سودانيون

تشاد تعيد سيارات سودانية،، ثم ماذا بعد؟!..

الخرطوم استلمت 125 منها بالتعاون مع الإنتربول،،

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

امتدحت سفارة السودان بتشاد الجهود المتعاظمة التي اضطلعت بها السلطات التشادية المختصة، وجهودها لاستعادة عدد من السيارات التي تم نهبها خلال فترة الحرب، وسلمت شرطة الإنتربول التشادية السفارة السودانية في انجمينا، عدد 125 من السيارات المنهوبة والفارهة، وتأتي هذه الخطوة التزاماً بالأطر واللوائح والقوانين الدولية، واتساقاً مع بروتكول التعاون الأمني والقضائي بين الخرطوم وانجمينا، حيث حرصت السفارة السودانية بتشاد، وشرطة الإنتربول التشادي والسوداني على استعادة ممتلكات السودان المنهوبة، وقد جرت العملية في روح من التعاون والتنسيق المحكم بين الجانبين السوداني والتشادي بحضور وزير الأمن العام والهجرة التشادي، ومندوب شركة السهم الذهبي.

تكملة إجراءات 125 سيارة فارهة، أغلبها من ذات الدفع الرباعي..

خطوة لافتة

ووفقاً لمراقبين فإن تسليم السلطات التشادية 125 من السيارات الفارهة التي كانت قد نهبت خلال فترة الحرب، إلى الحكومة السودانية، يمثل خطوة لافتة تحمل أبعاداً سياسية وأمنية بالغة الدلالة، من شأنها أن تعيد خلط أوراق العلاقات الثنائية ما بين الخرطوم وانجمينا والتي تشهد توتراً غير مسبوق منذ حرب الخامس عشر من أبريل 2023م والتي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع، مسنودة بمحاور إقليمية ودولية من بينها تشاد نفسها التي تتهمها الحكومة السودانية بالتورط في نقل أسلحة وذخائر إلى ميليشيا آل دقلو المتمردة، حيث تقدم السودان في نوفمبر من العام الماضي 2024م بشكوى رسمية ضد تشاد لدى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، متهماً انجمينا بتوفير الدعم اللوجستي لميليشيا الدعم السريع بالسلاح والذخائر، بالإضافة إلى عناصر من المرتزقة.

السودان يشيد بالخطوة التشادية، ويستعجل أصحاب السيارات لترحيلها..

تقدير سوداني

المزيد من المشاركات

وأعرب القائم بأعمال سفارة السودان في تشاد دكتور عبدالله ابكر صالح عن تقديره العميق لخطوة السلطات التشادية ممثلة في شرطة الإنتربول التشادية والتي قال إنها اجتهدت بالتنسيق مع شرطة الإنتربول السوداني في تعقب هذه المركبات والوصول إليها حتى تسليمها إلى الحكومة السودانية، وقال دكتور عبد الله إن السيارات التي تم استلامها وعددها 125 سيارة فارهة تمثل الدفعة الثانية من السيارات المنهوبة المستردة ومعظمها من سيارات الدفع الرباعي، مبيناً أن السفارة ستقوم بإرسال قائمة بنوع وماركات السيارات الموجودة وأسماء مالكيها في السودان، مناشداً أصحاب السيارات بالتوجه الفوري إلى شرطة الإنتربول السودانية، ووزارة الخارجية، إدارة القنصليات، للإسراع بتسلم سياراتهم أو توكيل من ينوب عنهم تمهيداً لترحيل هذه السيارات، وقال القائم بأعمال سفارة السودان بانجمينا إنه لا زال في عهدة السفارة نماذج من سيارات الدفعة الأولى ستشكل مع سيارات الدفعة الثانية عدداً من السيارات، واصفاً الأمر بغير المقبول خاصة وأن في الطريق دفعات قادمة من السيارات المنهوبة الامر الذي يشكل ضغطاً مالياً وإدارياً على السفارة من حيث تكاليف الحراسة والتأمين والمراقبة، مشدداً على ضرورة أن يسارع أصحاب السيارات المعنية في استكمال الإجراءات المطلوبة تمهيداً لعمليات الترحيل.

هل تفتح الخطوة التشادية الباب لبدء حوار ينزع فتيل التوتر بين البلدين؟..

استمرار التعاون

نهج التعاون الذي اختطّته السلطات التشادية في برنامج إعادة السيارات المنهوبة من السودان، قد يفتح الباب لتبادل أوسع للمعلومات بين الشرطة والأجهزة الأمنية في البلدين، بما يخدم مكافحة الجريمة المنظمة، ويتيح للبلدين فرصة للاتفاقيات الثنائية، ذلك أن خطوة إعادة هذه السيارات يمكن أن تشكّل قاعدة للتوقيع على بروتوكولات جديدة للتعاون الشرطي وتقييد حركة الميليشيات عبر الحدود المشتركة بين البلدين، وجدد وزير الأمن العام والهجرة الجنرال علي أحمد أغبش، التأكيد على استمرار تعاون السلطات التشادية لمكافحة الجريمة المنظمة واستعادة الممتلكات المسروقة، مبيناً أن عملية توقيف وضبط السيارات التي نهبها من السودان ستكون مستمرة، وأن تنسيق الجهود والمواقف مع السلطات السودانية المختصة ممثلة في شرطة الإنتربول بالإضافة إلى سفارة السودان بانجمينا سيتواصل خلال الفترة المقبلة.

خاتمة مهمة

ومهما يكن من أمر فإن تشاد وبإعادتها السيارات التي تم نهبها في السودان خلال الحرب، قد تُقرأ بحسب مراقبين بالخطوة المهمة نحو تهدئة التوتر ومحاولة مسح جزء من الصورة السلبية التي لاحقت تشاد إقليمياً بعد اتهامها من قبل الحكومة السودانية بدعم ميليشيا الدعم السريع، وهي خطوة قد تفتح الباب واسعاً لبدء حوار جديد بين الجانبين خاصة إذا ترافقت خطوة إعادة السيارات المنهوبة مع إجراءات إضافية مثل أن تكفَّ انجمينا أيديها عن تقديم الدعم اللوجستي لميليشيا الدعم السريع، وتقوم بضبط المعابر الحدودية، ومنع تهريب السلاح والمركبات.

* صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.