحة نتائجها السالبة اكثر وضوحا في الولايات خاصة بعد انتهاج الدولة الحكم للامركزي وإلغاء الجهاز الموحد للسياحة الذي كان شبيه بهيئة المواصفات والمقاييس القومية الحالية وفي ظل الحكم اللا مركزي اصبحت كل ولاية تدير شأنها السياحي لوحدها.
وكما غابت الرؤية تجاه السياحة علي المستوي القومي لم يكن الحال افضل في الولايات وان وجد بعض التفاوت من ولاية لاخري وفقا لنظرة الوالي ايجابا او سلبا تجاه السياحة . وتعددت مسميات الجهاز الرسمي القائم علي أمر السياحة ففي بعض الولايات مجلس اعلي وفي اخري تتبع لوزارة المالية او الإنتاج او التربية او الثقافة او الشئون الاجتماعية . او تشارك البيئة في مجلس اعلي. ( ولا اعرف لماذا يصمم ديوان الحكم المركزي هيكلا موحدا في الولايات ليسهل عمليات التواصل والتنسيق مع المركز؟.)
و حال ادارات السياحة بالولايات هي اسوأ من المركز وهي في ذيل اهتمامات معظم ولاة الولايات فغالبها ليس لها مقار تمكنها من اداء مهامها ولا بيئة عمل مهيئة لذلك . ولا معينات حركة تساعد في الوصول لمواقع الجذب ولمقار المنشئات السياحية ولا ترصد لها ميزانيات لتحسين الخدمات في المزارات والوجهات السياحية واقامة الانشطة. والدورات التدريبية لرفع كفاءة العاملين.
ويسود عدم الاستقرار الإداري بالتغيير المستمر لمدراء السياحة. واضحت بعض إدارات السياحة الولائية . هي منفي للمغضوب عليهم او اعادة توظيف لمعاشي القوات النظامية واحيانا يتم التغيير تبعا لتوجه الوالي السياسى . مما ادي الي فقد خبرات مكتسبة عبر السنين.
ومما زاد الطين بلة بعض الخلل الذي اصاب دستور ٢٠٠٥م الذي صدر بموجب اتفاقية جون قرنق مع الإنقاذ الذي ركز فيه علي القضايا السياسية ولم يحفل كثيرا بتحديد قطعيات في العلاقة بين بمستويات الحكم المحلي والولائي والقومي مما ادي الي نشوب صراعات بين المحليات والولايات و المركز والولايات. وكان الصراع اشد في مايخص الإيرادات من رسوم وجبايات مما أضعف فرص التواصل والتعاون والتنسيق بين مستويات الحكم المختلفة .
كيف تتحقق رؤية وطنية ثاقبة للسياحة؟
الخطوة الاولي تبدأ من فهم متقدم لدي متخذ اي قرار له صلة بالسياحة.
الخطوة الثانية ان السياحة هي صناعة لا تتحق نتائجها بالامنيات والتفكير العفوي وانما بالتخطيط السليم.
وهي كبيرها من الصناعات صناعة لها مدخلات ومخرجات. وكلما أحسنت في توفير مدخلاتها بدقة وجودة كانت النتائج مبهرة ومفرحة وذات ثمرة يانعة.
عناصر السياحة:-
تعتمد القدرة التنافسية للسياحة علي عدة عناصر نذكر منها.
١/ عناصر جذب طبيعية من تضاريس ومناخ و مياه وحياة نباتية وحيوانية وعناصر من صنع الانسان من شواهد أثرية ومتاحف ومتنزهات ومسارح.او لدوافع حياتية علاج ، تعليم ، رياضة . تدين ومعتقدات . اكتساب مهارات مهنية …..الخ
٢/ وسائل نقل تيسر الوصول
٣/ منشئات اقامة وضيافة بمواصفات جيدة بتنوع يتناسب مع امكانية كل سائح من فنادق ، موتيلات، بيوت شباب . شقق، ملاحق سكن عائلية ، منتجعات، قري سياحية ، مزارع سياحية، مخيمات….. الخ.
٤/ تكلفة الباقة السياحية
مدخلات صناعة السياحة:-
١/ استرتيحية واضحة للسياحة
٢/ جهاز حكومي فاعل
٣/ تشريعات قانونية منظمة ضابطة محفزة.
٤/ عناصر بشرية موهوبه
٥/ بني تحتية وفوقية.
٦/ قطاع خاص فعال
١ / استراتيجية السياحة.
