سودانيون

السودانيون يتوحدون في مواجهة المرتزقة الأجانب وسماسرة الحروب

سودانيون ميديا: متابعات

لا زالت قضية مشاركة المرتزقة الأجانب في الحرب على الشعب السوداني ولا سيما المرتزقة الكولمبيون الذين يحشدهم نظام أبو ظبي للقتال في صفوف مليشيا اسرة دقلو وارتكابهم لأبشع الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية لا زالت هذه القضية تتمدد كل يوم بأساليب وآليات جديدة فبعد أن كان قادة وأفراد هذه المجموعات المرتزقة يتخفون بعيدا عن أعين الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هاهم هذه المرة يتجاوزون الأمر وبدأوا في الظهور عبر فيديوهات توثق مشاركتهم في صفوف المليشيا وقصف معسكرات النزوح وحصار الفاشر بل تعدى الأمر إلى الإشراف المباشر على عدد من معسكرات التجنيد لجنود المليشيا خاصة في منطقة دوماية بولاية جنوب دارفور.

وفي السابق ضبطت القوات المسلحة عناصر من المرتزقة في جبهات القتال بالوثائق والمستندات الرسمية وطريقة تمويلهم ودخولهم للسودان للقتال وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات وحشية بحق الأبرياء العزل.

والشاهد أنه منذ بداية الحرب تدفق المئات من أولئك المرتزقة للبلاد بتعاقدات عبر شركات إماراتية عبر شركة تسمى قلوبال سيكورتي سيرفس GssG حيث تقوم بتحشيدهم وتحديد رواتب شهريا لهم

بحسب ما نشرته صحيفة لاسيلا فالنسيا الكولمبية وان من يقود عملية التجنيد احد الجنرالات المتقاعدين ويدعى ألفارو كويخانو

من خلال التخطيط بأن يصل عدد المرتزقة المراد إرسالهم السودان نحو نحو 1500 كولومبي للقتال في صفوف المليشيا بجملة تعاقد تصل ل77 مليون دولار في العام.

شهادة الرئيس الكولمبي:
وصف الرئيس الكولومبي في تغريدة على منصة إكس، من يقومون بعمليات تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى السودان”بالقتلة” و”أشباح الموت”. وقال إن تجنيد المرتزقة شكلٌ من أشكال الاتجار بالبشر ويحول الأشخاص إلى أدوات للقتل.

وأكد أنه أمر سفيرة بلاده في مصر بالتحقق من عدد الكولومبيين الذين لقوا حتفهم في دارفور، وأضاف “سنرى إن كنا نستطيع استعادة جثثهم”.

هذه الشهادة تاكيد للدور القذر للتآمر الإماراتي لتدمير السودان والقضاء على شعبه.

الصحافة الكولمبية تنتفض:
تناولت الصحافة العالمية، والصحف الكولمبية على نحو أخص على صدر صفحاتها الخميس على نطاق واسع خبر بيان القوات المسلحة والتلفزيون السوداني عن تدمير طيران الجيش لطائرة إماراتية كانت تقل مرتزقة كولومبيين في مطار نيالا.

ونقلت الصحافة العالمية تصريحات الرئيس الكولمبي (غوستافو بيترو) في الساعات الأولى من صباح الخميس عن الحادثة، وقال فيها:

الزعماء الذين يرسلون المرتزقة ليَقتُلوا ويُقتَلوا عبثاً.. هم أيضاً قتلة.

قدمت طلباً عاجلأ لسن قانون يحظر الارتزاق لأنه من أشكال الاتجار بالبشر ويحوّل الإنسان إلى سلعة تُستخدم في القتل.

أرادوا إشعال الحرب داخل كولومبيا. ثم سعوا إلى إشعالها خارجها في مكان لم يؤذنا منه أحد أمرت سفيرتنا في القاهرة (لوز إيلينا مارتينيز)، بالبحث عن عدد الكولومبيين الذين ماتوا في السودان. وسنرى لو بوسعنا إعادة جثثهم.

الظهور العلني للمرتزقة:
وقال الخبير والمحلل السياسي دكتور عثمان حسن عثمان إن وجود مرتزقة كولومبين يقاتلون بجانب مليشيا الدعم السريع التي تشن عدوان منذ 15 ابريل 2023 على الدولة السودانية بدعم من نظام ابو ظبي سواء بالقتال او تدريب الأطفال او ارسال المسيرات لتقتيل المواطنين واحكام الحصار على الفاشر التي تعيش أوضاع انسانية قاسية وتهجير النازحين من المعسكرات والتي اتخذت قواعد ارتكاز للمرتزقة الكولومبين، تعتبر حقائق واضحة لا ينكرها الا مكابر.

