عبد الماجد عبد الحميد يكتب: زيارة وزير الخارجية لم تحقق المطلوب لمصر!!
■ زيارة وزير الخارجية المصري يوم أمس إلى مدينة بورتسودان لم تحقق المطلوب منها لمصر الرسمية التي دفعت بعدد محسوب من الإعلاميين والصحفيين رفقة كاميرات وأدوات تصوير متقدمة.
■ من المفارقات المدهشة أن القنوات الإعلامية المصرية التي غابت عمدًا حتى اليوم عن زيارة وتوثيق مآسي الحرب على السودان، هذه القنوات ذاتها حرصت على نقل تصريحات الوزير المصري والتركيز عليها بكثافة، مما يؤكد أن حضور وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان غرضه يتعلق بدور إقليمي تبحث عنه مصر لتعظيم أثرها وموقعها عند الجانب الأمريكي ومن يقف خلفه من الداعمين لخط الميليشيا وكلاب صيدها.
■ ومن المفارقات المحزنة أيضاً أن مصر الرسمية تعرف حقيقة الخطر الذي يواجهه السودان اليوم. هذا الخطر يتجاوز السودان ليضرب بقوة داخل العمق المصري طال الزمن أو قصر. وما يحتاج إلى تفسير حقًا لماذا تتخفى مصر الرسمية خلف مواقف متماهية وغامضة وكأنها لا تعرف حقيقة المخاطر الاستراتيجية التي تحدق بالسودان.
■ الموقف المصري تجاه ما يحدث في السودان متردد ومتذبذب. هنالك مثل دارفوري شهير يلخص حالة الجري والطيران التي تتعاطى بها مصر مع الملف السوداني. المثل يقول: (الفي إيدو بُخسة ولا بِكاتِل!!).. مصر الرسمية تربط في يديها الاثنتين بُخسة الأرز والتمويل الإماراتي، ولهذا فهي تتعاطف مع (أخواتها) السودانيين.. لكنها لا تستطيع تبني موقفهم الرافض لعودة عصابات ومليشيات التمرد إلى المسرح السياسي من الأبواب الخلفية!!