سودانيون

د. عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: لماذا تبحث الإمارات عن هدنة في السودان؟

د. عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: لماذا تبحث الإمارات عن هدنة في السودان؟

▪️ بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتياً على مدينة الفاشر، تسعى الإمارات والدول الداعمة لمليشيا آل دقلو وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، تسعى لفرض واقع جديد في السودان يشبه الواقع الليبي واليمني في حال فشلت في إرجاع الدعم السريع وحليفه السياسي للحكم (تقدم، صمود).

▪️ الدول الداعمة للمليشيا تعلم أن الدعم السريع لن يستطيع أن يسيطر على السودان عسكرياً وإن استمرت هذه الحرب مائة عام، ولذلك وضعت عدة سيناريوهات للتعامل مع الوضع في السودان:

السيناريو الأول:

أن تفرض هدنة قصيرة الأمد تتم بعدها عملية سياسية تنتهي بعودة الدعم السريع وحلفائه (تقدم، صمود) لحكم السودان ليمضوا في تنفيذ خطة ما قبل 15 أبريل (الاتفاق الإطاري).

السيناريو الثاني:

أن تفرض هدنة طويلة الأمد تمكن الدعم السريع من تثبيت أقدامه في دارفور بتأهيل المطارات والمرافق الإستراتيجية وجلب أنظمة دفاع جوي متطورة تمنع الجيش السوداني من تهديد حكومته المزعومة، وهذا السيناريو هو ذاته سيناريو ليبيا واليمن.

هذا السيناريو يعني أن تصبح في السودان حكومتان واحدة معترف بها دولياً وتمثل السودان في كل المحافل الدولية والأخرى غير معترف بها لكنها تظل مدعومة من الدول الداعمة للمليشيا فتصبح حكومة فاعلة وموجودة فعلياً عبر سياسة الأمر الواقع.

السيناريو الثالث:

أن تواصل المليشيا في حشد قواتها للسيطرة على كردفان وفتح جبهات قتال أخرى (شد الأطراف) في الشمالية وجنوب النيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق، وذلك عن طريق قواتها المتمركزة في الصحراء الشمالية ودولة جنوب السودان.

يهدف هذا السيناريو للضغط على الحكومة السودانية والشعب السوداني ليقبلوا بالسيناريو الأول (سيناريو عودة المليشيا وحلفائها للحكم).

▪️ إزاء هذا الوضع يجب على الحكومة السودانية أن تواصل في حسمها العسكري وتسارع الخطى لتأمين الجبهة الشمالية والجنوبية للبلاد وتحرير ولايات كردفان، فتأمين تلك الجبهات مهم حتى لا يتم اختراق شمال السودان ووسطه.

أما تحرير كردفان فهو الخطوة الوحيدة التي لن تجعل لمليشيا آل دقلو وداعميها حكومة في دارفور فكردفان هي الكرت الرابح في هذه الحرب، لأنها العمق الإستراتيجي والأمني لدارفور وكل السودان.

#حفظ الله تعالى السودان وشعبه.

#هذه_الأرض_لنا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.