للاسف كل ماورد في استراتيجيات الدولة للدولة علي مختلف حقب الحكم لا تتعدي اسطر ولم تحقق شيئا.
وعليه يجب أن تصمم استراتيجية تتحقق بها الاستفادة القصوي والمثلي من كل مقومات السياحة الطبيعية والثقافية وايضا ماهو متوفر ليكون السودان جاذبا لانماط السياحة الحديثة العلاجية والتعليمية الفنية والثقافية والرياضية والروحية وسياحة المؤتمرات وخلافها. ويجب تحديد امد بلوغ الاستراتيجية مراميها وفق مراحل وخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة.
٢/ لابد من جهاز حكومي فعال يتميز بسرعة الاداء والمرونة بعيدا من البيروقراطية . ومن تجربتنا المحلية وتجارب العالم من حولنا افضل شئ انشاء هيئة قومية مركزية للسياحة تتبع لمجلس الوزراء ولها فروع بالولايات ووضعها اشبه بوضعية الهيئة القومية للمواصفات. والمقاييس التابعة لمجلس الوزراء وهي منذ نشأتها تتقدم من نجاح الي نجاح.
ومن ازهي الفترات التي مر بها جهاز السياحة في السودان وحقق قدرا من النجاح هي فترة كونه هيئة السياحة والفنادق اذا كانت تمتلك وتدير منظومة من الفنادق في المركز والولايات نذكر من الفندق الكبير وفندق السودان وفندق قصر الصداقة والقرين فيلج وكازينو النيل الازرق وفندق البحر الاحمر وقرية عروس ومنتجع اركويت وفندق جوبا و استراحة جبل مرة ومعسكر الدندر ومصلحة المرطبات (وقد تمتعت أجيال بخبزها الفاخر و ثلجها المميز ومشروب الليمونادة الشهير وخدمات بوفيهات السكة حديد المتنقلة( السنتور).
وكان للهيئة مدرسة فندقية تؤهل وتكسب منسوبيها المهارات المواكبة لما يجري في العالم.
و قد كان تطبيق ما سمي بخصخصة مرافق الدولة الاقتصادية والخدمية في تسعينيات القرن الماضي وبالا و قاصمة الظهر لقطاع السياحة . وقد اصابته بكساح وشلل شبيه بالقرار المأساة الذي الذي اصدره الرئيس الراحل المرحوم نميري والذي دمر الرياضة ولم تقم لها قائمة الي يومنا هذا وذلك بحل المؤسسات الرياضية وتطبيق بما يسمي الرياضة الجماهيرية فهاجر خبراء ومدربي الرياضة واللاعبين الي خارج السودان ونهضوا بالرياضة في بلدان المهجر .
وما حدث للرياضة من افول شمسها حدث للسياحة بيعت فنادقها ولم تتطور خدماتها بل توقفت واصبحت قراها السياحية وكرا للجريمة ومأوي للكلاب الضالة ( زوروا عروس لتزرفوا الدموع) وتحولت افضل فنادقها الي مكاتب ومقار لشركات وما تبقي تم اجاره بثمن بخس بدارهم معدودة.
وحتي المدرسة الفندقية المؤهلة للكوادر اغلقت و اصبحت شئ من الماضى.
* لا أدري كيف تخصخص وتباع منشئات ناجحة كالفنادق او شركة ناجحة كسودانير ومؤسسة فاعلة وناجحة كالسكة حديد ومشروع يمثل أمن غذاء السودان كمشروع الجزيرة ومصنع يتحدي بجودة إنتاجه المستورد كاسمنت عطبرة ،ومؤسسة يشار اليها بالتميز تمتلك بواخر علي ساريتها علم السودان تمخر البحار تقطع المحيطات وكل باخرة سميت باسم له دلالة ومعزة اذكر من أسماء البواخر سنار ، الخرطوم ، شندي، دارفور ، النيل كردفان، الابيض ، مريدي ، دنقلا ، مروي ، الجزيرة، الفاشر ، نيالا ، القضارف، سنار ،النيل الازرق ، من اوائل البواخر في البحرين الاحمر و الابيض المتوسط تعمل بنظام الحاويات( يطلق عليها بواخر الدحرجة وهي يحمل فيها البضائع غير السائبة وتستخدم فيها الروافع في شحنها وانزالها.)
* نواصل باذن الله الحلقة القادمة نواصل ما انقطع. عن أهمية هيئة فعالة للسياحة.
* مدير عام السياحة سابقاً