سودانيون

الصياد يحرر الحمادي .. هل اقتربت عودة الفولة ؟!

تقرير  : سودانيون ميديا

في تحول نوعي على خريطة الصراع بالسودان، أحرز الجيش السوداني تقدمًا جديدًا بتحرير منطقة الحمادي عبر متحرك الصياد – المحور الجنوبي، واضعًا نصب عينيه هدفين استراتيجيين: الدبيبات والفولة، في قلب جنوب وغرب كردفان . هذا التقدم لم يأتِ بمعزل عن محاور ميدانية موازية، بل يتقاطع مع عمليات أوسع تمتد من أبو جبيهة شرقًا حتى السنوط غربًا، ضمن استراتيجية واضحة لتفكيك وجود الدعم السريع على امتداد النطاق الجغرافي بين كردفان ودارفور .

تحرير الحمادي: عقدة الجغرافيا والتموين

تشكل الحمادي نقطة ربط حيوية على الطريق الرابط بين كادوقلي والدبيبات، وتكمن أهميتها في كونها بوابة جنوب كردفان الغربية، ما يجعلها مفصلًا لوجستيًا لأي تحرك باتجاه مناطق الإنتاج النفطي أو الممرات المتجهة نحو دارفور.وقد استعادت قوات الجيش السيطرة عليها بعد معارك نوعية قادتها وحدات خاصة من متحرك الصياد، بدعم لوجستي من القوات الجوية، مما أسفر عن تفكيك تمركزات المل يشيا في محيط المنطقة.

التوجه نحو الدبيبات والفولة: تكتيك التقدم المنسق

من الحمادي، بدأ الجيش التحرك شمال غرب نحو الدبيبات، والتي تُعد عقدة مواصلات تربط بين الأبيض، كادوقلي، والفولة.ثم التوسع غربًا نحو الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، وهي نقطة ذات حساسية عالية لقربها من الحقول النفطية في هجليج والميرم، وقد مثّلت منذ بدء الحرب مخزونًا بشريًا ولوجستيًا لقوات  المل يشيا .

تحركات متزامنة في محيط الجغرافيا:

شرقًا: وحدات من الجيش تتحرك من أبو جبيهة باتجاه تلودي لتأمين الخاصرة الجنوبية الشرقية، وقطع أي إمداد متسلل من منطقة جنوب النيل الأزرق .
شمالًا: تعزيزات تصل إلى محيط الدلنج والرهد أبو دكنة تحسّبًا لرد فعل مضاد من المل يشيا ، وتأمين الخط الرابط بين الأبيض ووسط كردفان.
غربًا: مراقبة جوية مشددة على طريق السنوط – الفولة – عديلة تحسبًا لمحاولات انسحاب أو إعادة تمركز من العدو عبر محاور دارفور .
الجنوب الغربي: تعزيز الوجود العسكري في كادوقلي ودلامي، لتأمين مركز القيادة الإدارية والعسكرية في جنوب كردفان.
دلالات التوقيت والتحرك
استراتيجية التفكيك: الجيش لا يهاجم جبهات متفرقة، بل يتّبع استراتيجية “التفكيك المرحلي”، بتوجيه ضربات مركزة في نقاط الربط والتموين.
التنسيق المحوري: تحرك “الصياد” يتزامن مع عمليات أخرى في محاور الأبيض ام صميمة الخوي والفاشر، مما يعكس تنسيقًا عاليًا يربك الخصم ويشتت قواه.
الضغط التفاوضي: هذه المكاسب تُعزّز موقف الجيش على المستويين السياسي والدبلوماسي، في ظل تصاعد الدعوات الإقليمية لوقف النار والتفاوض وهي دعوات ظل الحيش يرفضها على الدوام .

أبعاد استراتيجية لهذا التحرك:
عزل مسار دارفور عن كردفان: الجيش يسعى لفصل جغرافيا ملي شات الدعم الس ريع، ومنع تدفق التعزيزات من دارفور إلى كردفان. وذلك لتأمين الحقول النفطية: استباق أي هجوم على منشآت الطاقة، خصوصًا في ظل محاولات الملي شيا التمدد نحو البنية التحتية الحيوية. واهميه فتح جبهات متعددة لتشتيت الخصم: إدارة المعركة وفق مبدأ الضغط المتزامن لتفتيت القوة المعادية.

ختام
التحرك العسكري في الحمادي والتوجه نحو الدبيبات والفولة ليس مجرد تقدم ميداني معزول، بل هو رأس رمح في استراتيجية شاملة لإعادة ضبط التوازن الجغرافي في جنوب وغرب كردفان. بتكامل هذه العمليات على أكثر من محور، يبدو أن الجيش لا يكتفي بالدفاع، بل ينتقل بهدوء وثقة نحو معركة الحسم الجغرافي… حيث لا تُكسب الحرب بالمواقع وحدها، بل بإغلاق المسارات التي تُبقي النار مشتعلة.. ما قد يفتح الباب أمام معادلات جديدة، ليس فقط في خارطة السيطرة، بل في ميزان الصراع برمته. الأيام المقبلة قد تحمل إشارات حسم أكبر… والسودان يكتب فصلًا جديدًا في معركة الوجود والسيادة.. فالصياد الان بالحمادي وعينه على الفولة ..  ننتظر ماتخبي الايام .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.