سودانيون

مصر وروسيا،، ملف السودان في المقدمة..

مهاتفة عبد العاطي ولافروف بحثت التطورات، ومساراتها السياسية والعسكرية،،

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تلقَّى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي سيرجي لافروف، وذلك في إطار التنسيق المستمر والتشاور بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأكد الوزيران خلال الاتصال على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا، وما تشهده من زخم متزايد في مختلف مسارات التعاون، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتطرق عبد العاطي ولافروف إلى تطورات الأزمة السودانية وسبل الدفع نحو وقف شامل لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وأكد الوزيران ضرورة الحفاظ على سيادة السودان ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، ورفض أي تدخل أجنبي في شؤونه الداخلية.

تداعيات المشهد العسكري:

ويأتي الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية المصري والروسي وحديثهما عن الأزمة السودانية، ضمن عدة تحركات دبلوماسية في ظل احتدام الأزمة عقب التطورات الميدانية بسقوط مدينة الفاشر في يد ميليشيا الدعم السريع، وما تبع ذلك من جرائم مروِّعة وانتهاكات واسعة ضد المدنيين العزل، بينهم أطفال ونساء ومرضى، في مشاهد هزّت ضمير العالم، الأمر الذي أثار غضبة كبيرة وسط القوات المسلحة السودانية التي رمت بثقلها لاسترداد فاشر السلطان ضمن عملية عسكرية واسعة، حيث ضرب الجيش السوداني بعرض الحائط كل دعوات الهدنة التي تطالب بها الميليشيا وأعوانها، ملتزماً برد اعتبار الضحايا من المواطنين الذين تعرضوا لأبشع أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية.

تناولا سبل وقف إطلاق النار، وضمان وصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة..

تطورات سياسية:

وبعيداً عن الأوضاع الميدانية، فإن المكالمة الهاتفية بين عبد العاطي ولافروف تأتي عقب التوتر الذي أثاره موقف السودان الرافض لمخرجات الآلية الرباعية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، إذ اعتبر السودان أن وجود الإمارات في هذه الآلية يُفقدها المصداقية بسبب تورطها في دعم الميليشيا المتمردة بالمال والسلاح والمرتزقة، وهو ما يُعرقل أي جهود موضوعية لتحقيق السلام أو التهدئة، وأن الحكومة السودانية ملتزمة بخارطة الطريق التي رفعتها إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية وحددت فيها رؤيتها لمعالجة الأزمة.

تطابق الرؤى بشأن رفض التدخلات الأجنبية، و”سودانية” الحل..

تطابق رؤى:

وتطابقت الرؤى بين وزيري الخارجية المصري والروسي بشأن الموقف من أزمة الحرب في السودان، إذ أكد الوزيران عبد العاطي ولافروف على أهمية الحفاظ على وحدة السودان واستقلال قراره الوطني، والتأكيد على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون “سودانياً – سودانياً” دون إملاءات خارجية، مع ضرورة وقف نزيف الحرب وتغليب الحلول السياسية التي تحفظ مؤسسات الدولة السودانية وتمنع انزلاق البلاد إلى الفوضى.

إدانة انتهاكات وجرائم الفاشر، وإبداء القلق من تدهور الأوضاع الإنسانية..

سردية الاتصال الهاتفي:

واستعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الجهود المتعاظمة التي تبذلها بلاده في إطار الآلية الرباعية من أجل تحقيق التهدئة وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية، مجدداً إدانة مصر للانتهاكات الجسيمة التي شهدتها مدينة الفاشر وقلقها البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية، مؤكداً استمرار بلاده في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للأشقاء في السودان، فيما شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على دعم روسيا لكل مسعى يهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق حوار شامل يضمن استقرار السودان بعيداً عن التدخلات الخارجية.

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر، فإن المكالمة الهاتفية التي جرت بين وزيري خارجية مصر وروسيا، تعكس تزايد الاهتمام الدولي بتداعيات الحرب في السودان، لا سيما بعد المأساة الإنسانية في الفاشر التي باتت نقطة تحول في مسار الصراع، كما تُظهر المكالمة رغبة القاهرة وموسكو في صياغة مقاربة جديدة تقوم على احترام سيادة السودان والبحث عن تسوية سياسية بعيداً عن التدخلات الخارجية.

* نقلاً عن صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.