سودانيون

دار السلام علي تكتب: صحوا النوم يا سفراء!!

جرأة قلم
دار السلام علي
صحوا النوم يا سفراء!!
أكثر من 10 ملايين مواطن سوداني نزحوا جراء الحرب الدائرة بين مليشيا الدعم السريع والجيش السوداني، منهم أعداد كبيرة لجأت إلى دول الجوار، وللأسف فإن غالبية الذين لجأوا إلى تلك الدول التي من المفترض أن تكون نعم الجارة إلا أنهم يعيشون ظروفاً غاية في السوء، فمثلاً أكثر من 6 آلاف سوداني من جملة 20 الف لاجئ عالقون في غابة بـإثيوبيا ويواجهون مصيراً مجهولاً بلا أمن ولا غذاء ولا مأمن.. يتوسدون الأرض ويلتحفون السماء، يعيشون في العراء مع العقارب والثعابين، ومصير مجهول وظروف مفترسة غمرتهم مياه الأمطار يحمون أنفسهم بأغطية من قماش ويلتحمون مع بعضهم البعض بحثاً عن التدفئة بسبب تساقط الأمطار الباردة لساعات طويلة، هربوا من ويلات الحرب واصطدموا بواقع أشد مرارة من الحرب، اضربوا عن الطعام لعدة أيام في رسالة واضحة للعالم والمنظمات الدولية احتجاجا على احتجازهم في الغابة، إلا أن الجميع غضوا أبصارهم عنهم بمن فيهم سفير بلادهم الذي فعل وضع (أضان الحامل طرشا)!!
ويعيش الغالبية العظمى من اللاجئين السودانيين أوضاعاً مزرية في كافة الدول التي لجأوا إليها وطال عليهم التهميش، خاصةً في بعض دول الجوار التي تنصلت من المعاهدات والاتفاقيات الدولية وضربت بها والقيم الإنسانية عرض الحائط، ولكنني لا الومها في ظل نوم سفراء بلادنا في هذه الدول، ففي الدولة الجارة لنا والتي كنا نعتقد أنها أقرب الدول إلينا قامت سلطاتها منذ بداية الحرب بتقييد دخول السودانيين الى أراضيها، وتشتت الآلاف من الأسر والمرضى لأسابيع بالمعابر في أوضاع غاية في الألم والوجع، ولم يقف الأمر إلى هنا فقط، هذا غير الحملات الإلكترونية والمباشرة التي تنفذها السلطات المختصة وأبناء تلك الدولة ضغطا واستفزازا على السودانيين المتواجدين بها، ورغم أن غالبيتهم لم يطلبوا سوى الأمان، ورغم غضهم الطرف وعدم استفسارهم عن الدعومات التي تأتي عبر المنظمات الدولية باسم اللاجئين السودانيين والتي إن وصلت إليهم كانت عبارة فتات لا يغني من جوع، هذا غير المضايقات وارتفاع أسعار الإقامات والايجارات، ففي إحدى الدول الغربية أيضا تتعرض النساء للاغتصاب والاعتداءات والتعذيب الجسدي أدى بعضها إلى إصابات ووفيات، وقبل فترة أعلنت غرفة الطوارئ في مدينة الكفرة عن تعرض العديد من الأسر لمخاطر الموت عطشا في الصحراء أثناء هروبهم من السودان، واكدت وصول عدد اللاجئين السودانيين في المدينة إلى 40 ألف لاجئ، وكذلك في دولة جنوب السودان أكد عدد من اللاجئين أن السلطات قامت بفرض رسوم للحصول على تصاريح السفر الداخلي، ورغم ذلك فإن سفراء السودان بهذه الدول كذلك يفعلون خاصية (أضان الحامل طرشا) تخيل!!
وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن اللاجئين السودانيين يجري القبض عليهم لمجرد دخولهم مصر عبر حدود غير نظامية، ويتم احتجازهم في ظروف مروعة، بما في ذلك في مخازن واسطبلات للخيول، دون إمكانية الاتصال بمحاميهم وعائلاتهم والوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة والغذاء الكافي، واكدت إن السلطات المصرية منذ سبتمبر 2023، طردت بشكل جماعي آلاف اللاجئين دون اتباع الإجراءات الواجبة وإمكانية طلب اللجوء على الرغم من الصراع المحتدم في السودان، وكشفت أن عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين غير المسجلين يواجهون خطراً بالتعرّض لانتهاكات مماثلة، وفي يوغندا يعيش كذلك اللاجئون السودانيون أوضاعا لا تقل خطورة عن بقية الدول فقد أوقفت الدولة تسجيل اللاجئين السودانيين في يوغندا وحدثت مواجهات بين اللاجئين السودانيين والشرطة اليوغندية في مركز التسجيل بمدينة مينقو لأسباب غير معلومة.
