سودانيون

وقفة كمبالا الاحتجاجية،، غضبة ضد الميليشيا..

نظمتها الجالية السودانية بيوغندا، وشهدت تفاعلاً كبيراً،،

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

في نهارية مشحونة بالعاطفة الوطنية والوجع الإنساني، احتشد أبناء السودان في يوغندا داخل مبنى سفارة السودان في كمبالا في وقفة احتجاجية تضامنية عبّروا من خلالها عن غضبهم ورفضهم القاطع لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية ضد المدنيين في مدينتي الفاشر وبارا،،

الفعالية التي أقيمت وسط طقس حار نسبياً، ومناخ سياسي متوتر في يوغندا التي تؤوي عدداً كبيراً من رموز المعارضة المساندة للميليشيا، والمسبّحة بحمد داعمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، جاءت بمثابة رسالة مغايرة تحمل موقفاً وطنياً واضحاً من قلب بلدٍ طالما استُغل اسمه من قبل أبواق التمرد.

تنديد بالإبادة في الفاشر وبارا، ومطالبة بوقف الدعم الإماراتي للميليشيا..

حضور كبير ولفتة بارعة:

وشهدت الوقفة الاحتجاجية حضوراً واسعاً من أفراد الجالية السودانية بمختلف فئاتهم السياسية والاجتماعية والثقافية، يتقدمهم رئيس بعثة السودان بيوغندا السفير أحمد جردا وأعضاء البعثة من الدبلوماسيين والمستشارين، والفنيين والإداريين، وكان لافتاً في الوقفة الاحتجاجية تشريف ممثلين لمدينتي الفاشر وبارا المنكوبتين، فضلاً عن تغطية كبيرة من وسائل الإعلام اليوغندية والعربية، والأجنبية، شملت القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية ومنصات الإعلام الجديد، وانتظمت الوقفة الاحتجاجية مشهداً إنسانياً مؤثراً، حين رفع الحاضرون علم السودان عالياً ورددوا النشيد الوطني في صمت مهيب، وكأنهم يقولون للعالم: رغم الجراح والخذلان، سيبقى السودان حيَّاً بعد أن يتساقط الزبد ويذهب جفاءً، وتبقى الأرض لمن أحبها ووقف من أجلها.

تأكيدات على جرائم تطهير عرقي ممنهج يستهدف هوية الإقليم وإنسانه..

مطالبة بوقف المأساة:

وعبّر ممثلا مدينتي الفاشر وبارا عن غضبهما من الصمت الدولي والإقليمي المريب تجاه الجرائم الوحشية التي ما زالت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية بحق المدنيين، واعتبرا ما يجري “تطهيراً عرقياً ممنهجاً” يستهدف هوية الإقليم وإنسانه، وطالب المتحدثان باسم مدينتي الفاشر وبارا، بضرورة عدم إفلات الجناة من العقاب، داعين المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف المأساة الإنسانية المتفاقمة، ومطالبين في الوقت نفسه بتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية، وندد المتحدثان بالتدخل الإماراتي السافر في الشأن السوداني عبر تمويل الميليشيا المتمردة، مطالبين مجلس الأمن بمساءلة أبوظبي ودول الجوار المتورطة في تسهيل عبور السلاح والدعم إلى المتمردين.

السفير جردا: لا بد من تجريم الميليشيا وتصنيفها جماعةً إرهابية..

تنديد بجرائم الميليشيا:

وجدد رئيس بعثة السودان بيوغندا السفير أحمد إبراهيم جردا، التنديد بالجرائم والانتهاكات التي ظلت تمارسها ميليشيا الدعم السريع ضد المواطنين الأبرياء والعزل في مدينتي الفاشر وبارا، مؤكداً أن العالم أجمع اطلع على هذه الجرائم المروِّعة التي تخالف القانون الدولي والإنساني، وأن ما يجري في مختلف بقاع العالم من مواكب ووقفات احتجاجية متضامنة مع السودان يمثل ضغطاً على المجتمع الدولي ليكسر صمته الغريب والمريب، وينطق بتجريم وإدانة هذه الميليشيا وتصنيفها جماعةً إرهابية، وامتدح السفير أحمد جردا تفاعل الجالية السودانية بيوغندا مع هذه الوقفة الاحتجاجية، مشدداً على أهمية وحدة السودانيين في الداخل والخارج، وضرورة وقوفهم صفاً واحداً دفاعاً عن وطنهم، مجدداً الدعوة إلى تغليب صوت الوطن على الخلافات وبناء جبهة وطنية موحدة لمجابهة التحديات الراهنة.

دبلوماسية شعبية:

وترى الإعلامية هالة محمد عثمان أن وقفة السودانيين لم تكن مجرد تعبير عن الغضب، بل تحرك واسع من قبل دبلوماسية شعبية هزَّت أركان العاصمة اليوغندية كمبالا وبعثت برسالة قوية إلى العالم، مفادها: أن صوت السودان لا يمكن إسكاتُه، وأن المأساة في الفاشر وبارا لم تعد قضية محلية بل أصبحت قضية ضمير عالمي، وقالت الأستاذة هالة في إفادتها للكرامة إن الجرائم والانتهاكات الفظيعة التي شهدتها الفاشر وبارا قد وحَّدت مشاعر السودانيين في الداخل والخارج، وبلورت المعنى الحقيقي لقول الشاعر الفخيم ” كلُّ أجزائه لنا وطنُ”، مؤكدة أن الشعب السوداني يثق في قدرة القوات المسلحة والقوات المساندة في ردِّ اعتبار مدينتي الفاشر وبارا، وأن التضامن الكبير الذي وجده السودان من مختلف بقاع العالم مع قضية الفاشر وبارا سيكون دافعاً للجيش ليمضي قدماً في تنظيف البلاد من دنس الميليشيا المتمردة.

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر فقد مثلت الوقفة الاحتجاجية للجالية السودانية بيوغندا، لحظة وطنية فارقة في كسر جدار الصمت، وممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية على تقاعس المجتمع الدولي، فقد نجحت الجالية السودانية ومن العاصمة كمبالا، في إيصال صوت الضحايا والمعاناة إلى المحافل الدولية، مؤسِّسة لمرحلة جديدة من الوعي الجماعي والعمل المنظم، لتؤكد أن ما يحدث في دارفور وكردفان لن يظل حبيس الجغرافيا، بل سيظل صدى إنسانيّاً يطرق أبواب العدالة حتى تُرفع المظالم وتُستعاد الكرامة.

* نقلاً عن صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.