الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف هو أحد العلماء الأعلام في بلادنا و هو صاحب مدرسة متفردة و أسلوب متميز في الدعوة يجمع بين الأصالة و الحداثة و الإعتدال و الحزم في الفتوى فلا إفراط و لا تفريط و له تأثير على قطاع عريض من الناس .
الشيخ تنتاشه هذه الأيام سهام الأصدقاء قبل سهام الأعداء مما أفرح أهل الباطل و في مقدمتهم القحاتة نتيجة لكلمات ألقاها في (جلسة خاصة) إنتقد فيها رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق البرهان بعبارات قاسية لكنها تمثل رأيه الشخصي و هو نفس ما يتحدث به كثيرون ويوثقونه كتابة منذ بداية ال ح ر ب و إلى يومنا هذا .
شيخ عبد الحي لم يتحدث بإسم أي كيان أو جهة بل تحدث أصالةً عن نفسه و عبر عن رأيه في شخصية عامة (رئيس مجلس السيادة) و قضايا تخص كل الشعب السوداني في ظل الظروف التي ترزح فيها بلادنا منذ أكثر من تسعة عشر شهراً و لأن الشيخ درج على الوضوح و الصراحة في إبداء رأيه فقد ألقى كلماته هكذا جليةً دون أي تزيين أو دبلوماسية ، بل و انتقد في ذات الجلسة سياسة و قيادة الدولة التي يقيم فيها .
بالتأكيد فإن من نقل حديث الشيخ (الخاص) قد خان أمانة المجالس و أراد الفتنة و إحداث بلبلة في الرأي العام في وقت نحن أشد حاجة فيه إلى تماسك الجبهة الداخلية و وحدة الصف للقضاء على مؤامرة قوى الشر الداخلية و الخارجية المتحالفة مع الملي شيا المتمردة .
يكفي الشيخ عبد الحي يوسف أن قناة طيبة التي أسسها و يرأس مجلس إدارتها ظلت و ما تزال هي القناة الأولى الداعمة للقوات المسلحة و معركة الكرامة في وقت كانت فيه كل المنافذ الإعلامية الخارجية مغلقة و معظمها متآمرة و مساندة لمشروع تحالف الإمارات و شركائها في الداخل و الخارج ، و التلفزيون القومي متوقف عن العمل بسبب إحتلاله بواسطة الملي شيا !!
و بقي أن أقول بأنني و في إحدى زياراتي (لمؤسسة طيبة الإعلامية) في العام 2016 فوجئت بالمشروع الدعوي الذي كانت تتبناه و تعمل عليه ، فقد كان بثها يصل إلى معظم أنحاء القارة الأفريقية و بلغات متعددة : و تحديداً لغة الهوسا ـ لغة اليوربا ـ اللغة السواحيلية ـ لغة التيغراي
و بالإضافة إلى ذلك فقد كانت لديها قناة تعليمية و قناة متخصصة للأطفال .
الشيخ عبد الحي له إسهامات كثيرة في خدمة الدين و الوطن بعضها معلوم و بعضها خفي نسأل الله أن يتقبلها و يرفع بها درجته ، و علينا ألا ننسى فضله مقابل ما تسرب من حديثه في جلسة خاصة .