يروى أن
الأمين علي حسن
هل يوجد سوداني يرفض السلام؟!
السؤال أعلاه يجب يكون حاضرا في أي نقاش عن قضية الحرب والسلام في السودان.. لنربطه بالمثل الشهير الذي كم تغنينا به: (البيابا الصلح ندمان).
السودانيون على اختلاف مناطقهم وألوانهم وسحناتهم وتياراتهم يؤيدون السلام ويتمنونه اليوم قبل الغد ولكن يختلفون حول الكيفية.
هناك تيار على قلته إلا أن صوته يكاد يكون الأعلى رفع شعاراً أجوفاً “لا للحرب”، وهو شعار دون جدوى، ففي النهار يرفعون هذا الشعار وفي المساء يعلنون دعمهم للدعم السريع ويرددون خطابه ويمتنعون عن إدانة جرائمه، بل يسعون بكل قوة أن يثبتوا للناس أن الدعم السريع لم يبدأ الحرب وفرضت عليه، بل يخلقون المبررات والأعذار لهذه الحرب.
فهؤلاء في نظرهم الحرب تنتهي بنتيجة واحدة فقط ضمان وجود الدعم السريع مستقبلاً وإعادة حمدوك ومجموعته لسدة الحكم وإبعاد كل الأحزاب والتيارات السياسية عن الفعل السياسي، وأن تكون الفترة الانتقالية طويلة الأجل.
هناك تيار آخر يرفض شعار “لا للحرب” ويعتبره شعاراً داعماً للحرب أكثر من كونه ضدها إذ يربط إيقاف الحرب بشروط وهي في الواقع تجعل الحرب مؤجلة ربما لشهور أو سنوات، وهذا التيار رؤيته للحرب مختلفة وهي أكثر واقعية..
يقول دعاة هذا التيار إن السودان فقد الكثير من الأموال والأرواح وحدثت سرقات واعتداءات واغتصابات وقتل وغيرها فلا يمكن إيقاف الحرب ببساطة وتناسي كل هذه الأشياء، بل يجب أن تقف الحرب بعد أن يخرج أفراد الدعم السريع من منازل المواطنين والمؤسسات العامة ومن ثم يتم إرسال المرتزقة الأجانب إلى بلدانهم عبر المؤسسات الدولية والسفارات المعتمدة لبلدانهم، وأن يتم حل الدعم السريع وتسليم سلاحه إلى القوات المسلحة واسترداد حقوق المواطنين عبر الطرق القانونية، وأن يكون السلاح بيد القوات المسلحة فقط وألا تتضمن المفاوضات شأناً سياسياً بل يترك أمرها للقوى السياسية في البلاد عقب تحقيق السلام، وفي حالة عدم تحقيق هذه الشروط تستمر الحرب نحو الحسم العسكري لأنه لا يوجد ما يخسره السودانيون أكثر مما خسروه.
هكذا هي معادلة الحرب والسلام في السودان. ولكن هناك من يزور الحقائق ويحاول أن يوهم الناس بأن هناك تياراً تقوده حمامات تدعو للسلام يواجه تياراً آخر متوحش راغب في الدماء لا يريد السلام.
لذلك بدأت حملة قوية يقودها قادة تنسيقية “تقدم” هذه الأيام تطالب بضرورة ذهاب القوات المسلحة إلى جنيف وأن تقدم تنازلات من أجل الدعم السريع. فالدعوة للسلام والتفاوض وإيقاف الحرب ليس من أجل السودان ولكن من أجل مشروع سياسي يجتهد أصحابه في تثبيته وجعله واقعاً رغم الدماء والأشلاء والنزوح واللجوء الذي يتعرض له جميع السودانيين.
الخلاصة أنه لا يوجد سوداني ضد السلام.. ولكن
..!