هذا وقد أظهرت صور للأقمار الصناعية انتشار مخيمات اللاجئين السودانيين في دول الجوار مثل تشاد وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اقترب عدد النازحين السودانيين منذ اندلاع الصراع من 10 ملايين، منهم 7.72 مليون نازح داخل السودان وقرابة 1.5 مليون لاجئ في الدول المجاورة، وقالت المفوضية إن بعض اللاجئين السودانيين في هذه البلدان يعانون من ظروف إنسانية صعبة واعتداءات متكررة من جماعات مسلحة، وبلغ عدد اللاجئين السودانيين في تشاد 612 الف لاجئ وفي اثيوبيا 56 ألف لاجئ وافريقيا الوسطى 32 ألف وجنوب السودان 722 ألف ووصل عدد اللاجئين السودانيين في مصر 402,000 لاجئ حتى الآن، وقالت المفوضية إنها سجلت في ليبيا 20,000 لاجئ، كما استقبلت يوغندا نحو 39,000 لاجئ سوداني منذ اندلاع الصراع ويعبر ألف شخص يوميا الحدود إلى جنوب السودان ومصر وبقية الدول هربا من الموت!!.
اوضاع اللاجئين السودانيين تحتاج إلى وقفة جادة من المسؤولين وسفراء البلاد في تلك الدول، ويجب أن يبعد ويقال أي سفير غير قادر على حماية رعاياه والدفاع عنهم واقتلاع حقوقهم، أليس هذا من ضمن مسؤوليات السفارات في كل العالم، وهل بعث السفراء وانشئت السفارات لتكون عبارة عن (نقاطة) ونافذة لاستنزاف الجاليات مادياً في كل الدول؟!!
إلى السيد القائد العام للجيش السوداني عليك أن تنتبه جيداً إلى إعداد السودانيين الذين نزحوا ولجأوا إلى دول الا من رحم ربي، لم يجدوا منها في ظل هذه الظروف السيئة سوى التهميش والإذلال والقهر، لم يجدوا ما كانوا ينعمون به في أرض السودان من معاملة حسنة وكرم الضيافة والترحيب، لم يجدوا ما عاملهم به إنسان السودان من تقدير واحترام وجود حتى على حساب أنفسهم، لم يجدوا منها ما قدمته الدولة السودانية في سنين وأزمان سابقة من حماية لأراضيهم والدفاع عنهم والتمتع بكافة الخدمات وعدم تمييزهم عن المواطن السوداني بل إن بعضهم نال الجنسية السودانية وبات كمواطن عادي في بلده، ارجو من الجهات المعنية بالأمر مراجعة أداء بعض السفراء الذين يجلسون على كرسي السفارة كفازة ورد موضوعة على المكتب وكلوحة معلقة على جدران حوائط الغرف المكتبية لا دور لهم ولا قول ولا فعل، فارغون حتى من اي أفكار قادرة على انتشال رعاياهم من الوجع ومعاناة الحرب والغربة واللجوء، لا يدركون اهمية المكان الذي يجلسون خلفه وما يمثلونه ويعكسونه من واجهة لدولة عظمى تسمى السودان، يجهلون أن ضعفهم يعني إذلال مواطنيهم وتهميشهم في كل دولة يتواجدون فيها..
سيدي إن استمرار الحرب ليوم آخر في أي منطقة في السودان يعني مزيداً من النزوح واللجوء والتشتت والإذلال والمعاناة والقتلى وتوسيعاً لمساحات المجهول الذي يعيشه مواطن السودان، الجميع يثق في الجيش السوداني ويدعمه بكل ما أوتي من قوة وينتظر النصر بفارغ الصبر، فنحن نرجو ونتمنى لكم إنتهاء هذه الحرب اللعينة بطريقة ترضي الجميع وترفع شأن السودان ومواطنه.

جرأة أخيرة

اصحوا يا سفراءنا من هذا السبات العميق فالمواطن الان أشد حاجة اليكم من اي وقت مضى، وهذه فرصتكم لإبراز قوتكم وجدارتكم فليس هناك أفظع من الحرب لتخدموا جالياتكم بالدول.

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.