استحق العذر الذي ردت به الحكومة الكينية على احتجاج السودان على احتضان كينيا لاجتماعات ميلي شيا آل دقلو الإره ابية للتوقيع على (الميثاق السياسي) الذي سينشيء ما يسمى بالحكومة الموازية، استحق هذا الرد الغريب من جانب الحكومة الكينية بجدارة وصف (العذر الأقبح من الذنب).
والذنب هو هذا التدخل السافر في الشأن الداخلي للسودان من جانب كينيا وانت هاك سيادته و تعمد الإضرار بسلامة أرضه واستقراره وتهديد أمنه القومي وهو عمل يعد إنتهاكاََ لكل المواثيق والأعراف المرعية في العلاقات الدولية، وخرق للقانون الدولي ولعلاقات حسن الجوار واحترام سيادة الدول.
جاء الرد الكيني على احتجاج السودان غريباََ ضعيفاََ قبيحاََ، عارياََ من المنطق لا يستند إلى أساس سليم ولا يقوم على أرضية صلبة ، ولا عجب في ذلك فالرد الكيني جاء مشابهاََ ومتطابقاََ مع منطق ميلي شيا آل دقلو الإره ابية، ومتماهياََ مع النهج الذي تتبعه هذه الميلي شيا ومن يقفون وراءها داعمين لها من السياسيين العاطلين والأرزقية المتبطلين وهو النهج الذي ظلت تنتهجه دويلة الشر الراعية لهم ويقوم على الإنكار والكذب والتضليل وذر الرماد في الأعين والإدعاء الكاذب بالحرص على تحقيق السلام والأمن ووقف الحرب في السودان ..
جاء الرد الكيني القبيح من ذات الوفاض، ومن موضع القاع منه الذي يوشك أن يجف ويضربه اليبس من كثرة الإغتراف منه في كل صغيرة وكبيرة.
ساقت الحكومة الكينية مبرراََ وسبباََ هو أوهن من بيت العنكبوت في محاولة ساذجة منها لتبييض سواد فعلتها وتبرير مسلكها العدائي تجاه السودان.
أشار بيان حكومة روتو إلى أنها انطلقت في احتضانها لهذا المؤتمر من سابقة استضافة كينيا لمفاوضات (مشاكوس) التي جرت بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان والتي توجت بتوقيع بروتوكول مشاكوس في 20 يوليو 2002 والذي أسس لاتفاق السلام الشامل في نيفاشا الذي تم توقيعه في 9 يناير 2005.
ضربت كينيا مثلاً بهذه الواقعة لتبرير احتضانها لمؤامرة إعلان حكومة موازية، وهو تبرير فطير وفي غير محله ولا يمت بأي صلة أو علاقة بين ما تم في مشاكوس قبل أكثر من عقدين من الزمان، و ما تم قبل يومين في نيروبي بقاعة جومو كينياتا، فالبون شاسع والفرق واضح وضوح الشمس.
فالأول تم بموافقة الحكومة السودانية بعد مشاورات تمت حول الخطوة، وكذلك جرت تحت رعاية دولية ذات ثقل نوعي واعتبار مقدر.
فهل شاورت الحكومة الكينية السودان بخصوص احتضانها ورعايتها لهذه المجموعة المارقة ، وهل تلقت كينيا الموافقة من السودان..!!
وهل ما جرى في قاعة جومو كينياتا في نيروبي تم برعاية دولية، أو حتى إقليمية.!!
وبافتراض حسن النية وحرص نظام روتو على إحلال السلام والمساهمة في حل الأزمة ووقف الحرب في السودان هل لدولة كينيا الحق في عقد مثل هذه الفعاليات رغم أنف حكومة السودان ، هل السودان واقع تحت الوصاية الكينية، لتتصرف نيابة عنه وتحدد له ما تختاره هي لا ما يختاره هو.. ؟!!!
من أعطى روتو حق تحديد ما يصلح للسودان وما لا يصلح له؟!!
من أين يستمد روتو كل هذه الجرأة وهذا التعدي السافر والتجني الفج على سيادة دولة لها تاريخها وجذورها الحضارية الضاربة في القدم..!!
لماذا يغامر روتو بسمعة بلد مثل كينيا ويظهرها بمظهر التابع الخاضع المنساق وراء رغبات دول خارج سور القارة الأفريقية معروفة بإمتهانها مهنة نشر الشر والخراب وإشعال الحرائق في محيطها الإقليمي وتدمير مستقبل الشعوب بإزكاء نار النزاعات والصراعات بين مكونات مجتمعاتها..
ما مصلحة الشعب الكيني في تبني حكومته لأجندة قوى أجنبية كل همها ألا تعيش الشعوب في سلام، هل تأمن كينيا من مكر هذه القوى وأن يأتي عليها الدور يوماََ ما لتشرب من ذات الكأس، وهي التي تعاني من مشكلات وأزمات كامنة يمكن أن تتفجر في أي لحظة..
إن اللعب بالنار نتيجته معلومة، ومن كان بيته من زجاج فمن الأفضل له ألا يرمي الآخرين بالحجارة، إن أمن واستقرار ومستقبل الأوطان أغلى وأثمن وأقيم من أن يُقوّم بالدرهم والدولار والعطايا و(الهدايا) والهبات الشخصية، ومن يشتريك اليوم قطعاََ سيبيعك غداً عند أول منعطف طالما رضين٨٨ت أن تكون سلعة معروضة للبيع..