سودانيون

نماء أبوشامة تكتب: د. منى ترفع صوت السودان في مؤتمر البيئة العالمي

نماء أبوشامة تكتب: د. منى ترفع صوت السودان في مؤتمر البيئة العالمي:

تكشف دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع وتؤكد أن حماية الإنسان هي بداية حماية البيئة

لم يكن حديثها عاديًا ولا كلماتها مجاملة دبلوماسية؛ كان صوتًا صادقًا يخرج من قلب وطنٍ يُحاصر بالنار والجوع والإبادة.

وقفت الدكتورة منى علي محمد احمد، وزيرة البيئة السودانية، في مؤتمر البيئة العالمي لتقول ما لم يجرؤ كثيرون على قوله.

بصوتٍ ثابت ونبرةٍ تحمل وجع الأرض والناس، استهلت حديثها قائلة:

“السلام على من يحب السلام، والسلام على من يدعم السلام”.

عبارة بسيطة، لكنها كانت المفتاح لخطابٍ حمل رسالة عميقة: لا يمكن للعالم أن يتحدث عن البيئة بينما يُقتل الإنسان في السودان، وتُحرق أرضه، وتُدمّر طبيعته.

قالت د. منى بوضوح إنّ الإبادة الجماعية والحصار والتجويع الذي يتعرض له السودانيون في مدينة الفاشر جريمة ضد البيئة قبل أن تكون ضد البشر.

ثم كشفت أمام الحضور الدولي دعم دولة الإمارات لمليشيا الدعم السريع التي تمارس أبشع أنواع القتل والتخريب، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، مؤكدة أن من يموّل الحرب لا يمكن أن يكون حاميًا للطبيعة.

وأضافت أنّ “الإنسان هو البيئة، وبدونه لا تكون”، داعيةً إلى أن تبدأ كل سياسات حماية الأرض من نقطة العدالة والسلام.

لم تُخفِ استياءها من صمت الدول العربية وسكونها تجاه ما يجري في السودان، وقالت إنّ الصمت في وجه الجريمة مشاركة غير معلنة فيها.

كلماتها كانت كالسهم، صادقة ومباشرة، اخترقت ضباب المجاملات الذي يملأ المؤتمرات الدولية عادةً.

لقد تحدثت د. منى باسم السودان وباسم كل إنسانٍ فقد بيته وأرضه وحلمه، مؤكدة أن حماية الكوكب لا تبدأ من الغابات والأنهار فحسب، بل من الضمير الإنساني.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.