سودانيون

الامين علي حسن ..يكتب .. يروى ان .. مشاهد من عودة الناظر

الامين علي حسن ..يكتب .. يروى ان .. مشاهد من عودة الناظر

والناس تسأل هشام بن عبدالملك وهو بالبيت الحرام عن رجل تزاحم حوله القوم وابتهلوا بقدومه وهشام يجيب لا ادري من هو .. هنا يقوم الشاعر الفرزدق بالرد ليس ليقول انه زين العابدين بن علي بن الحسين ولكن برد خلده التاريخ جيلا بعد جيل في قصيدته المشهورة والتي يقول في احد ابياتها

حَمّالُ أَثقالِ أَقوامٍ إِذا اِفتُدِحوا

حُلوُ الشَمائِلِ تَحلو عِندَهُ نَعَمُ

هنا عرف الناس الاجابة وفهم هشام بن عبدالملك الرسالة .

في مشهد اخر مختلف رغم اختلاف الاشخاص والازمان والامكنة .. قبل سنوات مضت والرئيس البشير بامندرابة من اجل افتتاح المرحلة الاخيرة من طريق الصادرات ومع تواجد الجموع الكبيرة والشخصيات المهمة من الضيوف ياتي الناظر الراحل التوم حسن التوم على التوم ناظر عموم الكبابيش ويرافقه جمعا كبيرا من اهله وقيادات قبيلته كان قدومه يحمل هيبة ومكانة تعبر عن ارث وتاريخ وحاضر .. خاصة ان المكان هو امندرابة وهي تعني للكبابيش الكثير فهي الارتباط بالتاريخ والجذور كنت حينها اجلس برفقة عدد من الزملاء في المكان المخصص للاعلام ولكن تحركت من مكاني صافحت السيد الناظر وعدد من المرافقين فالرجل تربطني به علاقة الدم والمودة وعندما عدت الى مكاني سألني احد شباب مراسم رئاسة الجمهورية سؤالا بسيطا ولكن يحمل من الدلال الكثير ( الزول دا منو؟!) هكذا كان السؤال فاجبته كما اجاب الفرزدق هذا هو زعيم هذه البادية وحكيمها ..

وفي مشهد ثالث ذو دلالات ومعاني ارسل لي صديق عزيز امس موكب من السيارات لا تقل عن ال100سيارة تدخل ام سنطة مقر نظارة الكبابيش وجموع من الناس تبتهج على ضربات النحاس وشاب يلوح بيده للناس وصديقي يسأل من هذا الشباب ؟!

فحاولت ان ابسط له الاجابة بان هذه الجموع حضرت لاستقبال الناظر حسن التوم حسن وهو عائد لتوه من بيت الله الحرام وان سبب هذا التدافع ان حسن منذ ان تسلم النظارة قبل خمس سنوات لم يغب عن اهله وباديته الا هذه المرة وحاولت ان اشرح له سر هذه المحبة وهذا التدافع العفوي وهنا تذكرت رباعية الشاعر محمد سعيد السميتاوي والتي خاطب بها الناظر حسن عندما تسلم النظارة في بداية عهده

ود العزهم شمل الغريب واهلنا

بالتقى والصلاح عاقدين عليك املنا .. لم تسعفني الذاكرة لاكمالها .

وفعلا الناظر بدأ حياته في النظارة حاسما عادلا ظل بالبادية يطوف وديانها وفرقانها من عربها لشرقها من شمالها لجنوبها يعالج ويقارب ويصالح وينصح ويوجه وهو يتمثل قول القائل في جده الشيخ السير علي التوم :

(نحن نقد ياالممنوعة وابونا يسد يالممنوعة ) ..

عندما اندلعت الحرب الاخيرة لم يهرب الناظر حسن ويترك اهله بل ظل بينهم يحس اوجاعهم ويشارك افراح واتراحهم .. احدهم وبحكمة وخبرة السنين يقول لي البلد بتقلوها كبارها .. لذلك الناس هناك يشعرون ان البلد بتخف عندما يغيب ناظرها كما يقولون .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.