عندما يتحدث النور حمد عن الح ر ب في السودان، فإنه لا يتحدث بلسان المثقف صاحب الضمير الوطني، بل بلسان شاهد زور متطوع في خدمة ملي شيا متوح شة، يراوغ، ويضلِّل، ويجمِّل القبح بأدوات اللغة والتلاعب بالمفاهيم.
لم نسمع منه كلمة إدانة واضحة لج رائم الدعم الس ريع، رغم أن العالم كله شاهد على مجازرهم.
لم يتحدث عن مذاب ح غرب دارفور، وود النورة، والهلالية، ولا عن المدن والقرى الآمنة التي اجتاحتها المل يشيا نه بًا وقت لًا واغت صابًا.
ولكنه، ببجاحة مثيرة للغثيان، لا يتوانى عن إلقاء اللوم على الجيش، وكأن الض حايا في سوق صابرين، والمستشفى السعودي، ومعسكر زمزم، سقطوا بقصف قوة خفية، لا بفعل الملي شيا التي يدافع عنها!
هذا ليس قولًا لوجه الحقيقة، بل تواطؤٌ مع الجناة وداعميهم.
وليست هذه مجرد وجهة نظر، بل انحيازٌ آثمٌ إلى القت لة، وانعدامٌ كاملٌ للضمير الوطني والنخوة السودانية.
المثقف الحقيقي لا يكون بوقًا لمجرمي الح ر ب، ولا يمارس الانتقاء الانتهازي الجبان في إدانة الع نف.
النور حمد اختار أن يكون شاهد زور، يكتب بمداد ملوث بد م الأبرياء، ويبيع الوهم لجمهورٍ لا يشتري منه شيئًا، ليس لأنه يعرف الحقيقةفقط، بل لأنه يعيشها.
وكأن الرجل ينتمي إلى بلد آخر، ليس له في السودان قريب أو صديق مسَّه عنف الملي شيا!
النور لا يخون نفسه فحسب، بل يخون وطنه وأهله الذين أصابهم ما أصابهم من سوء وعذاب وتنكيل .
الخيانة ليست فقط أن تحمل السلاح ضد وطنك، بل أن تحمل القلم لتبرير الج را ئم، وأن تصمت حين يكون الكلام مسؤولية أخلاقية وواجبًا لا مهرب منه.
والتاريخ لن ينسى… ولن يرحم المتواطئين بالصمت أمام جرائم الملي شيا والخائنين لأوطانهم ومجتمعاتهم بشهادات الزور لتزيف الحقائق وتحريف الوقائع!