ياسر الفادني يكتب ….القضارف… الولاية التي تلبس شرطةً من ذهب !
في زمن تتعدد فيه الشكاوى ويعلو فيه صوت القلق من تردي الأمن، تخرج ولاية القضارف كاستثناء باهر، كأنها ترتدي درعاً أمنياً منسوجاً بعزيمة رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، على رأس هؤلاء، يقف اللواء عصام الدين محجوب، مدير شرطة الولاية، لا كمسؤول تقليدي يؤدي مهامه الروتينية، بل كنحلة لا تهدأ، تخرج عسلاً أمنياً أصيلاً لا شبهة فيه ولا رياء
الحق يُقال دون تزويق ولا تطبيل: شرطة القضارف شامة بارزة على خد الشرطة السودانية، متفردة في أدائها، متميزة في حضورها، مدهشة في قدرتها على المبادرة ، هذا التميز لم يأتِ من فراغ، بل من عقل إداري لا يقبل القاع، ومن قلب ينبض حباً للعمل وللولاية، ومن جسد لا يملّ الحركة ولا يُصاب بالوهن
اللواء عصام لا ينتظر الجريمة لتقع، بل يبادر بردم منابتها، تبنى برنامجاً لمكافحة الظواهر السالبة، لا بالشعارات بل بالكمائن المحكمة والتحرك الاستباقي، ليحوّل المدينة من بيئة محتملة للفوضى إلى واحة آمنة نابضة بالثقة، في القضارف صارت الجريمة تُقتَل في مهدها، لا تحتاج لجنازة لأن الشرطة دفنتها قبل أن تولد
ولأن الجريمة لا تتنفس وحدها، بل تتغذى على المخدرات، خاض المدير حرباً لا هوادة فيها على أوكار السموم، وانتزعها من جحورها انتزاعاً. الضبطيات التي تُعرض كل حين ليست تمثيلاً مسرحياً، بل فصول من معركة لا تنتهي إلا بنهاية كل موزّع وتاجر ومستغل لعقول الشباب
والمعجزة الكبرى أن هذا العمل الجبار لا ينفذه اللواء عصام وحده، بل بكتلة بشرية مؤمنة به وبنهجه، ضباط، وصف ضباط، وأفراد، لا يعملون كمنفذين للتعليمات، بل كرجال يقتحمون المخاطر لأن ضميرهم يسبق أوامر رؤسائهم، في القضارف، الشرطة لا تردّ التحية بالتحية، بل تسبقك إلى السلام والأمان
إلى مدير عام الشرطة، إن كنت تتفقد تقرير القضارف فابتسم، لأن بين يديك ولاية جعلت من جهاز الشرطة راية فخر، وقلعة أمن، وجدار صد لا يُخترق، نم قرير العين، فهنا في الشرق، شرطة تصنع الفرق، وجمهور يساندها بحب، وحكومة تضعها في مقدمة الصفوف.