سودانيون

(طبيق: عزت يعاني من حالة يأس): ملاسنات قادة (الملي.شيا).. بين صراع التيارات والبحث عن المصالح

سودانيون ميديا: متابعات
بدات حملة من المناوشات والمعركة الكلامية تشتد بين مستشار الملي.شيا السابق يوسف عزت الماهري يساري التوجه والحالي الباشا طبيق إسلامي التوجه، فهما نقيضين فكريا ولكن الحاجة والقبيلة وحدتهما والزمان مسغبة وصاحب الحاجة عجول، فكلاهما ينتمي لقومية العطاوة ولكن قبل أشهر قليلة من الحرب كان طبيق يخرج في مسيرات التيار الاسلامي “الزحف الاخضر” يتوعد اليسار وينادي بتحكيم القيم الاسلامية.
حينها كان عزت يتحرك بنشاط يحسد عليه وسط قادة قحت يبحث له عن مكان يتبوأ به مقعدا لدى حكام ذاك الزمان قبل أن يجد ضالته في حميدتي ومليشيته.

التقاء الأضداد

بعد ان تحرك عزت وسط مجموعة قحت ونفخوا في نار الفتنة واشعلوا الحرب وجد نفسه مجبرا ان يتعامل مع ضده في الفكر والتوجه الباشا طبيق وآخرين، فظهرت في الإعلام أسماء ما كان لها أن تلتقي لولا راية القبيلة، بل ظهرت وجوه أخرى امثال عبد المنعم الربيع وابراهيم بقال وعمران وغيرهم والذين كانوا في الماضي ينتمون للإتجاه الاسلامي ولكنهم فضلوا الميل نحو القبيلة أو الجهوية بعد ان اغرتهم اموال حميدتي الحرام.

وسط العجائب

وسط هذه العجائب والغرائب ظهر للسطح اسم حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس عمر البشير ونائب الأمين العام للحركة الإسلامية، بل ظهرت أسماء كثيرة في الولايات المختلفة لعدد من قادة المؤتمر الوطني السابقين ليصبحوا قادة في ملي.ش.يا حميدتي في ظاهرة غريبة جعلت من الصعب التفريق بين الثابت والمتحرك في السياسة السودانية.

بداية الازمة

لكن يبدو أنه عقب ظهور حسبو بصورة علنية بدأت الخلاف تدب داخل المل.يش.يا بل قويت قبضة اصحاب الخلفيات الاسلامية لتبدأ عملية تمكين واضحة انتهت بسيطرة هذا التيار على مقاليد الامور داخل المل.يش.يا ليجد يوسف عزت نفسه خارج دائرة الفعل السياسي والاداري خاصة بعد تحرير الإذاعة وظهور فيديوهات تثبت ذهابه للإذاعة لبث خطاب الانقلاب وفشله في تنفيذ المهمة، واستمرت حالة التوتر حتى وصلت لإعفاء عزت وإبعاده من منصبه مستشاراً لحميدتي.

غياب إحساس الأمان

عقب إعفائه من منصبه قالت مصادر داخل المل.يش.يا ان عزت لا يشعر بالأمان ويتخوف من ردة فعل قادة الجنجويد تجاه عائلته لذا فضل الصمت حتى يجد مكاناً آمناً يضمن من خلاله سلامة أسرته، وحينها بإمكانه التحدث وكشف بعض الأسرار، وبالفعل قالت بعض المصادر إن عزت استطاع إخراج اسرته وترحيلها إلى منطقة يقيم بها زعيم قبلي صاحب نفوذ لتجد أسرته الحماية من بطش الملي.ش.يا.

إخراج الهواء الساخن

بعد أن تأكد عزت من تأمين أسرته وتوفير الحماية لها بدأ اليوم في إخراج الهواء الساخن ومهاجمة الجنجويد حيث قال في تغريدة له، إن مل.يش.يا الدعم السريع تديرها الحركة الاسلامية بل حتى الحكومات التي كونتها في الولايات التي سيطرت عليها يديرها كوادر الحركة الإسلامية وبمباركة قيادة المل.يش.يا حسب ما كتب.
وكأنه أراد القول إن الذي أبعده من مستشارية حميدتي هي الحركة الإسلامية، بل إن الرجل ذهب لأكثر من ذلك حينما قال إن الحرب بين تيارات الحركة الإسلامية ما يعني أنه كان مستشاراً لدى الحركة الإسلامية.
خطاب عزت يصعب فهمه إلا في إطار أن التيار الذي تقوده كوادر كانت تنتمي للحركة الإسلامية هو الذي أبعده عن قيادة المل.يش.يا.
ليأتي الرد من مستشار المل.يش.يا الباشا طبيق والذي وصف عزت بأنه يعاني من حالة يأس بسبب فشل مشروعه الهادف إلى تحويل الدعم إلى أداة لتنفيذ أجندته السياسية، ما يعني أن الملي.شيا تعاني من صراع تيارات للسيطرة عليها.
هذه الملاسنات تعبر عن الوضع الطبيعي داخل مليش.يا قبلية يتحرك قادتها وفق الانتماء القبلي والجهوي والمصالح الضيقة.
ويبقى السؤال الأهم هل يستطيع عزت كشف كل الأسرار داخل الملي.ش.يا خاصة الأيام التي سبقت اندلاع الحرب وكيف تم الترتيب لها؟!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.