سودانيون

رحمة عبد المنعم يكتب.. للحقيقة لسان: ذكرى رحيل الإمام.. فقدان الزعيم والحكيم

للحقيقة لسان

رحمة عبد المنعم

ذكرى رحيل الإمام.. فقدان الزعيم والحكيم

حلّت قبل أيام الذكرى الرابعة لرحيل الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي وأحد أبرز المفكرين والزعماء في تاريخ السودان الحديث، شخصية وطنية استثنائية تركت فراغًا كبيرًا في الساحة السياسية والاجتماعية، فهو الزعيم الحكيم الذي اختبرته المحن والمواقف، وبرز دائمًا كرمزٍ للتوازن والتسامح والالتزام بمصلحة الوطن.

الإمام الصادق المهدي لم يكن مجرد زعيمٍ سياسيٍّ، بل كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،جمع بين الفكر العميق والثقافة الواسعة، وكان قادرًا على مخاطبة العقول والقلوب ببلاغةٍ وإقناعٍ، لم تكن قضاياه سياسية فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الاجتماعية والإنسانية، حيث جسّد قيم الوطنية الخالصة والحب الكبير لوطنه وشعبه.

رحل الإمام في لحظةٍ كانت فيها البلاد تحتاج إلى حكمته وحنكته السياسية، السودان، الذي شهد عبر تاريخه أزماتٍ متلاحقة، افتقد هذا القائد الذي كان يُعرف بقدرته على تفكيك الأزمات وتقديم حلول متوازنة تحافظ على وحدة البلاد وسلامة مواطنيها، وبرحيله، تفاقمت التوترات وتصاعدت الأزمات، لتصل في النهاية إلى الحرب التي تعصف بالبلاد اليوم، وكأن الفراغ الذي تركه فتح الباب أمام التشرذم والصراعات.

الإمام الصادق المهدي كان مختلفًا عن غيره من الزعماء، لم يكن غريبًا على شعبه، بل كان قريبًا منهم، يتفقد أحوالهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، تجده في المناسبات الاجتماعية كما في المنابر السياسية، يتحدث بلغة الناس ويلامس همومهم. محبًا ومحبوبًا، استطاع أن يجمع حوله قلوب السودانيين بمختلف انتماءاتهم، فلم يكن زعيمًا لطائفةٍ أو حزبٍ فقط، بل كان زعيمًا للوطن بأكمله.

على الرغم من رحيله، يبقى إرث الإمام الصادق المهدي حاضرًا في وجدان السودان، أفكاره وتوجهاته السياسية، التي كانت تهدف دائمًا إلى بناء دولة ديمقراطية متماسكة، تمثل اليوم مصدر إلهام للأجيال الجديدة التي تسعى لتحقيق الاستقرار والعدالة.

إن الذكرى الرابعة لرحيل الإمام ليست مجرد مناسبة لاستذكار شخصيته، بل هي دعوةٌ للتأمل في المسار الذي يسلكه السودان اليوم ،الإمام كان سودانيًا خالصًا، محبًا لوطنه ومخلصًا لشعبه، وغيابه يذكّرنا بأن البلاد تحتاج دائمًا إلى زعماء يحملون نفس القيم والرؤى لبناء مستقبلٍ أفضل.

الإمام الصادق المهدي لم يكن مجرد رجلٍ عابرٍ في تاريخ السودان، بل كان صفحةً مضيئةً تذكّرنا بأهمية القيادة الرشيدة والفكر العميق في مواجهة التحديات، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُلهم السودان قيادةً تسير على نهجه في حب الوطن وخدمة شعبه.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.