تقرير: رحمة عبد المنعم
في ظل استمرار الحرب بين القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع، تواصل القيادة السياسية والعسكرية تأكيداتها بقرب تحقيق النصر وإعادة الاستقرار للبلاد، وفي هذا السياق، أدلى الفريق أول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام، بتصريحات لافتة أثناء زيارة وزير الصحة الاتحادي، د. هيثم محمد إبراهيم، إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية، تضمنت الزيارة استعراض جهود تحسين القطاع الصحي في ظل الظروف الصعبة، بالإضافة إلى التبشير بانتصارات حاسمة قادمة على جميع الجبهات.
تحرير مدينة سنجة نقطة تحول في معركة الجيش ضد المليشيات
الحسم العسكري
وأشار الفريق ياسر العطا إلى أن المرحلة الحالية تمثل نقطة تحول في المعركة لصالح القوات المسلحة السودانية وقال:ما نعيشه اليوم هو تحدٍ تاريخي، ليس فقط للجيش، بل لكل السودان، القوات المسلحة تواصل تحقيق انتصاراتها بثبات وعزيمة، وقد كان تحرير مدينة سنجة نقطة فارقة في مسار المعركة.
وأضاف: نحن نقترب من نهاية هذا الكابوس، وستشهد الأيام القادمة بإذن الله انتصارات حاسمة تُعيد للسودان وحدته واستقراره، رسالتي إلى الشعب السوداني أن يتحلى بالصبر والثبات، لأن النصر بات قاب قوسين أو أدنى، وتابع: لن نسمح لهذه المليشيات بتدمير السودان أو تقسيمه ،القوات المسلحة تقاتل نيابة عن الأمة بأسرها، وهي في أتم الجاهزية لاستكمال تحرير الخرطوم وكل ولايات السودان.
العطا: انتصارات حاسمة للجيش ستنهي التمرد قريبًا
كما وجه العطا حديثه لوزير الصحة قائلًا: زيارتكم القادمة ستكون مختلفة، حيث سنستقبل معًا كل محليات ولاية الخرطوم، بما فيها المناطق التي لم تُحرر بعد. هذا ليس مجرد وعد، بل هو التزام أمام الله والشعب السوداني.
العطا يبشر الشعب السوداني: الخرطوم كاملة تحت السيطرة قريبًا
وفي سياق الزيارة، أكد د. هيثم محمد إبراهيم أن وزارته مستمرة في تقديم الخدمات الصحية رغم التحديات الأمنية واللوجستية.
وأشاد الوزير بالجهود العسكرية المبذولة لتحرير المناطق وتأمينها، ما يتيح للجهات المدنية العمل بشكل أفضل.
وقال:نحن نعيش ظروفًا استثنائية، لكن التحديات لا تعني التوقف عن العمل، القطاع الصحي يُعد جبهة أخرى من جبهات الصمود، ونعمل جاهدين لتحسين الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحية. لقد افتتحنا مؤخرًا مستشفى بر الوالدين، وأضفنا أقسامًا جديدة تشمل العناية المكثفة والوسيطة وحضانات الأطفال وغرف العمليات، كما نواصل توسيع مراكز غسيل الكلى لتلبية احتياجات المرضى في الخرطوم والولايات الأخرى”.
وزير الصحة: القطاع الصحي في البلاد يتحدى الحرب ويحقق تطورًا ملموسًا
وأضاف:زيارة وادي سيدنا اليوم هي تعبير عن تضامننا مع القوات المسلحة ودعمنا للجهود المبذولة لتحرير السودان من خطر المليشيات، نحن في وزارة الصحة نؤمن أن الصحة والأمن وجهان لعملة واحدة، ولن نستطيع بناء نظام صحي قوي دون استقرار أمني شامل”.
ابعاد معنوية
وتحدث الصحفي عبد الله حسين لـ(الكرامة) عن أهمية هذه التصريحات والزيارة في هذا التوقيت، مشيرًا إلى أن الرسائل الموجهة تعكس استراتيجيات عسكرية وسياسية واضحة وقال:تصريحات الفريق ياسر العطا لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تحمل أبعادًا معنوية مهمة للشعب السوداني، الإعلان عن انتصارات قريبة هو أسلوب محفز يهدف إلى رفع الروح المعنوية للمواطنين والجنود على حد سواء. ولكن يجب أن ندرك أن هذه الحرب طويلة ومعقدة، وتتطلب أكثر من الانتصار العسكري لتحقيق الاستقرار.”
وأضاف:ما يلفت الانتباه في زيارة وزير الصحة هو الإصرار على استمرار العمل المدني رغم ظروف الحرب ،هذه رسالة قوية بأن الدولة السودانية قادرة على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية، وهو أمر ضروري للحفاظ على الثقة بين الحكومة والمواطنين”.
مراقبون: التصريحات العسكرية والصحية تؤكد رؤية متكاملة لمستقبل السودان
خطة متكاملة
أما المحلل الاستراتيجي د. محمد الأمين، فقد ركز على أهمية هذه الزيارة من الناحية الاستراتيجية، وقال للكرامة:زيارة وادي سيدنا في هذا التوقيت ليست عادية، هي تأكيد على دور الجيش كحامي للدولة، وفي الوقت نفسه تعكس حرص القيادة على ربط العمل العسكري بالعمل المدني ،عندما تتحدث القيادة عن تطورات ميدانية متزامنة مع تحسن في الخدمات الصحية، فهذا يعني أن هناك خطة متكاملة لإعادة بناء الدولة بعد الحرب”
وتابع:لكن لا يمكننا تجاهل التحديات الكبيرة التي تنتظر السودان بعد انتهاء الحرب، أولها إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وثانيها تحقيق المصالحة الوطنية، بدون هذين العنصرين، قد تتكرر الأزمات بشكل أو بآخر”.
تعزيز التلاحم
تبرز زيارة وزير الصحة لمنطقة وادي سيدنا وتصريحات ياسر العطا كجزء من جهود القيادة السودانية لتعزيز التلاحم بين الجوانب العسكرية والمدنية في مواجهة الأزمة الحالية، التركيز على الانتصارات العسكرية يعكس ثقة القيادة في قدرتها على حسم المعركة، بينما يُظهر تطوير القطاع الصحي أن هناك رؤية طويلة المدى لتأهيل مؤسسات الدولة.
ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو تحقيق توازن بين العمل العسكري والتنمية المدنية، وضمان استدامة الخدمات المقدمة للشعب السوداني في ظل أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، وختامًا، يمكن القول إن الأيام المقبلة ستحدد مدى قدرة السودان على تجاوز هذه المحنة وتحقيق السلام الدائم.