وان الأمر تعدى مرحلة التستر والاختباء حتى من قبل المرتزقة أنفسهم خاصة بعد ظهورهم في فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد مشاركتهم في الحرب مع المليشيا بجانب مسؤوليتهم عن عمليات التدريب في عدد من المعسكرات بمناطق اقليم دارفور.

توحيد الخطاب الرسمي للدولة:
ونادى عثمان بضرورة توحيد الخطاب الرسمي للدولة وتنظيم حملات إعلامية مكثفة عبر غرف إعلامية مختصة وخطط استراتيجية تنشط على المستوى المحلي والدولي من خلال منصات السفارات السودانية بالخارج لتسليط الضوء على التورط الاماراتي المباشر في تجنيد المرتزقة لاستمرار اشتعال الحرب وفضح الجرائم المرتكبة ضد المدنيين العزل وقصف معسكرات النزوح وحصار المدن لأجل التجويع مما يعد مخالفا لكافة القوانيين والأعراف الدولية باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تكثيف العمل الدبلوماسي:
ونبه عثمان إلى أهمية تكثيف العمل الدبلوماسي في كافة المحافل الإقليمية والدولية والاستعانة بالشركاء والداعمين من الدول الشقيقة والصديقة والعمل لخلق رأي عام عالمي لفضح الدور الاماراتي في استمرار الحرب والفظائع المرتكبة والمتمثلة في الجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية التي شارك فيها جميع هؤلاء وفق نسق تصاعدي للحملة لا يعرف التوقف، واضاف عثمان ان الخطوة من شأنها أن تقود إلى استيقاظ الضمير العالمي إزاء المآسي التي خلفتها حرب العدوان على السودان مع تكثيف الجهود الداخلية لتمتين وحدة الصف الوطني وتراصه لصد العدوان والحفاظ على كيان الدولة.

خطورة المرتزقة على الإقليم:
ويلفت دكتور عثمان الإنتباه إلى خطورة تدفق المرتزقة إلى الإقليم بشكل عام والسودان بشكل خاص وما يمكن أن يترتب عليه من مخاطر على المجتمع الأمن والسلم الدوليين وفتح المجال أمام العديد من الطامعين في الثروات والموارد الافريقية في ظل صمت وغياب مؤسسات القانون الدولي كما أن استخدام المرتزقة من قبل الامارات التي تعد الدولة الأولى في المنطقة العربية والإفريقية التي تنتهج تحشيد المليشيات والمرتزقة الاجانب لنهب الثروات والسيطرة على الحكم وانها كانت قد بدأت الامر في استقطاب الكولمبيين وعدد من المرتزقة من قارة أمريكا اللاتينية في حرب اليمن العام 2015.

وثائق الرأي العام العالمي والمحلي:
وأشار عثمان إلى أن الوضع الحالي يتطلب من الحكومة السودانية القيام بجهود سريعة وجدية لتمليك الرأي العام العالمي والمحلي الوثائق التي تم ضبطها في محاور القتال من قبل القوات المسلحة وتوضيح الأخطار المترتبة عن ذلك وفق حملة منظمة تكشف عن مآلات العدوان الذي يتعرض له السودان بمشاركة المرتزقة الاجانب والذي قال إنه لن تقف تداعياته عند السودان وإنما تتخطاه لكامل المنطقة وسائر دول الجوار، منوها إلى أن ذلك يقتضي التوجه الى الاتحاد الأفريقي والايقاد وجامعة الدول العربية فضلا عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا لفضح الجرائم التي يتعرض لها السودان من تقتيل المواطنين والأطفال والزج بهم في القتال واغتصاب النساء وغيرها من الأعمال الشنيعة المثبتة التي ارتكبها المرتزقة الأجانب القادمون من عديد الدول في الجوار والاقليم وخارج القارة.

لقد بات واضحا أن قضية مشاركة المرتزقة الأجانب في الحرب لابادة وتهجير الشعب السوداني من دياره والاستيلاء على ارضه ومقدراته عن طريق المأجورين من سماسرة الحروب من المليشيا وعمالة بعض السياسيين وبعض قادة دول الجوار ومن خارج القارة الأفريقية بتوجيه من نظام أبو ظبي، جعلت الشعب السوداني يتوحد خلف راية قواته المسلحة لمواجهة هذا التهديد الوجودي وقد انتظمت الصفوف لطردهم وتنظيف البلاد من دنسهم.

* نقلا عن وكالة السودان للأنباء (سونا)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.